الجمعة 12 ديسمبر 2025 م - 21 جمادى الآخرة 1447 هـ
أخبار عاجلة

إسدال الستار على بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة والبرتغال تستضيف النسخة القادمة

إسدال الستار على بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة والبرتغال تستضيف النسخة القادمة
الثلاثاء - 09 ديسمبر 2025 02:05 م

شهدت مشاركة 127 بحارا وبحارة من 28 دولة


أسدل الستار مساء أمس الأول على منافسات النسخة الأولى من بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025، التي احتضنتها سلطنة عُمان، بتنظيم من عُمان للإبحار للمرة الأولى عالمياً خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 8 ديسمبر في مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي بمنتجع بارسيلو المصنعة. وشهدت البطولة مشاركة 127 بحّارًا وبحّارة من 28 دولة، في أكبر تجمع عالمي لرياضيي الإبحار من الأشخاص ذوي الإعاقة، وسط منافسات قوية وظروف مناخية مثالية على سواحل ولاية المصنعة، وأقيم حفل الختام برعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجّار، وزيرة التنمية الاجتماعية، بحضور الدكتور خميس بن سالم الجابري، الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، وعدد من أصحاب السعادة وممثلي الاتحاد الدولي والرعاة والوفود المشاركة، وتضمن الحفل تتويج الأبطال في مختلف الفئات.

نتائج البطولة

اختتمت منافسات بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025 بعد خمسة أيام من الإثارة والحماس، قدّم خلالها البحّارة المشاركون مستويات أداء عالية جسّدت روح الإصرار والتحدي التي تميّز هذه النسخة الافتتاحية. وشهدت الفئات الأربع تنافساً محتدماً حتى اللحظات الأخيرة، قبل أن تتوَّج اللجنة المنظمة أبطال العالم من مختلف القارات.

ففي فئة الإعاقة الذهنية (قوارب إلكا 6)، واصل البحّار البريطاني موري ماكدونالد تألقه اللافت ليحسم لقب الفئة والميدالية الذهبية، بعد أداء ثابت طوال البطولة، فيما أحرز البحّار الإماراتي مروان سلوم الميدالية الفضية، وجاء بحّار هونغ كونغ تسز هين تشيونغ في المركز الثالث والميدالية البرونزية. واحتل المركزين الرابع والخامس كل من: البحّار مان هونج ليونغ من هونغ كونغ والبحّار الإماراتي عمر الحمادي على الترتيب.

أما في فئة قوارب هانسا 303 (فردي)، فرض البريطاني روري ماكّينا هيمنته على هذه الفئة، ليُتوَّج بطلاً لفئه بعد سلسلة سباقات متقنة، فيما أحرز البرتغالي جواو بينتو الميدالية الفضية، وتبعه الياباني تاكومي نيوا في المركز الثالث والميدالية البرونزية، بعد أداء اتسم بالثبات والهدوء التكتيكي.

وبالنسبة لفئة قوارب آر.أس فنتشر (المخصصة للفرق المصنّفة بارالمبياً)، خطف الفريق البولندي المكوّن من بيوتر سيوتشكي وأولجا جورناس جرودزين اللقب والميدالية الذهبية بعد أداء قوي وحضور تكتيكي لافت، بينما جاء الفريق الإسباني بقيادة باو توني هومار ورامون جوتيريز في المركز الثاني والميدالية الفضية. أما الميدالية البرونزية فذهبت إلى الفريق اليوناني المكوّن من فاسيليس كريستوفورو وثودوريس أليكسـا.

وعلى صعيد المشاركة العُمانية، حلّ فريق سلطنة عُمان المكوّن من زاهر العتبي وحسن اللواتي في المركز السادس عشر والفريق المكّون من البحّار عادل السيابي والبحّارة الغالية الجابرية في المركز 27 في مشاركة حملت الكثير من الإصرار والعزيمة.

وفي فئة قوارب فار إيست للمكفوفين، واصلت بريطانيا تفوقها في هذه الفئة، حيث توَّج الفريق البريطاني بقيادة المتألقة لوسي هودجز بالميدالية الذهبية، بينما حقق الفريق الإسباني بقيادة دانيال أنجلادا بيتش الميدالية الفضية، وجاء الفريق البريطاني بقيادة كارل هاينز ثالثاً محققاً الميدالية البرونزية.

أبطال العالم في الإبحار البارالمبي

تُوِّج الفريق البولندي الذي يضم البحّار بيوتر سيوتشكي والبحّار وأولجا جورناس جرودزين، بلقب بطل العالم في الإبحار البارالمبي بعد أداء استثنائي عكس انسجامهما العالي وقدرتهما على السيطرة على مجريات السباق. فيما حلّ الفريق الإسباني المكوّن من البحّار باو توني هومار والبحّار رامون جوتيريز في المركز الثاني، تلاه في المركز الثالث الفريق اليوناني الذي يضم الثنائي البحّار فاسيليس كريستوفورو والبحّار وثودوريس أليكسـا بعد منافسة قوية اتسمت بالندية والإثارة حتى خط النهاية.

أبطال العالم للمكفوفين

أحرز فريق المملكة المتحدة بقيادة البحّار كارل هاينز لقب بطل العالم لفئة الإبحار البارالمبي للمكفوفين (تصنيف: عمى تام – كفيف كلياً)، بعد أن قدّم أداءً مبهراً أظهر خبرته الكبيرة وقدرته المتميزة على قراءة الرياح وقيادة القارب بثقة رغم التحديات البصرية.

كما توّج فريق المملكة المتحدة بقيادة البحّارة لوسي هودجز بطلاً للعالم ضمن تصنيف ضعف البصر الشديد، في حين انتزع البحّار فيكي شين من المملكة المتحدة لقب البطولة في تصنيف ضعف البصر المتوسط، ليُسجلوا أسماءهم ضمن نخبة أبطال العالم في الإبحار البارالمبي، ويعكسوا نموذجاً مشرفاً لقدرات الرياضيين المكفوفين على تحقيق الإنجازات العالمية.

بطل النسخة الافتتاحية

وفي ختام مراسم التتويج، كُشف عن جائزة البطل العام للفرق، وهي الجائزة الأرفع التي تُمنح للفريق الأكثر مشاركة ونتائجاً عبر الفئات الأربع، وقد توّج بها فريق المملكة المتحدة بعد حصده أعلى مجموع نقاط في النسخة الأولى من هذا الحدث العالمي.

جوائز خاصة تعكس قيم البطولة

كما قدّمت اللجنة مجموعة من الجوائز الخاصة التي تعكس القيم الإنسانية للبطولة، حيث مُنحت جائزة (Rabbit Award) للمتطوعة الفرنسية «كاميلا» تقديراً لدورها في الإرشاد البحري لفئة الإعاقة الذهنية، فيما ذهبت جائزة (Spirit of the Regatta) إلى «تُوبي أوين» نظير روحه الرياضية ودعمه المتواصل لمجتمع الإبحار البارالمبي. وتم كذلك تكريم البحّار الإماراتي عمر الحمادي البحّار الأكثر تطوّرًا خلال الأسبوع بجائزة (Most Improved Performance).

رسالة إنسانية عظيمة

قالت معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار، وزيرة التنمية الاجتماعية: «نحن فخورون جداً بما شهدناه اليوم في بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، وبما قدمه المشاركون من أداء رائع وروح رياضية عالية، أثبتت أن أبناءنا من الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون قدرات وإمكانيات كبيرة، وأنهم قادرون على المنافسة وتحقيق الإنجاز على المستوى المحلي والعالمي. كما أن هذه البطولة هي ليست مجرد منافسة رياضية، بل هي رسالة إنسانية عظيمة تؤكد أن الرياضة حق للجميع، وهو الحق الذي كفله قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، لتمكين وتيسير مشاركتهم بالمساواة مع الآخرين في المعسكرات والأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية المحلية والإقليمية والدولية، وصولاً إلى تعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع وتحقيق دمجهم الكامل.

محطة تاريخية

تطرق الدكتور خميس بن سالم الجابري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عُمان للإبحار في كلمته خلال الحفل الختامي، قائلاً: «إن اختتام النسخة الافتتاحية من بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة هنا على أرض سلطنة عُمان يُجسد محطة تاريخية في مسيرة الإبحار البارالمبي عالمياً، ويؤكد مكانة عُمان المتنامية كوجهة رائدة لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى. لقد اجتمعت 28 دولة على مياه بحر عُمان لتقديم نموذج مُلهِم لما تعنيه الإرادة والعزيمة عندما تتوحد تحت راية الرياضة، وهذا بحد ذاته رسالة إنسانية تعكس ما نؤمن به في عُمان للإبحار من أن الاختلاف طاقة، وأن الفرص يجب أن تُتاح للجميع دون استثناء». وأضاف خميس الجابري : لقد رسّخت عُمان للإبحار نهج الشمولية وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. واليوم، وبعد أن أصبحت سلطنة عُمان أول دولة في العالم تستضيف النسخة الافتتاحية لهذه البطولة، نؤمن أن هذه الخطوة ستشكّل نقطة تحوّل في مسيرة الإبحار البارالمبي إقليمياً وعالمياً.

وأشار الجابري : إلى أن ما شهدناه خلال أيام المنافسات يؤكد أن رياضة الإبحار الشراعي أصبحت منصة لتنمية الإنسان وتعزيز قيم القيادة والعمل الجماعي والمسؤولية البيئية، كما أصبحت رافداً مهماً لتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 في مجالات تمكين الشباب، وتنويع الاقتصاد، وتطوير السياحة الرياضية.

مستقبل الإبحار البارالمبي

وقد ألقت هانا ستودل، مديرة الإبحار البارالمبي في الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، كلمة مؤثرة في ختام فعاليات البطولة، عبّرت فيها عن رؤيتها الطموحة لمستقبل الإبحار البارالمبي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث قالت: «جاء البحّارة إلى عُمان من مختلف قارات العالم، يحملون معهم عزيمة لا تُقهَر، وفرح المنافسة، وروح التحدّي التي تُجسّد جوهر الإبحار البارالمبي. سواء كانت هذه أول بطولة تخوضونها أو واحدة من عشرات شاركتم فيها من قبل، فقد كنتم جميعاً مصدر إلهام استثنائي».

وأضافت: على مدار هذا الأسبوع شاهدنا شجاعة لافتة، وبراعة تكتيكية، وقوة ذهنية، ولحظات صعبة وأخرى مفعمة بالانتصار، إلى جانب بعض من أفضل عروض الإبحار التي شهدتها في مسيرتي. الميداليات تروي جانباً من القصة، لكن مجرد حضوركم هنا هو جوهرها الحقيقي. فقد حضر كل واحد منكم… من أجل نفسه، ومن أجل فريقه، ومن أجل الإبحار للأشخاص ذوي الإعاقة، ومن أجل المستقبل.»

وتابعت ستودل مؤكدة: «هذه البطولة ليست مجرد منافسة، بل محطة تحول حقيقية. إنها رسالة قوية وواضحة بأن الإبحار البارالمبي يستحق أن يكون في صدارة المشهد العالمي، لا في الهامش، بل ركيزة أساسية في مستقبل رياضتنا. إننا، معاً، نصنع مساراً جديداً ونبني شيئاً عظيماً يليق بهذا المجتمع الرياضي».

مراسم تسليم علم البطولة

واختُتم الحفل بمراسم تسليم علم الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي إلى فريق البرتغال الدولة المستضيفة للنسخة القادمة من البطولة، وذلك بحضور ممثلة الإتحاد الدولي هانا ستودل، مديرة برنامج الإبحار البارالمبي في الاتحاد الدولي للإبحار، التي أشادت في كلمتها بالتنظيم المتميز وحفاوة الاستقبال التي حظيت بها الوفود المشاركة، مؤكدةً أن نسخة 2025 ستظل علامةً فارقة في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي.

إسدال الستار على بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة والبرتغال تستضيف النسخة القادمة
إسدال الستار على بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة والبرتغال تستضيف النسخة القادمة
إسدال الستار على بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة والبرتغال تستضيف النسخة القادمة
إسدال الستار على بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة والبرتغال تستضيف النسخة القادمة