صور ــ من عبدالله باعلوي:
يسدل الستار اليوم على أعمال مؤتمر صور الدولي البعد التاريخي والحضاري الذي استمرت فعالياته من 7 إلى 10 ديسمبر، بمشاركة واسعة من الأكاديميين والباحثين والخبراء من داخل سلطنة عمان وخارجها، وبرعاية الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، والشركة العمانية الهندية للسماد، وجامعة الشرقية حيث يشكّل المؤتمر منصة علمية بحثية هدفت إلى توثيق العمق التاريخي والحضاري لولاية صور وإبراز إسهاماتها في مختلف المجالات. وفي اليوم الختامي، سينظّم القائمون على المؤتمر سلسلة من الزيارات الميدانية للمشاركين، تشمل عددًا من المواقع التاريخية والأثرية والسياحية بهدف تعزيز الجانب المعرفي وربطه بالواقع الميداني ففي الفترة الصباحية سيزور المشاركون مدينة قلهات التاريخية وهي إحدى أقدم المدن العُمانية المدرجة على قائمة التراث العالمي، تليها زيارة إلى نيابة طيوي ووادي الشاب اللذين يشكلان نموذجًا للجمال الطبيعي والتاريخي. أما الفترة المسائية فخُصصت لزيارة سوق مدينة صور، للاطلاع على ملامح الحياة التجارية والاجتماعية العريقة للمدينة.
فيما أختتمت بقاعة الشرقية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور أمس الجلسات العلمية التي شكّلت محورًا رئيسيًا للمؤتمر، وعكست تنوعًا بحثيًا واسعًا في مجالات التاريخ واللغة والتراث والتنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث اقيمت ثلاث جلسات علمية فالجلسة الأولى والتي ترأسها الدكتور علي بن راشد المديلوي تضمنت أربع أوراق علمية فقد افتتح الدكتور محمد بن حمد العريمي الجلسة بورقة بحثية بعنوان «تأثير التطورات الحديثة والتحديات على التراث الثقافي والتاريخي» وقدّم الدكتور ناصر بن سيف السعدي الورقة الثانية بعنوان «ولاية صور في المدونات الفقهية العمانية».
أما الورقة الثالثة، فقدمها الدكتور سالم بن مبارك الحتروشي حول «التنمية الاقتصادية والسياحية في ولاية صور»، واختتم الدكتور سليمان بن سالم الحسيني الجلسة بورقة حول «العالِم العماني محمد بن سعيد القلهاتي»، مستعرضًا سيرته وإسهاماته العلمية.
وجاءت الجلسة الثانية برئاسة أحمد بن محاد المعشني وشهدت أيضًا أربع أوراق ذات طابع اجتماعي وتراثي حيث قدّم عبدالعزيز الصوري الورقة الأولى بعنوان «الأسر الصورية في الكويت»، وتحدث الدكتور مبارك بن مسلم الشعبني في الورقة الثانية عن «شخصية علمية من طيوي»، وأما الورقة الثالثة، فقدمتها هدى بنت عبدالله الحراصية بعنوان «الفنون الموسيقية التقليدية في ولاية صور واختتم بدر بن ناصر العريمي الجلسة بورقة بحثية حول «الإنتاج العلمي عند نواخذة صور خلال القرنين التاسع عشر والعشرين (الرحمانيات أنموذجًا)»،
وترأس الدكتور سالم بن سعيد العريمي الجلسة الثالثة التي جاءت أكثر شمولًا، واحتوت خمس أوراق علمية فقدمت الدكتورة فاطمة بنت ناصر المخينية الورقة الأولى بعنوان «تأثير اللغات الأجنبية في اللهجة الصورية العمانية: دراسة صوتية معجمية»، وتناول الدكتور علي بن حمد الفارسي في الورقة الثانية «أسماء الأماكن والمواقع في ولاية صور والدلالة اللغوية»، وفي الورقة الثالثة تحدث الدكتور ماجد بن حمد العلوي عن «الأمثال الصورية» أما الورقة الرابعة فقدمتها عائشة بنت عبدالله المجعلية حول «الدور الحضاري للمرأة قبل عام 1970»،واختُتمت الجلسة بورقة أحمد بن مهنا الإسماعيلي التي تناولت «المعالم الأثرية في صور: القلاع والحصون»، وتخلل الجلسات الثلاث تكريم مقدمي أوراق العمل
الفعاليات المصاحبة
وفي إطار الفعاليات المصاحبة شهد شاطئ نعمة بولاية صور تنظيم عرضة للخيل واوبريت محاكاة الرحلة البحرية بمركز فتح الخير والذ جسد الدور الثقافي الذي لعبته ولاية صور خلال الرحلات البحرية الى جانب تم تنظيم زيارة لمصنع السفن كما اختتمت أمس حلقة العمل التدريبية في كتابة الشعر الفصيح للأطفال، والتي جائت بتنظيم من محافظة جنوب الشرقية وبالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب ضمن برنامج خطوة. وقدم حلقة العمل الشاعر الدكتور جليل خزعل وبمشاركة عشرة شعراء عمانيين، وشهد الختام بإصدار مجموعة شعرية جسدت جماليات صور وعمان في قصائد موجهة للأطفال.
كما اختتم بمركز فتح الخير ركن الأسر المنتجة والحرفيين شارك فيه خمسة عشر أسرة منتجة وخمسة حرفيين قدموا منتجات محلية وأكلات صورية ومسابقات تراثية تفاعلية، إلى جانب عروض الفنون الشعبية
واختتمت كذلك امس بجمعية المرأة العمانية بصور ملتقى الطفل الصوري بين أصالة الماضي وابداع الحاضر والذي قدم مساحة نوعية تُعنى بالطفل وابراز حضوره في تاريخ الولاية وثقافتها وإرثها البحري والإنساني.