تستضيفها سلطنة عمان بمشاركة أكثر من 50 شركة عالمية
كتب ـ عبدالله الشريقي:
تستعرض أعمال القمة العالمية للتنفيذيين في أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية في نسختها الثانية على مدى يومين التي تستضيفها سلطنة عمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مستجدات قطاع صناعة أشباه الموصلات في مختلف دول العالم، والتواصل مع الشركات والموردين والمستثمرين العالميين لتعزيز الابتكار وفهم الاتجاهات المستقبلية للصناعة.
وتناقش القمة التي تأتي بالتعاون مع شركة المجموعة الدولية لصناعة أشباه الموصلات، جهود وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لجذب الاستثمارات النوعية في صناعة أشباه الموصلات وتأسيس نظام بيئي متكامل لهذه الصناعة، وتعزيز التنويع الاقتصادي، وتوفير فرص عمل للكوادر العُمانية، وتوطين التقنيات المتقدمة، وزيادة الصادرات، واستقطاب شركات جديدة في قطاعات اقتصادية مستقبلية، كما تتيح القمة للشركات العالمية الاطلاع على التطور الذي حققته سلطنة عُمان في هذا المجال، خصوصًا بعد انطلاق أعمال شركة (GSME-Oman) التي وظّفت أكثر من 100 عُماني في تصميم واختبار أشباه الموصلات.
يأتي استضافة سلطنة عُمان للقمة في نسختها الثانية، بعد نجاح النسخة الأولى التي أقيمت في فبراير 2023م، في إطار التوجه الوطني لتحقيق أهداف رؤية عمان 2040.
رعى افتتاح القمة معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، بحضور عدد من المسؤولين في القطاعين العام والخاص وبمشاركة أكثر من 50 شركة عالمية في مجال أشباه الموصلات وعدد كبير من الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات، إلى جانب خبراء ومختصين من مختلف دول العالم و40 متحدثا بالإضافة إلى تقديم عدد من أوراق العمل حول بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتمثل القمة فرصة للإعلان عن عدد من المبادرات الاستراتيجية، أبرزها تأسيس مركز التميز لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، وعقد جلسات ومفاوضات مباشرة بين شركات أشباه الموصلات والمؤسسات المعنية بالاستثمار والتمويل في سلطنة عُمان، إلى جانب عرض حزم الحوافز الاستثمارية المتوفرة لجذب الشركات لبدء أعمالها التجارية.
وأوضح سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات أن القمة تأتي لجمع التنفيذيين العالميين في أشباه الموصلات في سلطنة عمان لتعريفهم بالمميزات الموجودة في سلطنة عمان وبناء منظومة أشباه موصلات والرقائق الإلكترونية.
من جهتها القت الدكتورة سيماء بنت سعدي الكعبية المديرة العامة للمديرية العامة لتحفيز القطاع ومهارات المستقبل بوزراة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات كلمة قالت فيها: تأتي هذه القمة في إطار التزام سلطنة عمان بتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040، وضمن جهود الوزارة لاستقطاب الاستثمارات الاستراتيجية في قطاع أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، بهدف بناء منظومة متكاملة لهذا القطاع الحيوي في سلطنة عمان وتشمل أهدافنا استقطاب الاستثمارات النوعية، وتوفير فرص عمل للكفاءات العمانية، وتوطين التقنيات المتقدمة، وتعزيز الصادرات، وفتح آفاق اقتصادية جديدة قائمة على المعرفة والابتكار.
وأضافت: تعد هذه النسخة منصةً عالمية لاستعراض أحدث التطورات في صناعة أشباه الموصلات، والتواصل بين المستثمرين والمصنّعين والموردين والخبراء الدوليين. كما تمثل فرصة لإبراز الحوافز الاستثمارية التي تقدمها سلطنة عُمان لاستقطاب كبار اللاعبين العالميين في سلسلة القيمة، بدءًا من التصميم، مرورًا بالاختبار والتغليف، وصولًا إلى المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
وأكدت الدكتورة سيماء الكعبية على أن جهود سلطنة عمان في جذب الاستثمارات قد بدأت تؤتي ثمارها، إذ تجاوزت قيمة الاستثمارات الأجنبية في قطاع أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية 50 مليون ريال عماني وأسهمت هذه الاستثمارات في توفير فرص عمل نوعية للعمانيين، مما يعكس الثقة التي تضعها الشركات العالمية في البيئة الاستثمارية في سلطنة عمان.
وأشارت إلى أن سلطنة عمان عملت خلال السنوات الماضية على تطوير رأس المال البشري باعتباره ركيزة أساسية لتأسيس هذه الصناعة حيث نفذت الوزارة برامج تدريبية متخصصة لتأهيل العمانيين في تصميم أشباه الموصلات، حيث تلقّى نحو 250 شابًا عمانيًا تدريبًا متقدمًا على أيدي خبراء دوليين، كما تم ابتعاث عدد منهم للتدريب في جامعات عالمية مرموقة وربطهم بشركات دولية عاملة في هذا القطاع، بهدف تعزيز معارفهم التقنية وإعدادهم للاندماج في سلاسل القيمة العالمية. ونجح العديد من هؤلاء المتدربين في الالتحاق بشركات تعمل في مجال تصميم أشباه الموصلات. كما شهدت سلطنة عمان تأسيس أول شركة عُمانية لتصميم أشباه الموصلات، وهي شركة GSME، في خطوة تُعد علامة فارقة نحو بناء قاعدة وطنية راسخة للتصميم الهندسي المتقدم.
وقالت: إن من أبرز إنجازات سلطنة عمان نجاح الكفاءات العمانية في تصميم أول رقيقتين عمانيتين «عُمان-1» و»عُمان-2»، واللتين تم إرسالهما للتصنيع في مرافق شركة TSMC العالمية. ويجسد هذا الإنجاز التاريخي جاهزية الشباب العماني للمنافسة على المستوى العالمي في هذا القطاع شديد التقدم. كما تم خلال هذا العام، وبالتنسيق مع وزارة العمل، توقيع اتفاقية تعاون مع شركة Kaynes Semicon لتأسيس شركة متخصصة في تصميم أشباه الموصلات في سلطنة عُمان، وذلك بهدف دعم نقل المعرفة، وتوطين تقنيات تصميم الرقاقات المتقدمة، وفتح مسارات وظيفية جديدة للمواهب الوطنية المؤهلة.
وأكدت المديرة العامة للمديرية العامة لتحفيز القطاع ومهارات المستقبل أن سلطنة عُمان ليست فقط المكان الأنسب لاستضافة هذا الحدث، بل هي أيضًا المكان الأمثل لانطلاق موجة النمو القادمة في صناعة أشباه الموصلات في المنطقة؛ حيث يمكن أن تنطلق منها شراكات جديدة، ومسرّعات للتصميم، ومراكز للاختبار والتغليف، وحلول متكاملة قائمة على الذكاء الاصطناعي والطاقة الذكية.
واشتمل اليوم الأول من أعمال القمة على عدة أوراق عمل أبرزها تطوير تقنيات أشباه الموصلات لتمكين عصر الذكاء الاصطناعي، التي ركزت على الابتكارات في تصميم الرقائق والتراكم السيليكوني (Silicon Stack) لتلبية احتياجات التطبيقات الذكية.
كما تضمنت القمة ورقة عمل عن التغيرات في صناعة أشباه الموصلات وأسواق السلسلة التوريدية المستقبلية، والتي تحدثت عن التحديات والفرص المرتبطة بسلاسل التوريد العالمية والتوجهات المستقبلية للأسواق، كما تم تسليط الضوء على أشباه الموصلات ذات النطاق العريض Wide Bandgap وأثرها على الطاقة والنظم عالية الأداء، مبينة دور هذه المواد في دعم الثورة الصناعية للطاقة النظيفة والتطبيقات عالية الأداء، إضافة إلى ذلك، ركزت إحدى الأوراق على الأنظمة الكهروميكانيكية البصرية ودورها في تحسين أداء المستشعرات وتعزيز الابتكار الصناعي.
واختتم جدول أعمال «القمة» في يومه الأول، بعقد جلسة نقاشية جمعت المستثمرين وقادة الشركات لمناقشة الفرص الاستثمارية والشراكات الاستراتيجية لتعزيز مستقبل التقنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وركزت الجلسة على استعراض المبادرات الاستثمارية، تبادل الخبرات بين القطاعين العام والخاص، وبناء علاقات تعاون طويلة الأمد، مؤكدة دور القمة كمنصة رائدة لعرض أحدث الابتكارات التقنية وتعزيز التكامل بين الشركات والمستثمرين في صناعة أشباه الموصلات.