مسقط ـ «الوطن»:
تتواصل أعمال ملتقى ريادة الأعمال في زراعة الجيل الخامس الذي تنظمه وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ،في أجواء مهنية تهدف إلى تطوير قدرات الكفاءات الوطنية ودعم الابتكار في القطاع الزراعي عبر حزمة من البرامج التدريبية المتخصصة التي تنفذ بالشراكة مع عدد من المؤسسات المحلية والدولية، من بينها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية اليونيدو، ومركز بحوث الطائرات المسيرة والروبوتات.
ويشارك في الملتقى موظفو وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من قطاعات التنمية والبحوث، إضافة إلى ممثلين من الجامعات ومؤسسات ريادة الأعمال والبنوك الممولة.
ويقدّم برنامج تطوير مستشاري ريادة الأعمال الزراعية على مدى ثلاثة أيام مدخلاً شاملاً إلى مفاهيم الريادة الزراعية ودورها المتنامي في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، مع استعراض نماذج ناجحة من داخل سلطنة عمان وخارجها. ويتناول البرنامج خصائص المشاريع الزراعية الصغيرة والتحديات التي تواجهها في البيئات الجافة وشبه الجافة، كما يسلّط الضوء على مهارات التحليل والإرشاد وبناء الثقة بين المستشار ورواد الأعمال، إلى جانب استعراض أحدث التقنيات الرقمية في الزراعة الذكية وتطبيقاتها محلياً وعالمياً. ويركز البرنامج على تمكين المشاركين من بناء الهوية الرقمية للمشاريع وتسويقها إلكترونياً، إضافة إلى تعزيز قدراتهم في تأسيس منظومة داعمة لرواد الأعمال الزراعيين باستخدام أدوات المتابعة والتقييم.
وشمل اليوم الثاني تدريبا عمليا على تطبيق نموذج العمل التجاري على مشاريع واقعية، وفهما للجداول المالية وتحليل الجدوى وخطط التسويق، والتعرف على أنواع المخاطر الزراعية وطرق الحد منها وتقنيات الإرشاد الحديثة، إلى جانب مناقشة آليات إعداد الملفات التمويلية وبناء الشراكات مع المستثمرين.
وفي موازاة ذلك، انطلق برنامج استخدام المسيرات الزراعية في الزراعة والغابات والموائل الطبيعية تحت إشراف مركز بحوث الطائرات المسيرة والروبوتات، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، مستهدفاً رفع كفاءة الكوادر الوطنية في مجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار. ويشمل البرنامج التعريف بتطور تكنولوجيا المسيرات ودورها في الزراعة الذكية والغابات، إضافة إلى مكونات الطائرات بدون طيار وأنواع المسيرات المستخدمة في المسح والرش والمراقبة والتصوير الطيفي، مع استعراض القوانين الوطنية المنظمة لتشغيلها في المجالات الزراعية والغابية. ويتناول البرنامج أيضا استخدام المسيرات في مراقبة الغابات والكشف المبكر عن الحرائق والتعديات، وتتبع التنوع الحيوي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل صور الغابات وتقدير الكتلة الخشبية، إلى جانب توظيفها في مشاريع التشجير ومراقبة نمو الأشجار.
وأشاد الدكتور كامل مصطفى السيد، مستشار موارد المياه والمدير الإقليمي في الإقليم الأوسط العربي بالقاهرة بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية، بالدور الريادي المتنامي لسلطنة عُمان في دعم الابتكار الزراعي وريادة الأعمال. مؤكدا أن التجربة العُمانية تشكل نموذجاً عربياً ناجحاً بفضل قدرتها على الربط بين التحول الرقمي والاستدامة البيئية والتركيز على كفاءة استخدام المياه وتعزيز سلاسل القيمة الزراعية، موضحاً أن المنظمة تعتبر سلطنة عمان شريكاً استراتيجياً فاعلاً ونموذجاً إلهامياً يمكن تعميمه في الدول العربية، خاصة في مجالات الابتكار الزراعي وبناء القدرات وتمكين رواد الأعمال.
وأوضح الدكتور كامل أن ملتقى ريادة الأعمال في زراعة الجيل الخامس يعد منصة محورية لربط الابتكار الزراعي بالتنمية المستدامة، ويسهم في تسريع تبني التقنيات الذكية وتحفيز الاستثمار في الحلول الرقمية، إضافة إلى دعم الأمن الغذائي من خلال تعزيز كفاءة الإنتاج واستخدام الموارد، مؤكداً أن مثل هذه الملتقيات تمثل رافعة استراتيجية للتكامل بين الزراعة والابتكار وريادة الأعمال. مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي وتحليل الصور باستخدام المسيرات يمثلان نقلة نوعية في مراقبة الغابات والتنوع الحيوي، لما يوفرانه من دقة عالية في جمع البيانات وتحسين التخطيط البيئي ورفع كفاءة إدارة مشاريع التشجير، ما يدعم التوجهات العربية نحو الاستدامة ومواجهة تغير المناخ.