فـي آخر مبارياته بدور المجموعات
الفوز «شعار» الأحمر و«الجماهير» تراهن و«اللاعبون» يؤكدون الجاهزية والإصرار
رسالة الدوحة ـ من صالح البارحي:
المكان ستاد 974، التوقيت التاسعة مساء، مهمة جديدة وخاصة لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، بطولة كأس العرب بالدوحة، شعار واحد، طموح مشروع، حيث الأحمر في مواجهة نظيره منتخب جزر القمر بالجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، مباراة لا تقبل القسمة على اثنين وهو ما يعلمه الجميع، فالفوز وحده يضع الأحمر في حسبة الصعود لدور الثمانية شريطة أن ينتصر السعودية على المغرب ويخدمنا بطريقة واحدة، حيث الفوز لا يكفي لتحقيق رغبة الجماهير واللاعبين في الصعود والاستمرار ضمن قائمة كبار العرب، نعم نحن من وضع نفسه في هذا المكان لكن أحيانا هناك ظروف مفاجئة تحتم علينا القبول بالأمر. الأحمر دخل هذه البطولة وهو يمني النفس بأن يكون له شأن (عربي) وسط كبار العرب، إلا أن ظروفا رئيسية خذلته أبرزها وجود اثنين من أقوى الفرق المرشحة للبطولة بالمجموعة، وثانيها جدول المباريات الذي لم يخدمه بتاتا، حيث قابل السعودية في ديربي الخليج ثم قابل المغرب وبذل خلال اللقائين جهدا مضاعفا بخلاف الفريقين من خلال مواجهة منتخب جزر القمر وهو الفريق الذي لم يكن بذات الند، وثالثا غياب أكثر من (7) لاعبين عن صفوف الأحمر بالبطولة وهي أسماء مؤثرة بطبيعة الحال، كما يقال لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، فنحن الآن على المحك، وعلينا التمسك بالأمل حتى آخر قطرة عرق في الميدان، مطلبنا الفوز ثم ننتظر ما تسفر عنه نتيجة السعودية والمغرب، وفي كل الأحوال هناك دورسا وعبر يجب مراجعتها بدقة بعيدا عن أي مجاملات مهما كانت المراحل المتبعة في ذلك.
دعم الرئيس
يتحدث سعادة السيد سليمان بن حمود البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم بشكل متواصل مع الجهاز الفني عن أهمية هذه المرحلة في مسيرة الكرة العمانية، حيث تجده يناقش مع الجهاز الفني كل صغيرة وكبيرة، ويدون الملاحظات التي يحصل عليها من أجل العمل على علاجها وتجاوزها في المرحلة القادمة، ولم يألو جهدا في تحفيز اللاعبين والحديث معهم بشكل مستمر مقدما لهم الدعم المعنوي، ومؤكدا على أن هذه مرحلة وستنتهي بحلوها ومرها، وعلى الجميع العمل على قادم أفضل.
هدف واحد
مباراة اليوم هدفها واحد وواضح ومحدد، فلا مجال للحديث كثيرا عن أهميتها، فالفوز وحده مطلب رئيس في المقام الأول، فهو يعيد الثقة للاعبين والجماهير، ويعيد نغمة الانتصار التي فقدها منتخبنا منذ فترة ليست بالقصيرة، ناهيك عن التمسك بأمل الصعود لدور الثمانية بعيدا عن أي نتيجة للسعودية والمغرب، لكنه صعود مشروط، وما يجب على كيروش في أمسية اليوم هو البحث عن الفوز، وعدم التركيز بشكل كبير كما كان في المباريات الماضية على الدفاع المكثف، فاللاعبون يحتاجون إلى حرية أكبر في الشق الهجومي حتى نهدد مرمى جزر القمر الفريق الذي يمتلك لاعبين مميزين، قدموا مستوى رائعا للغاية في لقائي المغرب والسعودية رغم خسارتهم للمباراتين بذات النتيجة (1/3)، نعلم بأن هناك غيابات هجومية مؤثرة للأحمر لكن ذلك لا يعني الاستسلام للواقع، بل البحث عن بدائل قد تعوض هذا الغياب الذي لم يكن في الحسبان إطلاقا قبل بداية البطولة.
في مباراة المغرب الأخيرة كان منتخبنا متوازنا جدا في الخط الخلفي ، لكنه لم يكن كذلك في الجانب الهجومي، بل كان متحفظا كثيرا خوفا من الخسارة وفقدان الامل في التواجد بدور الثمانية للبطولة، وكما اشرت في قراءة ما بعد نهاية مواجهة المغرب بأن (كيروش) تأخر نوعا ما في الدفع بصلاح اليحيائي والمنذر العلوي بشكل خاص بعد طرد حمد الله مباشرة من ارضية الميدان للخشونة ضد مصعب الشقصي، ولو كانت ردة فعل كيروش مباشرة بعد الطرد لتغير الوضع تماما وتهدد مرمى المغرب أكثر مما شاهدناه في وقت متأخر من عمر المباراة، عموما ما مضى (انتهى) وأصبح درسا من الماضي، لكن مباراة اليوم بحاجة إلى عنصر المغامرة فلا هدف آخر سوى الانتصار وعلينا أن نعمل عليه ونركز عليه بشكل مباشر بعيدا عن أي مبررات.
رغبة واضحة
لا زالت الجماهير العمانية شغوفة بمنتخبها رغم (خيبات) الأمل المتكررة، وهي (تراهن) على أن الأحمر سيأتي يوما (ينفض) فيه غبار الخسائر ويستعيد ثقته بنفسه بالشكل الذي تتماه جماهير (الوفاء)، وباعتقادي أن مباراة اليوم هي مباراة (استعادة الثقة) وكسر عقدة التراجع في الانتصارات، وبات على الجميع الدعم والمساندة لتحقيق هذا الهدف مهما كانت النتائج في النهاية، فمن المهم أن يأخذ اللاعبون الشباب الذين زج بهم كيروش بالبطولة مثل يوسف المالكي ومصعب الشقصي ومصعب المعمري وعاهد المشايخي ومن على شاكلتهم الثقة في هذا التوقيت وبهذه المباراة التي تحتاج إلى عمل مضاعف ويقظة وتركيز وثبات ذهني حتى نهايتها، فالفريق القمري ليس بالهين ولديه لاعبون مميزون وله أسلوب يصعب مهمة المنافس رغم الخسارة التي تعرض لها الفريق في مباراتي المغرب والسعودية.
في المقابل، نجد الرغبة والإصرار على وجوه لاعبينا واضحا في التدريبات رغم حزن التهديد بالخروج المبكر من البطولة، وهذا امر محفز قبل مباراة اليوم، فمطلب الفوز بغض النظر عن الصعود من عدمه هو أهم أهداف المباراة، وتقديم أداء مميز يعكس القدرات التي يمتلكها لاعبونا هدف آخر، وبين هذا وذاك توجيهات كيروش المتواصلة نحو أهمية الانتصار في المباراة والطريقة التي يجب اتباعها في تخطي الالتحامات واللعب الخشن والرجولي من جزر القمر بكل هدوء وصبر، ونجد بأن كيروش يوجه دائما بضرورة التركيز والانضباط حتى صافرة النهاية وقبلها أهمية استغلال الفرص المتاحة بالشكل الذي يكفل له تحقيق هدفه المنشود، وهي كلها عوامل تمنح الفريق مساحة للانتصار وفرض الأسلوب العماني المعروف باللعب السهل والممتع بنهاية المطاف.
اللعب السهل
في مباراة اليوم يجب علينا الابتعاد عن الكرات العالية والالتحامات، فالفريق القمري يمتلك لاعبين طوال القامة وبنيتهم الجسمانية لا تقارن ببنية لاعبينا بأي حال من الأحوال، ناهيك عن رغبة لاعبي جزر القمر في اثبات ذاتهم بالوصول لهذه المرحلة من البطولة وتجاوزهم لمنتخب اليمن، اضف إلى ذلك فإن الفريق القمري لا ييأس إطلاقا مهما كانت النتيجة، ويبحث عن تسجيل الأهداف وتقليل الفارق وهو ما حدث امام اليمن بعد أن قلب الطاولة على اليمن في الوقت القاتل بعد أن كان متخلفا بفارق هدفين، وسجل أمام المغرب كذلك وسجل أمام السعودية، وعلينا اليوم اتباع أسلوب اللعب السهل والكرات الأرضية والسرعة في نقل الكرة بعيدا عن الدخول في أي صراعات فردية سنكون فيها الخاسر الأكبر، وباعتقادي أن هذه الجوانب لم يغفل عنها كيروش واللاعبين أنفسهم، وفي المقابل السرعة في نقل الكرة وعدم الاكثار من المراوغة يحافظ على اللاعبين من الخشونة ويسهل من عملية الوصول للمرمى وبالتالي الاستفادة من ذلك في تسجيل الأهداف .
طاقم التحكيم
يدير مباراة اليوم بين منتخبنا ومنتخب جزر القمر طاقم تحكيم مكون من الجابوني بيير أتشو ومساعد أول الجابوني بوريس ديتسوجا والمساعد الثاني الكونغولي ستيفن موتساسي والاسترالي كاميل كيرك حكما رابعا، وحكم تقنية الفار الجزائري لحلو بن إبراهيم.
الغافري خارج القائمة
أصبح في حكم المؤكد خروج محمد الغافري مهاجم منتخبنا من قائمة مباراة اليوم، وذلك بسبب الإصابة التي تعرض لها في التمرين الأخير لمباراة المغرب الماضية، وكان كيروش يعول الكثير على الغافري في خط الهجوم بجانب عصام الصبحي الذي أصبح وحيدا في هذا المركز بعد غياب الغساني بسبب ناديه، فيما تعافى عبدالله فواز من الإصابة التي تعرض لها (شد) في مباراة المغرب وخرج على إثرها من الميدان، وسيكون جاهزا لمباراة اليوم متى ما منحه المدرب الثقة للعب.
منتخبنا بالأحمر
سيظهر منتخبنا في مباراة اليوم باللون الأحمر الكامل وهو الزي المعتاد والرسمي لمنتخبنا، بينما سيلعب حراس المرمى باللون الأسود الكامل.