يجسِّد تتويج جمعيَّة سباقات السفن الشراعيَّة بأبردين بالنسخة الثالثة عشرة من جائزة السُّلطان قابوس للإبحار الشراعي عمق الارتباط التَّاريخي بَيْنَ سلطنة عُمان والبحر، فالجائزة ليست مجرَّد تكريم رياضي، بل تعبير حيّ عن حضارة بحريَّة ضاربة في الجذور.
فعُمان عَبْرَ التَّاريخ لم تكُنْ دولة مطلَّة على البحر وحسب، بل كانت حضارة بحريَّة كبيرة نسجت حضورها العالمي ومن خلال أسطول مهيب عَبْرَ المحيطات نَحْوَ الشرق والغرب، وأسَّست خطوط التَّجارة والملاحة، وحملت معها الهُوِيَّة والقِيَم العُمانيَّة إلى مدن الموانئ في إفريقيا وآسيا. ومن خلال هذا الدَّوْر الحضاري تحوَّلت سلطنة عُمان إلى همزة وصل بحريَّة تربط شِبه الجزيرة العربيَّة بالعالم، وإلى مركز اقتصادي وثقافي نشط، حافَظ على مكانته البحريَّة عَبْرَ القرون وصولًا إلى يومنا هذا.
ويأتي تنظيم الحفل في قلعة الميراني ـ إحدى أبرز الشواهد التَّاريخيَّة على الإرث البحري العُماني ـ لِيعكسَ رمزيًّا هذا الامتداد الحضاري، ويؤكد أنَّ الجائزة تسعى إلى تكريم الإنجاز العالمي في رياضة الإبحار الشراعي، بَيْنَما تحتفظ بروح الإرث العُماني الَّذي جعل البحر فضاءً للتواصل، فيما تُمثِّل الجائزة حافزًا كبيرًا للمهتمين بالإبحار الشراعي وتطوير مهاراتهم؛ إذ تمنح الفائزين موقعًا مرموقًا على خريطة الإبحار العالمي.
المحرر
