القمة تؤكد على احترام سيادة دول المجلس وسائر دول المنطقة وعدم التدخل فـي شؤونها الداخلية
مواصلة مسيرة التنسيق والتكامل الخليجي فـي جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية
المنامة ـ «الوطن» ـ وكالات:
شارك حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في الدَّورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدُول الخليج العربية، والتي عقدت في قصر الصخير بالعاصمة البحرينية المنامة، حيث أكدت القمة أهمية احترام سيادة دول مجلس التعاون وسائر دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها، مشددين على أن أمن واستقرار دول المجلس كلٌّ لا يتجزأ، وأن أي مساس بسيادة أي دولة عضو يُعَد تهديدًا مباشرًا لأمنها الجماعي.
كما أكدوا عزمهم على مواصلة مسيرة التنسيق والتكامل الخليجي في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وصولًا إلى وحدتها المنشودة، بما يحقق المصالح الأخوية المشتركة، ويرسي دعائم الأمن والسلام والازدهار في المنطقة والعالم.
وأبدى القادة ارتياحهم لما تحقق خلال مسيرة العمل الخليجي المشترك من منجزات تكاملية في ظل منظومة دفاعية وأمنية متماسكة، ومواقف دبلوماسية حكيمة ومتزنة، ومشروعات تنموية واقتصادية مستدامة، عكست ما يتمتع به المجلس من تماسك سياسي وتوافق في الرؤى والأهداف والمواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية. كما وأكدوا على أهمية مواصلة الجهود بوتيرة أسرع لتحقيق المزيد من المكتسبات لدول مجلس التعاون وشعوبها. وشدد القادة على احترام سيادة دول مجلس التعاون وسائر دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها، مؤكدين أن أمن واستقرار دول مجلس التعاون كلٌّ لا يتجزأ، وأن أي مساس بسيادة أي دولة عضو يُعد تهديدًا مباشرًا لأمنها الجماعي. وحرصًا على ترسيخ سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط، وعملًا على تسوية النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية، فقد أكد القادة ترحيبهم بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، ودعمهم للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى ضمان الالتزام الكامل ببنود اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزَّة، وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وتعزيز الجهود والمساعي المؤدية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، بما يحقق تطلعات الشَّعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كافة في العيش بأمن وسلام. وأكد القادة الحرص على مواصلة تحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي والعلمي، حيث تم التأكيد على أهمية استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وتعزيز التجارة والسياحة، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الاستراتيجية، لا سيما في مجالات البنية التحتية والنقل والطاقة والاتصالات والمياه والغذاء، وتعزيز تكامل البنية الأساسية الرقمية، وتيسير التجارة الإلكترونية، ودعم تطوير الأنظمة المشتركة للدفع الرقمي والخدمات السحابية، بما يسهم في تحقيق المواطنة الاقتصادية الكاملة ودعم التنمية الشاملة والمستدامة. كما أكد القادة أهمية مواصلة مسارات التنويع الاقتصادي وتعزيز الاقتصاد القائم على الابتكار والاستدامة، بما يضمن ازدهارًا طويل الأمد لدول المجلس وشعوبها. وشدد القادة على أهمية تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، في إطار استراتيجية خليجية مشتركة تُسهم في تعزيز التكامل المعرفي، وتبادل الخبرات في مجال التحول الرقمي، والتصدي للجرائم الإلكترونية، وتوفير بيئة رقمية آمنة للمجتمعات، وتعزيز المشاركة الفاعلة للشباب والمرأة في المسيرة التنموية، مع التأكيد على دور مراكز الفكر والبحوث في استشراف المستقبل وصياغة سياسات عامة تدعم التنمية المستدامة.
كما تم التأكيد على المسؤولية البيئية وتشجيع المبادرات المستدامة، وتجديد الالتزام بحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، وصون الموارد الطبيعية والبحرية، تماشيًا مع المبادرات الخليجية والعالمية الهادفة إلى تحقيق الحياد الصفري، وأهداف التنمية المستدامة.
وأعرب القادة عن دعمهم لمملكة البحرين في تمثيلها المجموعة العربية بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي خلال العامين القادمين، وثقتهم في قدرتها على تحقيق تطلعات مجلس التعاون والدول العربية الشقيقة، مؤكدين على دورها كشريك فاعل في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وتغليب الحوار في حل النزاعات، وتكريس قيم التسامح والتعايش والإخاء الإنساني. كما أعرب القادة عن تقديرهم لمشاركة دولة جورجيا ميلوني رئيسة مجلس الوزراء في الجمهورية الايطالية الصديقة، في جلسة المباحثات بين الجانبين، التي ركزت على تعزيز علاقات الصداقة التاريخية الراسخة، وتم الاتفاق خلالها على وضع خطة عمل مشترك للارتقاء بالعلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة، تهدف إلى تعزيز مصالحهما المشتركة، بما يعكس انفتاح دول المجلس على بناء شراكات واسعة مع الدول الصديقة. وأكد أصحاب الجلالة والسُّمو قادة دول مجلس التعاون، في ختام اجتماعهم، على ضرورة تطوير آليَّات التعاون المؤسسي لتوسيع آفاق التضامن الأخوي والتكامل الاستراتيجي، بما يحقق الأمن والازدهار المستدام لدول المجلس وشعوبها، في ظل منطقة آمنة مستقرة، والمساهمة في بناء عالم أكثر عدلًا ورخاءً، مؤكدين الالتزام الراسخ بهذه المبادئ لضمان مستقبل أكثر إشراقًا لدول مجلس التعاون وشعوبها. وكان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين أكد في افتتاح القمة على «أهمية تعزيز التعاون الخليجي لتحقيق الأمن والازدهار المشترك بين دول المجلس»، معتبرًا أن «أمن وازدهار دول الخليج كل لا يتجزأ».
وقال أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إن مجلس التعاون «تجاوز ظروفًا إقليمية ودولية معقدة، وتحديات جسيمة، وحقق الاستقرار عبر الأمن الجماعي والمصير المشترك». كما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، خلال كلمته في القمة، أن «المواقف الخليجية تجاه القضية الفلسطينية راسخة وثابتة»، مشيدًا بـ«جهود السعودية بشأن إيجاد حل للقضية الفلسطينية».
وكان حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ أيَّده الله ـ وصل مملكة البحرين الشقيقة، حيث كان في مقدِّمة المستقبلين والمرحِّبين بجلالته والوفد المرافق له بمطار قاعدة الصخير الجوية، صاحبُ السُّموِّ الملكي الأميرُ سلمان بن حمد آل خليفة وليُّ العهدِ رئيسُ مجلسِ الوزراء بمملكة البحرين.
ثم تفضَّل جلالةُ السُّلطان المُعظَّم بالمرور بين صفين من حرس الشرف الملكي البحريني، عقب ذلك صافح جلالتُه كبارَ المستقبلين من الجانب البحريني، حيث كان في الاستقبال: معالي جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسعادة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، وسعادة نواف بن محمد المعاودة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وسعادة رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام، وسعادة الشيخ خليفة بن علي آل خليفة محافظ المحافظة الجنوبية، وسعادة السفير السَّيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة البحرين، وسعادة الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عُمان، وعدد من القادة العسكريين.
فيما صافح صاحبُ السُّمو الملكي الوفدَ المرافق لجلالة السُّلطان المُعظَّم.
بعد ذلك اصطحب صاحبُ السُّموِّ الملكي الأميرُ سلمان بن حمد آل خليفة جلالةَ السُّلطان المُعظَّم إلى قاعة الاستقبال، حيث جدَّد سُموُّه الترحيب البالغ بجلالته في بلده الثاني. من جانبه عبَّر جلالةُ السُّلطان عن خالص شكره لسُموِّه على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وعقب ذلك، توجَّه جلالةُ السُّلطان المُعظَّم برفقة سُموِّ وليِّ العهدِ رئيسِ مجلس الوزراء إلى ضيافة قصر الصخير مقر إقامة جلالته - أعزَّه الله -.
وكان حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ غادر البلاد برعايةِ الرّحمن صباح أمس متوجِّهًا إلى مملكة البحرين الشَّقيقة حيث كان في وداع جلالةِ السُلطان المُفدَّى ـ أيَّدهُ اللهُ ـ لدى مغادرته المطار السُّلطانيّ الخاصّ: صاحب السُّمو السَّيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السُّلطان، وصاحبُ السُّموِّ السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزيرُ الثَّقافة والرِّياضة والشَّباب، ومعالي الشَّيخ عبد الملك بن عبد الله الخليلي رئيسُ مجلس الدَّولة، وسعادةُ خالد بن هلال المعولي رئيسُ مجلس الشورى، ومعالي السَّيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزيرُ الدَّاخلية، ومعالي السَّيد محمد بن سُلطان البوسعيدي نائبُ رئيس المجلس الأعلى للقضاء، ومعالي نصر بن حمود الكندي أمينُ عام شؤون البلاط السُّلطاني، ومعالي الدّكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرةُ التَّربية والتَّعليم، ومعالي الشَّيخ الفضل بن محمد الحارثي أمينُ عام مجلس الوزراء، ومعالي الفريق حسن بن محسن الشّريقي المفتِّشُ العام للشُّرطة والجمارك، ومعالي الفريق سعيد بن علي الهلالي رئيسُ جهاز الأمن الدَّاخلي، ومعالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزيرُ الأوقاف والشؤون الدينية، والفريق الرُّكن بحري عبد الله بن خميس الرئيسي رئيسُ أركان قوات السُّلطان المسلَّحة، واللِّواء الرُّكن مطر بن سالم البلوشي قائدُ الجيش السُّلطاني العُماني، واللِّواء الرُّكن طيَّار خميس بن حماد الغافري قائدُ سلاح الجوِّ السُّلطاني العُماني، واللِّواء الرُّكن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائدُ البحرية السُّلطانية العُمانية، واللِّواء الرُّكن مسلم بن محمد بن تمان جعبوب قائدُ قوَّة السُّلطان الخاصَّة.
ورافق حضرةَ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان المُعظَّم ـ أيَّدهُ اللهُ ـ خلال زيارته وفدٌ رسميٌّ رفيع المستوى ضم كلًّا من: صاحبِ السُّمو السَّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبِ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السَّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزيرِ ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سُلطان بن محمد النُّعماني وزيرِ المكتب السُّلطاني، ومعالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرِ الخارجيَّة، ومعالي سُلطان بن سالم الحبسي وزيرِ المالية، ومعالي الدّكتور حمد بن سعيد العوفي رئيسِ المكتب الخاصّ، وسعادةِ السَّفير السَّيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفيرِ سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة البحرين. حفظ اللهُ تعالى جلالةَ السُّلطان المُفدَّى في حلِّه وسفره، وسدَّد على طريق الخير والتقدُّم خطاهُ.