الاثنين 24 نوفمبر 2025 م - 3 جمادى الآخرة 1447 هـ
أخبار عاجلة

ولنا كلمة : يوم أسس لعمان اليوم

ولنا كلمة : يوم أسس لعمان اليوم
الاثنين - 24 نوفمبر 2025 10:35 ص

طالب بن سيف الضباري

10

يمثل يوم العشرين من نوفمبر عام 1744 أي قبل 281 عاما وهو بداية حكم البوسعيديين مرحلة جديدة من مراحل تاريخ سلطنة عمان الذي يمتد إلى حوالي 3 آلاف عام، ذلك ان هذه المرحلة التي اقتضت الإرادة السامية أن يحتفى بها في كل عام، لها العديد من الدلالات والأبعاد سواء كانت تاريخية لطول فترة حكمها حتى الآن واستعادة الأمن والاستقرار، أو سياسي من خلال تثبيت الشرعية أو حضاري وثقافي ينقل للأجيال المتعاقبة كيف كانت دولتهم؟ وإلا أين وصلت؟ واذا كانت هذه الدولة مرت قرابة الثلاثة قرون بالعديد من المحطات والاضطرابات والتغيرات السياسية والنزاعات الداخلية وكذلك التدخلات الخارجية ، إلا انها استطاعت وبتوفيق من الله لقادتها العظماء ان تتخطى ذلك بإصرار وعزيمة وإرادة صلبة وقوية، وان تشهد مرحلة جديدة وحديثة منذ عام 1970 بعيد تولي الحكم المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه، حيث كانت النقلة النوعية لتاريخ حديث يواكب التطور الذي بات يشهده العالم من حولنا، والذي يرتكز على التعليم والمعرفة، لذا كان التعليم أو بند على خارطة سلطنة عمان الحديثة ثم الصحة والخدمات الأخرى من كهرباء واتصالات وطرق وتشكيل فرق عمل لتنمية القرى والولايات.

ولما كان الإيقاع سريعا هدفه تعويض شعب عاني لسنوات الحرمان من مما لدى البعض من تنمية، فان الخمسة عقود الأخيرة من عهد هذه الدولة وفق المعطيات الحديثة شهدت تحقيق إنجازات اقتحمت بها مراحل زمنية بوتيرة متسارعة من اجل الارتقاء بالوطن والمواطن، وذلك بطبيعة الحال لا يدركه إلا من قدر له أن يعيش نهاية عصر شاق وبداية عصر مشرق، جعل من الإنسان العماني ايقونة عالمية تقدر وتحترم وقيادة مرجعية لمعالجة ملفات إقليمية ودولية شائكة، ذلك الارث التاريخي والحضاري لهذه الدولة العريقة لاشك ارتكز عليه لانطلاقة مستمرة ومسيرة شاملة تجددت في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، برؤية صيغت بمشاركة وطنية شاملة تستهدف تحقيق العديد من المرتكزات على مدى العشرين عاما القادمة، تحافظ وتطور على ما تحقق من منجز، وتعمل على الانتقال الى مرحلة جديدة من البناء والإنجاز في كافة القطاعات.

النهضة المتجددة على الرغم من حجم التحديات التي واجهتها خلال الخمس سنوات الماضية، إلا انه وبمشاركة وطنية في تحمل تبعات تخطي تلك التحديات، بدأت تسجل تحسنا واضحا في العديد من المؤشرات خاصة الاقتصادية منها والاستثمارية، والتوسع اللحظي في البني الأساسية وحراك المحافظات، فضلا عن الجدية في البحث عن ايجاد حلول مستدامة لعدد من القضايا المرتبطة بالمحافظة على استمرار امن واستقرار المجتمع، الذي ظل متماسكا ولايزال وسيستمر في ظل حكم الدولة البوسعيدية، لذا فان الاحتفال بيوم أسس لتكون عمان اليوم والغد والمستقبل، يمثل رسالة تحمل في طياتها قوة نظام وتماسك شعب ورؤية للمستقبل مبنية على مواكبة التغيرات المتلاحقة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات وأبرزها اللوجستيات والاتصالات وتقنية المعلومات.

طالب بن سيف الضباري 

[email protected]