الخميس 27 نوفمبر 2025 م - 6 جمادى الآخرة 1447 هـ

فرحة غامرة تعم البلاد احتفالا باليوم الوطني المجيد

فرحة غامرة تعم البلاد احتفالا باليوم الوطني المجيد
الاثنين - 24 نوفمبر 2025 10:25 ص

محمد عبد الصادق

20

شهدت كافَّة مُدن وقُرى سلطنة عُمان مَسيرات احتفاليَّة حاشدة؛ احتفالًا باليوم الوطني، ودون الالتفات إلى بعض الممارسات الخارجة عن النَّص الَّتي لم تفلحْ في إفساد فرحة العُمانيين بهذا اليوم المَجيد. فقد جسَّدت الاحتفالات قِيَم الانتماء والولاء للوطن والسُّلطان، ورسَّخت الهُوِيَّة الوطنيَّة لدى كُلِّ مَن يعيش على أرض سلطنة عُمان، كما أظهرت الاحتفالات مدى اعتزاز العُمانيين وفخرهم بِدَولتهم الضَّاربة في أعماق التاريخ، مستذكرين جهود الأجداد وإنجازات الآباء في النهوض بعُمان، لتتبوأ درجة عالية من التقدُّم والازدهار.

ما شهدناه من مظاهر في الاحتفالات باليوم الوطني هذا العام، يحتِّم علينا الانتباه لبعض الأمور والسلوكيَّات، الَّتي تدفعنا لإعادة الاعتبار لِدَوْر الأُسرة والمدرسة والجامعة ومؤسَّسات المُجتمع في تربية الأبناء، وتنشئة الأجيال الجديدة، على قِيَم التحضر والأخلاق الحميدة، وغرس المفاهيم الوطنيَّة الَّتي تُعلي من شأن المشاركة الإيجابيَّة في الأنشطة والفعاليَّات الوطنيَّة، واحترام القِيَم والأعراف الَّتي تربَّى عليها المُجتمع العُماني، الَّتي تحترم الكبير وتتقبل الآخر، وتراعي حرمة الطريق، واللياقة في السُّلوك والتصرفات.

تأتي احتفالات اليوم الوطني وسلطنة عُمان تنعم بمنجزات النهضة المتجدِّدة، الَّتي انعكست تحسنًا في الجوانب الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة. ومؤخرًا تصدَّرت مؤشِّر جودة الحياة عربيًّا، والرابع على مستوى العالم بفضل ما تنعم به سلطنة عُمان من استقرار وأمن وأمان، وخدمات صحيَّة وتعليميَّة، وجودة الطُّرق والبنية الأساسيَّة والمرافق الخدميَّة الحديثة، بجانب ما حباها الله من طبيعة خلابة، وبيئة نظيفة، ومزارات سياحيَّة متعددة، تجمع بَيْنَ الجبال الخضراء والسواحل البكر الصافية، وتنوُّع جغرافي يُتيح لها طقسًا معتدلًا طوال شهور العام، وقوى بشريَّة متعلمة تُجيد التعامل مع السائحين، وشَعب طيِّب ودود يتعامل بتحضُّر مع الزوار.

الاحتفال باليوم الوطني فرصة لاستذكار إنجازات السلاطين العظام، الَّذين شيَّدوا إمبراطوريَّة عظيمة امتدَّت من غرب آسيا حتَّى شرق إفريقيا، نشرت قِيَم التسامح، ومدَّت يد التعاون والسَّلام لكافَّة شعوب العالم في آسيا وإفريقيا، كما أسَّست قوَّتها الناعمة عن طريق التجَّار والبحَّارة العُمانيين الَّذين جابوا الموانئ والبحار، وكان لهم السبق والريادة في علوم الجغرافيا والفلك والملاحة البحريَّة، وأسهموا في تسهيل التواصل بَيْنَ قارَّات وحضارات العالم القديم.

الاحتفال باليوم الوطني يَجِبُ أن يكُونَ فرصةً للتعرف على الماضي التليد، واستشراف المستقبل المشرق، بوعي وعزيمة وإصرار على العمل والإنجاز؛ لنستطيع المنافسة في عالم لا يؤمن إلَّا بالأقوياء، وأن نستمدَّ من إنجازات السلاطين العظام زادًا للتقدم، والولوج للمستقبل بخطوات واثقة مدروسة، قائمة على التخطيط والابتكار الَّذي توليه الدولة أهميَّة كبيرة، من خلال خطتها المستقبليَّة، عُمان 2024م. احتفلت سلطنة عُمان باليوم الوطني وهي تزهو بلحمتها الوطنيَّة، نسيج واحد يمتدُّ من ظفار إلى مسندم، أُتيحت لي فرصة التجوُّل في رُبوع عُمان الحبيبة. فلم أجدْ فروقات جوهريَّة بَيْنَ العُماني الَّذي يسكن في ساحل الباطنة، ونظيره الَّذي يعيش في صور أو قريات، عادات وتقاليد متشابهة في عبري والبريمي وجعلان، خرجت المَسيرات على الطريق البحري (الكورنيش) بصحار، تحاكي مثيلاتها في شاطئ القرم بمسقط، وحتَّى التنوع والاختلاف في مظاهر الاحتفال يدعم الوحدة الوطنيَّة، فهو مؤشِّر قوَّة، ودلالة على الثراء والتنوع الثقافي الَّذي تتفرد به سلطنة عُمان، فالجميع اتفق على الولاء والعرفان لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ والانتماء لأرض الوطن، والوقوف تحت عَلَم واحد يتزين بالأبيض والأحمر والأخضر، يرفرف بحُب عُمان.

محمد عبد الصادق

[email protected]

كاتب صحفي مصري