الأحد 23 نوفمبر 2025 م - 2 جمادى الآخرة 1447 هـ
أخبار عاجلة

قطاع الطيران المدني يعزز حركة السياحة وجذب الاستثمارات

قطاع الطيران المدني يعزز حركة السياحة وجذب الاستثمارات
الأحد - 23 نوفمبر 2025 10:29 ص

أكثر من 105 ملايين ريال عماني الإيرادات الفعلية للهيئة بنهاية 2024م


مسقط ـ العُمانية: يسهم قطاع الطيران المدني في سلطنة عُمان بشكل مباشر في تنشيط حركة السياحة وجذب الاستثمارات من خلال تطوير منظومة متكاملة من البنية الأساسية للمطارات وربط سلطنة عُمان بشبكة متنامية من الوجهات الإقليميّة والدوليّة.

وعملت هيئة الطيران المدني بالتعاون مع مشغلي المطارات وشركات الطيران الوطنيّة والعالميّة على فتح خطوط جوية جديدة نحو أسواق رئيسة في آسيا وأوروبا وإفريقيا؛ ما أسهم في تسهيل حركة المسافرين والسياح والمستثمرين، ودعم نمو قطاعات الضيافة والسفر والخدمات اللوجستية.

وأولت الهيئة اهتمامًا بتعظيم الاستفادة من موقع سلطنة عُمان كمركز لوجستي إقليمي وعالمي، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي على خطوط الملاحة الجوية العالمية، ومن خلال تطوير مطارات سلطنة عُمان كمحطات محورية للربط الجوي ونقل البضائع والركاب، لتسهيل الربط الداخلي وتشجيع الحركة السياحية بين المحافظات.

وسجلت حركة الطائرات العابرة لأجواء سلطنة عُمان ارتفاعًا بنسبة 14 بالمائة بنهاية عام 2024م لتبلغ 530.3 ألف طائرة مقارنة بـ 465.1 ألف طائرة بنهاية عام 2023م.

كما بلغ إجمالي الإيرادات الفعلية لهيئة الطيران المدني بنهاية عام 2024م نحو 105 ملايين و310 آلاف و97 ريالًا عُمانيًّا محققة ارتفاعًا نسبته 43 بالمائة مقارنة عن المحصل الفعلي في عام 2023م البالغ 73 مليونًا و393 ألفًا و955 ريالًا عُمانيًّا؛ الأمر الذي يعكس كفاءتها التشغيلية وإسهامها الاقتصادية الفاعلة.

كما تعمل الهيئة على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في مختلف مجالات خدمات الطيران والمطارات بما في ذلك خدمات المناولة الأرضية والصيانة وخدمات الشحن الجوي والتموين، وتأتي هذه الشراكات ضمن توجه سلطنة عُمان نحو تمكين القطاع الخاص من إدارة وتشغيل المرافق الحيوية ورفع كفاءة الخدمات وتبني أحدث التقنيات التشغيلية.

وأسهمت هذه التوجهات في استقطاب استثمارات محليّة ودوليّة لبناء مرافق صيانة حديثة وتطوير مناطق لوجستية متكاملة داخل محيط المطارات؛ ما يعزز فرص العمل ويزيد القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.

وإلى جانب ذلك، تسهم سياسات الهيئة في تحسين بيئة الاستثمار في قطاع الطيران عبر تبسيط الإجراءات التنظيمية وتطبيق معايير تنافسية في منح التراخيص والتصاريح، ما يشجع دخول مشغلين جدد، ويعزز فرص التعاون مع شركات الطيران منخفضة التكلفة؛ لدعم نمو السياحة الوافدة.

وبهذه الجهود المتكاملة، يواصل قطاع الطيران المدني في سلطنة عُمان ترسيخ دوره كإحدى الركائز الإستراتيجية لتحقيق التنويع الاقتصادي، وتأكيد مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي مزدهر يربط بين الشرق والغرب، ويُسهِم بفاعلية في تنمية قطاعات السياحة والخدمات اللوجستية والاستثمار المستدام.

ونفذت الهيئة عددًا من المشروعات التقنية المتقدمة في مجال الملاحة الجوية، وطورت شبكة الرادارات الأرضية ومحطات الاتصالات والمساعدات الملاحية بهدف تحسين دقة المراقبة وزيادة انسيابية حركة الطيران الآمن داخل الأجواء العُمانية وخارجها.

وتتضمن استراتيجيات الهيئة عناصر للاستدامة التشغيلية (صيانة البنية الأساسية، وخطط للطاقة والكفاءة والحفاظ على الاستمرارية العملياتية الرقمية)، إضافة إلى حوكمة داخلية تُطوِّر الأداء المؤسسي وتتابع مؤشرات الأداء المتعلقة بالسلامة والخدمات.

وتبنت الهيئة ومشغلو المطارات مبادرات التحول الأخضر، أبرزها استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل بعض مرافق المطارات، وتطبيق أنظمة ذكية لإدارة الطاقة والإضاءة، واستبدال المركبات التشغيلية بمركبات كهربائية صديقة للبيئة، كما تم تنفيذ برامج لقياس البصمة الكربونية للمطارات ووضع خطط لتقليل الانبعاثات بما يتوافق مع المعايير البيئية الدولية.

وأصدرت الهيئة ضوابط وإجراءات لمنح التراخيص (مثل شهادات مراكز التدريب للملاحة الجوية) وتحديث متطلبات التشغيل والصيانة، ما عزّز من الإطار الرقابي للقطاع بالإضافة إلى إطلاقها برنامجًا مخصّصًا لـ «التحول الرقمي» يهدف إلى رفع نسبة الخدمات المرقمنة، وتحسين ترتيب سلطنة عمان في مؤشر تطوير الخدمات الإلكترونية، وتحويل البُنى الأساسية إلى بيئة رقمية مستدامة.

وتعمل الهيئة على تطبيق نهج استباقي في إدارة السلامة الجوية وتبنّت مفهوم السلامة التنبؤية إلى جانب تطوير منظومة وطنية متكاملة تُعرف بـ «البرنامج الوطني لأمن الطيران المدني» ونفذت مشروع تطوير منظومة التفتيش والرقابة الذكية باستخدام التقنيات الرقمية وأنظمة إدارة السلامة والأمن الإلكتروني إضافة إلى برامج تدريب وتأهيل مستمرة للمفتشين والمتخصصين في أمن الطيران.

وتولي الهيئة أهمية كبيرة لتطوير منظومة الأرصاد الجوية والإنذار المبكر؛ انطلاقًا من مسؤوليتها في حماية الأرواح والممتلكات ودعم منظومة إدارة الطوارئ الوطنية، إذ نفذت الهيئة خلال السنوات الأخيرة برنامجًا متكاملًا لتحديث البنية الأساسية للأرصاد الجوية يشمل إنشاء وتحديث محطات الرصد الآلي المنتشرة في مختلف محافظات سلطنة عُمان وربطها بمركز وطني متطوّر للرّصد والتّحليل إلى جانب تعزيز قدرات الرّصد عبر الرادارات الجويّة المتطوّرة والأقمار الصناعية وأنظمة التنبؤ العددي عالية الدقة.