يحضر اليوم الوطني المَجيد كمساحة تتجلَّى فيها روح الدَّولة الحديثة، الَّتي أعاد صياغتها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مُجدِّد نهضة عُمان الحديثة، حيثُ تتوزع الاحتفالات في ميادين العاصمة وولايات البلاد في مشهد واسع يؤكد قِيمة هذا اليوم في الوعي الوطني، كما تمتدُّ مظاهر الفرح من الاستعراضات الرسميَّة إلى الفعاليَّات الشَّعبيَّة الَّتي يشارك فيها المواطنون والمُقِيمون، لِتُشكِّلَ معًا صورة وطن يحتفي بتاريخه، ويؤكِّد قدرته على المُضي في طريق التنمية بثبات. وتتجاور في هذا اليوم رموز السِّيادة والهُوِيَّة والعراقة في لوحة تجمع الموسيقى العسكريَّة والفنون التقليديَّة والهتافات الشَّعبيَّة الَّتي تُعَبِّر عن امتنان يدرك معنى الأمن والاستقرار، ويبرز في هذه المناسبة حضور جلالة السُّلطان الَّذي يمنح الاحتفال مكانته العميقة؛ لأنَّه يجسِّد دَوْر القيادة الَّتي تَقُود المشروع الوطني من الميدان، وتمنح المواطنين ثقة تدفعهم نَحْوَ مستقبل يليق بعُماننا الَّتي تمضي في نهضتها المُتجدِّدة بثبات راسخ.
وانطلاقًا من هذا المشهد الوطني الَّذي ترسمه الاحتفالات في اليوم الوطني المَجيد، تأتي هذه المناسبة لِتكشفَ مكانة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ في وجدان أبناء الوطن الَّذين يعملون في ميادين الخدمة العسكريَّة والأمنيَّة؛ فحضور عاهل البلاد المُفدَّى في هذا اليوم يحمل رسالة راسخة مفادها أنَّ القيادة تتابع تفاصيل العمل الوطني من قلبِ الميدان، وأنَّ المنتسبين الَّذين يحمون الأرض ويحفظون استقرارها ينالون رعاية كاملة تعكس إيمان القائد الأعلى بِدَوْرهم في صون مسار التنمية، والذَّود عن مقدَّرات الوطن. فَهُم عيون عُمان السَّاهرة، الَّتي تحمي الوطن والمواطن، حيثُ يظهر ذلك في المشهد العسكري الَّذي يُقدَّم صورة مؤسَّسة وطنيَّة تتحرك بكفاءة عالية، وتبرز من خلال تفاصيل العروض انضباطًا واعيًا يستند إلى رؤية حديثة، تعد جزءًا من نهج النهضة المُتجدِّدة، كما تتجسد هذه الرؤية في وحدة الأداء، وفي إشراق الوجوه الَّتي تقف أمام قائدها بثقة، تؤكد على إخلاصها الدَّائم لقائدها الأعلى، وتُعَبِّر عن عُمق الارتباط بَيْنَ القيادة وأبنائها، فيتحوَّل اليوم الوطني المَجيد إلى مساحة تتجلى فيها قِيمة الأمن ركيزةً من ركائز قوَّة الدَّولة وركنًا أساسًا في مستقبلها.
ويتَّسع مشهد اليوم الوطني المَجيد إلى البحر حيثُ يُقدِّم استعراض الأسطول البحري 2025 حضورًا يعكس عُمق الهُوِيَّة العُمانيَّة وارتباطها بتاريخها الملاحي العريق، فتقدُّم اليخت السَّامي محاطًا بالسُّفن الشراعيَّة والقِطع الحديثة في لوحة تجمع بَيْنَ أصالة الماضي وحداثة الحاضر، ويقف المواطنون والمُقِيمون وطلبة المدارس على جانبي الطريق البحري لتحيَّة جلالة القائد الأعلى في لحظة تُعَبِّر عن أعلى درجات الولاء والامتنان لقيادة حملتْ مشروع النهضة المُتجدِّدة بروح ثابتة، وتتحول الأمواج والأنغام البحريَّة وعروض الضَّوء والموسيقى إلى مساحة يعيش فيها الجمهور معنى الانتماء بصورة مباشرة، حيثُ يمتزج الفخر بفنون التراث البحري مع الاعتزاز بقوَّة الأسطول في حماية شواطئ الوطن. كما يضيف المشهد بُعدًا إنسانيًّا يربط القيادة بالشَّعب عَبْرَ لحظة يشارك فيها الجميع احتفالًا يحمل روح عُمان كُلِّها، من عُمق البحر إلى قلوب النَّاس، في تفسير واضح لقِيمة الوحدة الوطنيَّة الَّتي تتجدد مع كُلِّ موجة تلامس الشاطئ.
ويمتدُّ تأثير هذا الاحتفال الوطني إلى خارج الحدود من خلال ما عَبَّرَ عنه عددٌ من الدبلوماسيين وقادة الدوَل الصَّديقة والشَّقيقة من تقدير واضح لمسار النهضة المُتجدِّدة الَّتي تعيشها البلاد اليوم، حيثُ تؤكِّد هذه الرسائل أنَّ التجربة العُمانيَّة باتتْ حاضرةً في الوعي الإقليمي والدولي بوصفها نموذجًا يجمع بَيْنَ الاستقرار الدَّاخلي والرُّؤية المستقبليَّة الَّتي تضع الإنسان محورًا لكُلِّ مسار تنموي. كما تبرز صورة دَولة تحافظ على مكانتها عَبْرَ نهجٍ متَّزن، وتُدير علاقاتها الإقليميَّة بثقة راسخة تجعلها شريكًا يحظى باحترام واسع. ولعلَّ أهمَّ ما تؤكده تلك الإشادات الدبلوماسيَّة هو أنَّ سلطنة عُمان تحمل مزيجًا يجمع نضج الإدارة الوطنيَّة مع دَوْر دبلوماسي يقوم على الحكمة والتواصل المستمر، لِيظهرَ الاحتفال الوطني كنافذة يرى عَبْرَها العالم وطنًا يتحرك بثبات ويصنع حضوره بعمل متواصل ومواقف واضحة تعطي لسلطنة عُمان موقعها المستحق في المنطقة والعالم.