أكثر من «47» ألف طالب وطالبة إجمالي عدد الطلبة بالجامعة موزعين على «11» فرعا فـي مختلف محافظات السلطنة
الجامعة تحصل على عضوية الشبكة الدولية لوكالات ضمان الجودة فـي التعليم العالي
«INQAAHE»
طرح ستة برامج ماجستير جديدة هذا العام فـي إطار التوسع المدروس الذي تتبناه الجامعة
مسقط ـ «الوطن»:
في خطوة تعكس مكانتها الأكاديمية الرائدة في سلطنة عمان، استقبلت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية خلال العام الأكاديمي (2025/ 2026م) أكثر من 9 آلاف و100 طالب وطالبة ضمن الفرز الأول لمركز القبول الموحد، ليرتفع بذلك إجمالي عدد طلبتها إلى أكثر من (47) ألف طالب وطالبة موزعين على أحد عشر فرعًا في مختلف محافظات السلطنة، في برامج متنوعة تشمل: الهندسة، وتقنية المعلومات، والعلوم التطبيقية، والصيدلة، وإدارة الأعمال، والتصميم، والاقتصاد، والتربية، ودراسات الاتصال، والتصوير الضوئي، والتكنولوجيا البيئية.
ويأتي هذا العام الدراسي متزامنًا مع احتفال الجامعة بمرور خمسة أعوام على تأسيسها، وهي فترة شهدت خلالها تحقيق منجزات أكاديمية وبحثية ومجتمعية بارزة جعلتها تتبوأ موقع الصدارة في منظومة التعليم العالي بالسلطنة، مسهمةً بدور فاعل في تحقيق رؤية (عمان 2040)، كما تؤكد الجامعة في هذا العام التزامها بتعزيز جودة التعليم والبحث العلمي والابتكار، وتمكين الشباب العماني ليكون شريكًا فاعلًا في التنمية الوطنية المستدامة.
الجامعة تواصل ترسيخ مكانتها الأكاديمية
وفي تصريح خاص لـ(الوطن)، أوضح سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس الجامعة أن الجامعة استطاعت أن ترسخ موقعها كـمؤسسة أكاديمية رائدة في التعليم العالي التقني والتطبيقي المتخصص في سلطنة عمان، تُسهم بفاعلية في تحقيق مستهدفات رؤية (عمان 2040) عبر التركيز على البحث والابتكار وريادة الأعمال والتحول الرقمي وتنمية الكفاءات الوطنية.
وأكد سعادته أن الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أرست قاعدة راسخة لوجود جامعة وطنية موحدة تضم جميع فروع التقنية والعلوم التطبيقية تحت مظلة واحدة، تعمل وفق معايير جودة عالمية وتوفر بيئة تعليمية مرنة تستجيب لمتطلبات سوق العمل وتدعم الاقتصاد المعرفي في السلطنة، مشيرًا إلى أن السنوات الخمس الماضية كانت مرحلة تأسيس قوية، بينما تمثل المرحلة القادمة مرحلة نضوج ونمو نوعي في البرامج والأبحاث والشراكات.
برامج ماجستير نوعية واستجابة لسوق العمل
وأضاف سعادته: إن الجامعة تمضي في الأعوام المقبلة نحو تعزيز التحول الرقمي وتوسيع التخصصات النوعية ودعم ريادة الأعمال، إلى جانب تعميق الشراكات الدولية بما يسهم في إعداد جيل منافس عالميًا.
وبيّن أن الجامعة تطرح هذا العام ستة برامج ماجستير جديدة، تشمل: ماجستير العلوم في التحول الرقمي والابتكار، ماجستير إدارة الأعمال في القيادة والابتكار، الماجستير التقني في عمليات التعدين، إلى جانب ثلاثة برامج أخرى في مجالات الأمن الغذائي، والجمارك والضرائب، وتحول الطاقة والاستدامة.
وأوضح سعادته أن هذه البرامج تأتي في إطار التوسع المدروس الذي تتبناه الجامعة لتلبية متطلبات الاقتصاد الوطني والقطاعات التنموية الجديدة، ففي كلية العلوم التطبيقية والصيدلة، يُطرح ماجستير الأمن الغذائي لتأهيل كوادر قادرة على دعم الأمن الغذائي والصحة العامة، وفي كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، يقدم ماجستير الجمارك والضرائب لإعداد مختصين في النظم المالية الحديثة، أما كلية الهندسة والتكنولوجيا فتنفذ ماجستير تحول الطاقة والاستدامة لمواكبة التحول نحو الطاقة النظيفة.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن هذه الخطوات تترجم حرص الجامعة على أن تكون (بيت خبرة وطني) في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، بما يعزز مكانتها كمؤسسة تعليمية منتجة للمعرفة ومولدة للحلول المبتكرة.
خطة قبول شاملة ومِنَح دولية
وضمن استعدادات العام الأكاديمي الحالي، وضعت الجامعة خطة قبول شاملة استهدفت استيعاب نحو 10 آلاف و600 طالب وطالبة في مختلف الفروع والتخصصات، أوضح بذلك الدكتور أحمد البراشدي عميد القبول والتسجيل الذي قال: إن الخطة ركزت على تحقيق التوازن بين الطاقة الاستيعابية للفروع وجودة البيئة التعليمية، مع فتح القبول عبر مركز القبول الموحد وفق معايير دقيقة تراعي احتياجات سوق العمل الوطني وأهداف رؤية (عمان 2040(، وفي إطار الانفتاح الأكاديمي العالمي، خصصت الجامعة 150 مِنحَة دراسية كاملة للطلبة الدوليين لاستقطاب كفاءات من مختلف الدول، إلى جانب 50 مِنحَة كاملة لأبناء العاملين غير العمانيين تقديرًا لجهودهم.
مشيرًا إلى أن الجامعة أطلقت منظومة دعم وإرشاد أكاديمي رقمية جديدة، تستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتتبع تقدم الطلبة وتقديم الاستشارات الأكاديمية في الوقت الفعلي، بما يعزز تجربة الطالب التعليمية والبحثية.
البرنامج التأسيسي المحدث
من جانب آخر، دشنت الجامعة البرنامج التأسيسي المحدث بعد مراجعة شاملة شملت تطوير مقررات اللغة الإنجليزية والرياضيات، وإضافة وحدات جديدة لتنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات والتعلم الذاتي، وقد أوضح بذلك الدكتور عيسى الهنائي مدير مركز الدراسات التحضيرية الذي قال: إن التحديث تم وفق معايير الاعتماد الأكاديمي الدولية ونتائج الدراسات الميدانية حول احتياجات الطلبة وسوق العمل.
وأضاف: إن البرنامج الجديد يعتمد آليات تقييم حديثة تعتمد على قياس نواتج التعلم ومؤشرات الأداء، مع توفير نظام إرشاد أكاديمي مستمر، مما يعزز جاهزية الطلبة للانتقال إلى التخصصات الأكاديمية المختلفة بكفاءة عالية.
التميز البحثي والشراكات الاستراتيجية
وفي الجانب البحثي، شهد عام 2024م نشر أكثر من 365 ورقة علمية في مجالات متعددة، منها الذكاء الاصطناعي والهندسة والعلوم الاجتماعية، تم نشر العديد منها في مجلات مصنفة ( Q1وQ2)، كما تم تأسيس كرسي الإيسيسكو في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، إلى جانب إنشاء مختبرات متقدمة للأمن السيبراني والأنظمة الفيزيائية السيبرانية والروبوتات. وعلى صعيد التعاون المؤسسي، عززت الجامعة شراكاتها مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وهيئة البيئة، وشركتي ( OQوPDO)، فضلًا عن اتفاقيات تعاون دولية مع جامعات من: ألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، ونيوزيلندا، وأستراليا، والهند، والصين وعدة دول اخرى.
وقد توّجت الجامعة جهودها بالحصول على عضوية الشبكة الدولية لوكالات ضمان الجودة في التعليم العالي (INQAAHE)، وهو إنجاز يعكس الاعتراف الدولي بجودة مخرجاتها الأكاديمية ويعزز مكانتها في مصاف مؤسسات التعليم العالي المرموقة.
رؤية مستقبلية
ومشروعات تطويرية
وفي إطار رؤيتها المستقبلية، تستعد الجامعة لإطلاق مشروعات تطويرية للبنية الأساسية تشمل مباني أكاديمية ومختبرات علمية متقدمة ومراكز خدمية حديثة. كما تعمل على توسيع حاضنات ريادة الأعمال والشركات الطلابية وإنشاء مراكز متخصصة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، واستحداث برامج أكاديمية جديدة تتواءم مع القطاعات التنموية الوطنية.
وأكدت الجامعة أن المرحلة المقبلة ستركز على الاستثمار في الإنسان العماني وتأهيله بالتقنيات المتقدمة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية (عمان 2040) نحو اقتصاد معرفي قائم على الإبداع والابتكار.
واختتم سعادة الدكتور الربيعي تصريحه قائلًا: إن الجامعة لا تحتفل فقط بخمس سنوات من التأسيس، بل تحتفي بمستقبل واعد ورؤية متجددة لتكون جامعة رائدة في التعليم والبحث والابتكار، تواصل دورها كجسر يربط المعرفة بالتنمية، والطموح بالإنجاز.