يأتي احتفال سلطنة عُمان باليوم الوطني المَجيد لِيُشكِّلَ وقفة اعتزاز يستشرف فيها العُماني مستقبلًا مشرقًا يرتكز على أكثر من (281) عامًا استطاعت فيها سلطنة عُمان ومنذُ تأسيس الدَّولة البوسعيديَّة أنْ ترسِّخَ لِنَفْسِها مكانةً فريدة في المنطقة والعالم عَبْرَ نهج ثابت يقوم على الاعتدال والحياد الإيجابي، واحترام مبادئ الحوار، الَّذي كان ضلعًا أساسًا في استقرار البلاد وتوحيدها، وتجسَّد في سياسة متوازنة تَبْني الجسور مع الجميع، وهو النَّهج الَّذي أصبح جزءًا أصيلًا من الهُوِيَّة السياسيَّة العُمانيَّة.
وفي ظلِّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ تواصل سلطنة عُمان هذا النَّهج بثبات ضِمن مسار نهضتها المُتجدِّدة الَّتي ترتكز على الإصلاح الإداري والاقتصادي. فقد شهدتْ السَّلطنة خطوات واسعة في إعادة هيكلة الجهاز الحكومي إلى جانب تعزيز بيئة الاستثمار وتمكين القِطاع الخاص، ودفع مشاريع التنويع الاقتصادي في قِطاعات الطَّاقة المُتجدِّدة واللوجستيَّات والسياحة والاقتصاد الرَّقمي، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية «عُمان 2040».
وبَيْنَ إرثٍ سياسي عريق، وتحديثٍ يَقُودُه جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أيَّده الله ـ بخُطى واثقة، تُواصلُ سلطنة عُمان تقديم نموذج متفرِّد لدَولة تجمع بَيْنَ السَّلام والاستقرار والتَّنمية المستقبليَّة، وتثبتُ أنَّ الاعتدال ليس خيارًا عابرًا، بل نهج دولة يمتدُّ عَبْرَ قرون، ويصنع مكانتها المرموقة اليوم.
المحرر