الأربعاء 19 نوفمبر 2025 م - 28 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

أضواء كاشفة : نهضة خالدة عبر الزمان

أضواء كاشفة : نهضة خالدة عبر الزمان
الثلاثاء - 18 نوفمبر 2025 10:15 ص

ناصر بن سالم اليحمدي

20



تُعَدُّ ذكرى اليوم الوطني المَجيد بالنسبة للعُمانيين ليست مناسبة وطنيَّة عاديَّة كتلك الَّتي تحتفل بها الدول في أيَّام أعيادها؛ لأنَّ هذا اليوم الاستثنائي كان بداية لمشوار طويل من الكفاح والمثابرة والجد والاجتهاد من أجلِ توطيد أركان البلاد وبناء أُسُس قوَّتها واستقرارها، بدءًا من الإمام أحمد بن سعيد، وحتَّى المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ.. الَّذي أطلقَ شمس النهضة العُمانيَّة الحديثة لِتنشرَ التقدُّم والتنمية الشاملة المتكاملة في كافَّة رُبوع البلاد وتبني حضارة جذورها تغوص في أعماق التاريخ وأفرعها تصل عنان السماء.. فصارت عُمان نموذجًا للمَجد والرُّقي في الماضي والحاضر والمستقبل.. لهذا فإنَّ النهضة العُمانيَّة المَجيدة تظل مغروسةً في وجدانهم وعقولهم وقلوبهم؛ لأنَّها شاهدة على التقدُّم والتطوُّر الَّذي أنشأ بلدًا شامخًا يجسِّد أعظم مبادئ العدل والسلام والوئام، ويمدُّ يد الصداقة للشقيق والصديق.. وعلى مدار النهضة المباركة حرص كُلُّ مواطن من موقعه على بذل أقصى جهده من أجلِ أن تحقِّقَ المَسيرة الظافرة أهدافها المنشودة، وعلى رأسها التنمية المستدامة الشاملة.

إنَّ النهضة العُمانيَّة تحمل في طيَّاتها الكثير من الدلالات الَّتي ستبقى خالدة على مدار الزمان.. فكما أنَّ المَسيرة المباركة منحت العُمانيين طوال الوقت حاضرًا مشرقًا مفعمًا بالتقدُّم والنَّماء، ورسمَتْ في مخيِّلاتهم مستقبلًا طموحًا مليئًا بالأمل.. فإنَّه في ظلّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ تضاعفت هذه الآمال والتطلُّعات بتحقيق منجزات متواصلة تشمل جميع مجالات الحياة التنمويَّة، وتحقِّق التقدُّم الإنساني في شتَّى الميادين، وتبني مستقبلًا مشرقًا لعُماننا الحبيبة وأجيالها القادمة.. فجلالته ـ أيَّده الله بنصره ـ يسارع الزمن لتنفيذ «رؤية عُمان 2040» بأسرع وقت ممكن والَّتي ستُحقِّق للبلاد التقدُّم والازدهار والرخاء والتنمية المنشودة.. وتضع عُمان في مصاف الكبار على كافَّة الأصعدة والمستويات.. ونحمد الله أنَّ الكثير من مستهدفات تلك الرؤية الطموحة قد تحقَّق بفضل الفكر الحكيم والسواعد المخلصة.

لا شكَّ أنَّ ما تحقَّق من تطوُّر شامل على مدار سنوات النهضة المباركة إنَّما هو نتاج جهد المخلِصِين من أبناء عُمان الأوفياء الَّذين رفعوا شعار «الله.. الوطن.. السُّلطان» ووضعوا نصبَ أعينهم مصلحة الوطن العليا فوق كُلِّ اعتبار، والتفُّوا حَوْلَ القائد المُعظَّم ينفِّذون أوامره، ويَسيرون على هديه حتَّى تحقَّقتْ لهم نهضة سامقة كشموخ الجبال الشاهقة.

ومع حلول ذكرى اليوم الوطني المَجيد يشتعل في قلوب العُمانيين الحسُّ الوطني الرائع، وتتدافع شرارات الحماس لتحقيقِ حاضر مستقر ومستقبل مشرق لبلدنا الحبيب، ويقف العُمانيون وقفةَ إجلال واحترام للقائد المُفدَّى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لِمَا يبذله من جهود مخلصة من أجلِ خلق مُجتمع متفاعل متطوِّر يتوافق مع احتياجات المراحل الحاليَّة والقادمة، ووضع عُمان في أقصى مدارج التقدُّم والرُّقي.. كذلك جهود جلالته الدؤوبة داخليًّا وخارجيًّا ورحلاته المكوكيَّة الَّتي تجلب الاستثمارات والنهضة للبلاد والَّتي تشهد لها الأبصار تؤكد بما لا يدع مجالًا للشَّك على حرص جلالته على التسريع من مَسيرة النهضة المتجدِّدة الَّتي تَسير بخُطى واثقة وسريعة نَحْوَ الرُّقي والمَجد.. فقد أراد أن يكُونَ طريق التنمية الَّذي ستسلكه عُمان طريقًا متميزًا تمامًا كتميز الشَّعب العُماني الَّذي كان دائمًا مُحبًّا لوطنه.. ولدَيْه القوَّة والقدرة على التحدِّي وتخطِّي العقبات.. وفي الوقت نفسه يكُونُ مستفيدًا من فكر وتجارب الدول المتقدمة الَّتي قطعت شوطًا طويلًا في الحضارة والمعرفة.

منذ انطلاق عهد العطاء.. لم يدَّخر جلالة القائد المُفدَّى جهدًا من أجلِ تهيئة كُلِّ ما من شأنه حشد طاقات الوطن في كُلِّ المجالات من خلال استجماع القوى الوطنيَّة، وترسيخ وحدتها وتماسكها.. وأيضًا من خلال الثقة العميقة في قدرات المواطن العُماني، وتوفير كُلِّ السُّبل أمامه للاضطلاع بِدَوْره، والمشاركة الفعَّالة في بناء حاضره، وصياغة مستقبله وبما يتواكب مع كُلِّ مرحلة من مراحل التنمية الوطنيَّة.

إنَّ العُمانيين يحرصون في هذا اليوم المَجيد على تجديد الولاء والوفاء للوطن والقائد المُفدَّى، والتعهُّد بإكمال المَسيرة المباركة بنفْس الجهد والفكر والإخلاص.. ومع أيَّامنا السعيدة الَّتي نعيشها نعاهد مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ أن نواصلَ مَسيرة البناء، ونصونَ المنجزات التنمويَّة العظيمة ونفتديها بالروح والدماء.. وأن نعملَ مخلِصِين تحت مظلَّة جلالته الوارفة وفكره المستنير، مبتهِلِين لله ـ عزَّ وجلَّ ـ أن يحفظَ جلالته ذخرًا للوطن، ويمدَّه بعونه وتوفيقه، ويسدِّدَ على طريق الخير خطاه، وينعمَ عليه بموفور الصحَّة والسعادة والعمر المديد.. إنَّه نِعم المولى ونِعم النصير.

حفظ الله عُمان وقائدها وشَعبها وكُلُّ عام والجميع بخير.

ناصر بن سالم اليحمدي

كاتب عماني