الاثنين 17 نوفمبر 2025 م - 26 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

الشتاء يكشف مأساة مخيمات النزوح .. آلاف العائلات تغرق فـي الأمطار والوحل

الاثنين - 17 نوفمبر 2025 10:50 ص


القدس المحتلة ـ «الوطن» :

لم ينتظر الشتاء طويلاً ليكشف هشاشة ما تبقى للنازحين في قطاع غزة. ساعات قليلة من الأمطار الغزيرة كانت كافية لتحويل خيام المواصي غرب خان يونس إلى ما يشبه المستنقعات، تاركة آلاف العائلات في صراع جديد مع البرد والمياه والطين. في ذلك الليل البارد، وجدت ميساء أبو عنزة نفسها توقظ أطفالها مذعورين بعد أن اخترقت السيول خيمتهم، وابتلّت أغطيتهم وملابسهم وكل ما يملكونه. لم تجد سالي مهرباً سوى خيمة شقيقها، «الأقل سوءًا»، كما تقول، بينما كانت ما تزال تحتفظ برجفة الليلة قبل الماضية في صوتها. الخيام التي التصقت ببعضها كمن يلتمس الحماية، لم تستطع أن تحمي نفسها. عشرات منها غرقت بالكامل بسبب انخفاض أراضي المخيم وغياب أي بنية لتصريف المياه، فيما أغرقت الأمطار ممرات المخيم وأزقته الترابية. على مسافة قصيرة، كانت «أم أحمد» تحمل حفيدها المرتجف من البرد، وتبحث في العتمة عن مكان جاف. خيمتها التي تجاوزت عامين من الاستخدام لم تعد قادرة على صدّ المطر، وتقول بأسى: «الخيمة الجديدة صارت أغلى من أن نشتريها… وأكثر من ألفي عائلة هنا ما زالت تعيش في خيام ممزقة». 500 دولار، هذا هو سعر خيمة تُباع في السوق، كما تؤكد، فيما بقي آلاف النازحين دون أي بديل، رغم الإلحاح المتكرر مع اقتراب الشتاء. صلاح زنون، النازح قرب «المسلخ التركي»، يعيش في ما لا يمكن تسميته خيمة؛ مجرد شادر وبعض القماش المربوط حول أعمدة خشبية. طفلاه نُقلا إلى المستشفى بسبب نزلة معوية حادة تسببت بها برودة المكان ورطوبته.