الخميس 20 نوفمبر 2025 م - 29 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

أجواء «نوفمبرية» تظلل احتفالاتنا باليوم الوطني المجيد

أجواء «نوفمبرية» تظلل احتفالاتنا باليوم الوطني المجيد
الاثنين - 17 نوفمبر 2025 10:01 ص

محمد عبد الصادق

10

يهلُّ علينا نوفمبر بنسماته العليلة، وتأتي معه احتفالات اليوم الوطني لسلطنة عُمان، يوم تختلط فيه مشاعر الفخر بالامتنان، وتتجلى فيه آيات الولاء والعرفان للقائد، والانتماء لوطن كتَب تاريخه بمداد العز والأمجاد، ورسَم حاضره قادة عظام، ضربوا أعظم الأمثلة في العطاء والتضحية من أجلِ رفعة وتقدُّم عُمان. يأتي نوفمبر هذا العام وعُمان مطمئنة واثقة، تخطو للمستقبل بخُطى ثابتة، تُحقق أهدافها رغم التحدِّيات، تشهد نجاحات سياسيَّة واقتصاديَّة تشحذ الهمم وتجدّد الأمل في نفوس كُلِّ مَن يعيش على أرضها الطيبة، ليجدِّدوا عهود الوفاء للوطن والسُّلطان، ويؤكدوا أنَّهم على الدرب سائرون وعلى العهد موفون، بأن يظلوا شركاء فاعلين في مَسيرة النهضة المتجدِّدة، متسلِّحين بالعِلم والإخلاص في العمل، متمسِّكين بالمبادئ المستمدَّة من الدِّين الحنيف والإرث العُماني الضَّارب في أعماق التاريخ، والقِيَم الوطنيَّة الَّتي تُعلي من شأن الوطن وتضعه في المكانة الَّتي تليق به بَيْنَ الأُمم.

نحتفل باليوم الوطني وسلطنة عُمان تواصل البناء، وتُحقق التنمية المستدامة الَّتي تحافظ على المكتسبات الوطنيَّة، وتضع المواطن العُماني ورفاهيَّته في صدر أولويَّاتها، تؤمن له مُقوِّمات الحياة المستقرة، والبيئة الصالحة للعمل والإبداع، وتجعله يستشرف المستقبل متسلحًا بعزيمة لا تلين وإيمان بقدراته المستمدَّة من تاريخه التليد، وأصالته الَّتي أعطته حصانة أخلاقيَّة، في التعامل مع مختلف القضايا والأحداث، بمواقف نبيلة متفردة، نالت احترام الجميع على مدار السنين. في اليوم الوطني ينظر العُمانيون بعيون شاخصة للمستقبل، من خلال رؤية «عُمان 2040» الطموحة، الَّتي ترسم خريطة طريق للتطور الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي لمستقبل عُمان، تؤسّس لدولة حديثة قادرة على المنافسة في مختلف المجالات، وتستثمر في بناء المواطن القادر على المشاركة والإنجاز، يمتلك أدوات العصر، والإرادة الوطنيَّة الوثابة، يتطلع إلى أن يكُونَ له موطئ قدَم في عالم يشهد تحوُّلات متسارعة، لا نستطيع التعاطي معها، إلَّا بمفردات القوَّة والاستغناء. يهلُّ علينا اليوم الوطني، في العشرين من نوفمبر، وعُمان تعيش استقرارًا وانتعاشًا عظيمًا؛ بفضل ما تحقَّق لها من منجزات لافتة، على مدار سنوات النهضة العُمانيَّة الحديثة والمتجدِّدة، تحقّق خلالها الكثير من تطلُّعات الشَّعب العُماني، وما زالت الطموحات متواصلة لمزيدٍ من الرخاء والازدهار تحت راية جلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ الَّذي انطلق بقطار النهضة العُمانيَّة المتجدِّدة، لمحطَّات مبشِّرة بالخير، وسط تفاؤل كبير بالمؤشِّرات الاقتصاديَّة الجيِّدة، بفضل حزمة السياسات الَّتي أعادت هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وقامت بالعديد من الإصلاحات الاقتصاديَّة والماليَّة، و أسهمت في تراجع عجز الموازنة، وتقليص الديون، وتحقيق وفورات ماليَّة، والتركيز على القِطاعات الاقتصاديَّة الواعدة، الَّتي سيكُونُ لها مردود إيجابي على بيئة الأعمال وتوفير فرص عمل حقيقيَّة. نحتفل باليوم الوطني وسلطنة عُمان تحافظ على علاقات خارجيَّة متوازنة، وتواصل نَفْس النهج والثوابت الدبلوماسيَّة، الَّتي أرسى قواعدها، المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وأكد عليها جلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ سياسة أثبتت التجارب والأيَّام جدارتها ونجاعتها، طوال أكثر من نصف قرن، سياسة عمادها الصِّدق والإخلاص والمصداقيَّة والاحترام المتبادل، نالت بفضلها سلطنة عُمان ثقة المُجتمع الدولي، وجعلت مسقط عاصمة للسلام، ومركزًا للتفاوض وجلوس الفرقاء، ومحطَّة للتشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة، يستأنسون برأيها في مختلف القضايا الإقليميَّة، والدوليَّة الَّتي تتعلق بأمن واستقرار المنطقة.

محمد عبد الصادق

[email protected]

كاتب صحفي مصري