مسقط ـ «الوطن»:
أمضى جمهور دار الأوبرا السلطانية مسقط، ليلتين آسرتين من العزف الموسيقي المتميز، لـ(فرقة يانوشكا) الكلاسيكية بمشاركة أوركسترا فيينا لموسيقى الحجرة، عندما استضافتهما دار الأوبرا السلطانية مسقط مؤخرا في حفلين رائعين جاءا ضمن موسمها الجديد (٢٠٢٥- ٢٠٢٦) المليء بالروائع الموسيقية الكلاسيكية في الأوبرا السلطانيّة بدار الفنون الموسيقية. وجاءت تلك الاستضافة احتفاءً بالموسيقى الكلاسيكية التي تقدّم بتوزيعات جديدة، وتتجلّى روعة العزف من خلال مرونة الارتجال والتنقّل بين أرجاء الموسيقى الأصلية الممزوجة بالمعاصرة، فاستحوذت تلك اللمسة المدهشة على أسماع الجمهور، حيث التقت الحداثة المتمثّلة بأسلوب يانوشكا الفريد، والابتكار الفنّي، فأبدعت الفرقة المشهورة عالميًا، التي تضم ثلاثة إخوة من براتيسلافا، هم: أوندري يانوشكا ورومان يانوشكا على الكمان، وفرانتيشك يانوشكا على البيانو، مع صهرهم يوليوس دارفاس على الكونتراباص، فأعادت تعريف الأداء الكلاسيكي، وجعلت آفاقه أكثر اتّساعا، وجعلت الجمهور يستمتع بأعمال خالدة، ومؤلفات أصلية غنيّة بالارتجال والجمال. وتضمّن البرنامج فقرات رائعة، وعروضًا عالمية، تندرج ضمن نهجها الإبداعي في الموسيقى الكلاسيكية، وقدّم تفسيرًا جديدًا لـ (فصول السنة الأربعة) لفيفالدي، وأعمالًا مستوحاة من موسيقى الجاز، بالإضافة إلى مؤلفات الفرقة الخاصة، في حفل موسيقيّ يجمع بين التراث والمنظور المعاصر. وأضفى عزف أوركسترا فيينا لموسيقى الحجرة روعة على الحفلين، لتضيف نقطة مضيئة لتاريخها المرصّع بالعديد من النقاط المضيئة، كونها واحدة من أعرق الأوركسترات السيمفونية في العالم، وقد قدّمت مجموعة من أجمل معزوفاتها التي أذهلت عشاق الموسيقى في حفلات موسيقية دولية، أحيتها في أنحاء متفرقة من العالم. فمضى الجمهور في رحلة استثنائية تنبض بالإبداع والتنوع منتقلا من الفصول الأربعة لفيفالدي إلى موسيقى الجاز وأنغام يانوشكا الأصلية، لتواصل دار الأوبرا السلطانية مسقط نهجها في استضافة الفرق الموسيقية العالمية بغية تقديم روائع الموسيقى العالمية لجمهورها.
