الأربعاء 05 نوفمبر 2025 م - 14 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

قبسات من منجزات السلطان هيثم بن طارق

قبسات من منجزات السلطان هيثم بن طارق
الثلاثاء - 04 نوفمبر 2025 10:30 ص

أ.د. محمد الدعمي

10


منذ يوم تولِّي مقاليد الحُكم في الـ(11) من يناير 2020م خلفًا للقائد المؤسِّس السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ، قاد القائد المُجدِّد، حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم (حفظه الله ورعاه) مسيرة إصلاح وتنمية متجدِّدة لسلطنة عُمان. وللمرء ملاحظة أبرز ما تحقَّق في عهده الزاهر، وما الَّذي يُنتظر في المستقبل. استلم جلالة السُّلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه) دولة تتمتع أصلًا باستقرار نسبي، ولكنَّها تواجه بنفس الوقت تحدِّيات اقتصاديَّة واجتماعيَّة، ومنها: الضغوط الماليَّة، وانخفاض أسعار النفط، ناهيك عن الحاجة إلى تنويع موارد الاقتصاد وتحسين الخدمات العامَّة والبنى الأساسيَّة. علمًا أنَّ رؤية «عُمان 2040» في العقود القادمة غدتْ تُشكِّل الإطار الاستراتيجي الَّذي تُبنى عليه الإصلاحات المتعدِّدة والبنى الأساس، ومن أهمها: توسيع المشاركة الشَّعبيَّة، زائدًا تحسين جودة التعليم، وتطوير الجهاز الإداري، وكذلك تعزيز الشفافيَّة لبلوغ هدف الحُكم الرشيد. وأدناه نلاحظ بعض المنجزات البارزة الَّتي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية منذ تولِّي جلالة السُّلطان هيثم مقاليد الحُكم:

(أ) إصلاحات التشريعات والنظام الأساسي للدولة:

1. صدور «النظام الأساسي للدولة» الَّذي يحتوي على مواد تهدف إلى دعم مؤسَّسات الدولة، وضمان انتقال السُّلطة بطريقة منظَّمة وواضحة، وحماية الحقوق والحُريات العامَّة. 2. تجديد وتحديث «منظومة التشريعات والقوانين»، إضافة إلى إصدار عدد كبير من المراسيم السُّلطانيَّة لتعزيز وترسيخ الإدارة الرشيدة، وإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة من أجلِ خفض البيروقراطيَّة وتحسين الكفاءة. 3. العمل والحفاظ على الاستدامة الماليَّة وخفض الدَّيْن العام. 4. تنويع الموارد وزيادة مساهمة القِطاعات غير النفطيَّة في الناتج المحلِّي، ودعم المشاريع الاستثماريَّة المحليَّة والأجنبيَّة. 5. توسيع المناطق الحُرَّة وتشجيع التصدير، وتطوير مناخ الأعمال لجذب المستثمرين. 6. الالتزام بتعزيز التعليم، وتشجيع طرائق الابتكار في النظام التعليمي. 7. تحسين مستوى المعيشة، وإطلاق برامج الرعاية الاجتماعيَّة لدعم المواطنين، وخصوصًا الفئات الأكثر تعففًا.

(ب) البيئة والحفاظ على التراث: لقد تم إنشاء محميَّات طبيعيَّة، في سياق جهود حماية البيئة والتراث كمحميَّة «خور خرفوت» الأثريَّة في محافظة ظفار، زد على ذلك، المصادقة على اتفاقيَّات بيئيَّة دوليَّة، إضافة إلى تشريعات محليَّة لها علاقة بحماية البيئة.

(ج) العفو عن عدد من السجناء، بمناسبة مرور سنَة على تولِّي جلالة السُّلطان هيثم (حفظه الله ورعاه) مقاليد الحُكم، وقد شمل مواطنين عُمانيين وأجانب، تعبيرًا عن رحمة الدولة ومراعاتها للجانب الإنساني.

ولكن مع هذا كُلِّه بقيَتِ التحدِّيات قائمة رغم الإنجازات المهمَّة والواضحة، لكن هناك صعوبات وتحدِّيات أخرى قد تعيق سرعة التنفيذ الكامل للإصلاح، ومنها تذبذب أسعار النفط (كما لاحظنا أعلاه) وتأثر الإيرادات، وهذا يؤدي إلى الضغط على الميزانيَّات التنمويَّة المتتابعة.

إنَّ عهد جلالة السُّلطان هيثم بن طارق (حفظه الله) منذ تولِّيه مقاليد الحُكم يُشكِّل رحلة إصلاح وتحديث عميقة، إذ حمل هذا العهد معه ديناميكيَّة إصلاحيَّة واضحة، وتوجُّهًا نَحْوَ تحديث الدولة وتنويع مواردها الاقتصاديَّة وتحسين حياة المواطنين، وهذه كُلُّها مؤشرات على أنَّ سلطنة عُمان تسير بقوَّة نَحْوَ «نهضة مُتجدِّدة»، فالمنجزات حتَّى الآن تثبت أنَّ هناك رؤية واضحة مكرّسة بإرادة سياسيَّة قويَّة للتغيير والتقدُّم نَحْوَ الأحسن. لكن، وبسبب أنواع التحدِّيات الجديدة، تكُونُ الطريق إلى أمام طويلة وتستلزم عزيمة شَعبيَّة مستمرة، وهذا ـ بلا شك ـ يقود إلى الجمع بَيْنَ الرؤية والتنفيذ، لتصبح الإنجازات معلمًا بارزًا في تاريخ عُمان الحديث. أمَّا التحدِّي فسيكُونُ في الاستمراريَّة وتنفيذ ما كُتب على الورق، زائدًا الحفاظ على الاستقرار المالي، وضمان أنَّ شعور المواطن بالتغييرات في حياته اليوميَّة في فرص العمل، وتوافر الخدمات الصحيَّة والتعليميَّة، ووجود البنية الأساسيَّة الجيِّدة.

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي