مسقط ـ «الوطن»:
اختُتمت بفندق روتانا صلالة أعمال المنتدى الاقتصادي الثالث للموارد الوراثية "جينو بزنس 3 "، الذي شهد في يومه الأخير استمرار جلسات النقاش حول الابتكار في مجالي العطور والجمال، واستدامة الموارد الطبيعية، وتعزيز القيمة الاقتصادية للثروات العُمانية المستمدة من التنوع الحيوي.
وعلى هامش أعمال المنتدى، عقدت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حلقة نقاشية جمعتها بالمشاركين من متحدثين دوليين، وممثلي شركات عالمية، وباحثين محليين، وجهات متخصصة في الموارد الوراثية والنباتية بسلطنة عُمان.
وتناول اللقاء تشكيل فريق عمل مشترك من الباحثين المحليين والدوليين لتصميم خطة عمل تحدد أولويات المرحلة المقبلة في مجال الموارد الوراثية، إلى جانب بحث إنشاء منصة إلكترونية تُعنى بالموارد الوراثية العُمانية.
طرقت المناقشات أيضا إلى تأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة، ورفع وعي الطلبة عبر إدراج مقررات اختيارية في مؤسسات التعليم العالي، وتصميم برامج لريادة الأعمال ترتبط بالموارد الطبيعية واستثمارها تجاريًا ضمن بيئة التعليم العالي، مع التأكيد على أهمية تنظيم المنتدى بشكل دوري لتعزيز استدامة الجهود الوطنية في هذا المجال.
كما بحثت معالي الوزيرة سبل تعزيز التعاون مع مؤسسة «بلِنت» الهولندية في مجالات احتضان وتسريع الابتكارات، من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتبادل الزيارات بين موظفي الوزارة والمؤسسة، وتنظيم برامج تدريبية داخل سلطنة عُمان. وتناول اللقاء كذلك إمكانية التعاون في إعداد مقرر جامعي متخصص في الابتكار يسهم في دعم بناء القدرات الوطنية وتعزيز منظومة الابتكار وتطوير مشاريع ذات قيمة اقتصادية مضافة.
وشهد اليوم الختامي عقد جلستين نقاشيتين، تناولت الأولى بعنوان "الابتكار والهوية في العطور والجمال" محاور حيوية حول استثمار الموارد الطبيعية والنباتية العُمانية في صناعات مبتكرة ومستدامة. واستعرضت فرص تحويل النباتات المحلية إلى منتجات تجميلية وعطرية ذات قيمة اقتصادية عالية، بمشاركة علامات تجارية محلية مثل الفخامة العُمانية، ولطافة، ومشاريع الصقري الشاملة
ـ وردة الجبل، وشركة الفواح للعطريات المميزة، إلى جانب الشركة الإيطالية العالمية دكتور فرانجيس فيرنزي.
وقدمت هذه الجهات تجاربها في دمج المكونات الطبيعية العُمانية ضمن منتجات عصرية تعكس الهوية الوطنية وتنافس في الأسواق العالمية، مع تسليط الضوء على دور التنوع البيولوجي المحلي في دعم الابتكار والنمو الصناعي المستدام.
أما الجلسة الثانية بعنوان “الابتكار في الاستدامة”، فركزت على توظيف التنوع الحيوي والموارد الطبيعية في دعم الصناعات المستدامة، واستعرض المتحدثون فرص الابتكار في المنتجات التقليدية وإعادة توظيفها اقتصاديًا، وأهمية استثمار النباتات العُمانية في تعزيز الهوية الوطنية وإنتاج منتجات جديدة ذات قيمة مضافة.
وتطرقت النقاشات إلى دور السياحة البيئية في دعم الاقتصاد المحلي وأهمية حماية الموائل الطبيعية، إلى جانب إسهام التقنيات الحديثة وأساليب البحث العلمي في رفع جودة المنتجات وتنافسيتها.
وفي ختام أعمال المنتدى، أكد المشاركون مجموعة من التوصيات الداعمة لتوجهات سلطنة عُمان نحو تعزيز الاستدامة والابتكار في استثمار مواردها الحيوية، حيث شددوا على أهمية التكامل بين البحث العلمي وقطاع الأعمال لتسريع تحويل الابتكارات إلى منتجات تجارية ذات قيمة مضافة، ووضع إطار وطني لتنمية الصناعات القائمة على الموارد الوراثية يشمل قطاعات العطور ومستحضرات التجميل والمنتجات الغذائية والصحية. ودعوا إلى تشجيع الاستثمار في التقنيات الحديثة للتقطير والاستخلاص، وتطوير معايير جودة وعلامات تجارية موحدة للمنتجات العُمانية، إلى جانب تنفيذ برامج تدريب وتبادل خبرات مع المراكز العالمية في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، وتمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمجتمعات المحلية من الاستفادة الاقتصادية من الموارد الطبيعية المستدامة، واعتماد سياسات إنتاج تراعي مبادئ الاقتصاد الدائري بما يعزز مكانة السلطنة كمركز لإنتاج منتجات طبيعية عالية الجودة تراعي المعايير البيئية والأخلاقية الدولية.
وخرج اعمال المنتدى بعدد من التوصيات أهمية تطوير السياحة البيئية المستدامة والتجارب المبتكرة من خلال تصميم مساحات تفاعلية وتعليمية تبرز تفرّد الطبيعة والثقافة العُمانية وتوظيف التصميم الإبداعي والطاقة المتجددة للحفاظ على البيئة، إلى جانب تقديم تجارب متعددة الحواس ومعارض موسمية تستقطب الزوار محليًا ودوليًا، بالإضافة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية عبر تكامل السياحة والطبيعة من خلال استثمار الأراضي غير المستغلة في مشروعات السياحة البيئية والزراعية، وبناء شراكات بين المزارعين والمطورين وابتكار وجهات وطنية مستدامة تعيد ربط الإنسان بالطبيعة والثقافة المحلية وتُسهم في خلق قيمة اقتصادية وثقافية طويلة الأمد.