فيما تأتي زيارة «دولة» الَّتي بدأها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى مملكة إسبانيا توطيدًا لروابط الصداقة بَيْنَ البلدين، وتعزيزًا لعلاقات التعاون بَيْنَهما، والأخذ بها إلى آفاق أشمل وأرحب، فإنَّ هذه الزيارة تُمثِّل أيضًا قوَّة دفع نَحْوَ شراكة أكثر عمقًا بَيْنَ البلدين، حيثُ تأتي هذه الشراكة مدفوعةً بروابط تاريخيَّة ضاربة في القِدم.
وهذه الروابط الَّتي بدأت منذ هجرة العرب إلى الأندلس ومشاركتهم في بناء حضارتها عَبْرَ إسهامات العلماء العُمانيين، وأيضًا وجود شعارات ملكيَّة لملوك إسبانيا محفورة في بعض المدافع الأثريَّة بحصون وقلاع عُمان، لا سِيَّما المدافع بحصن جبرين يتمُّ البناء عليها من خلال العديد من الفعاليَّات المشتركة الَّتي تعرف بهذا التراث العريق والمشترك بَيْنَ البلدين.
وتتجلى الشراكات بَيْنَ البلدين في التنسيق المستمر في المحافل الثنائيَّة ومتعدِّدة الأطراف، حيثُ يرمي هذا التنسيق إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي من خلال العمل المشترك في مجالات الأمن والوساطة وحلّ النزاعات، علاوةً على تنامي الشراكات في المجالات الاقتصاديَّة والتجاريَّة والتبادل الاستثماري بَيْنَ البلدين.
المحرر