استثمار 40 مليون ريال عماني فـي ميناء دبا
خصب ـ العُمانية: تحظى محافظة مسندم بعناية خاصة من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ-، أفردت لها مساحة تخطيطية خلال الفترة الماضية لتؤسس نقلة نوعية في تطوير أداء المحافظة كمؤسسات قادرة لا مركزيًّا باستقلالها الإداري والمالي والصلاحيات الممنوحة لها، لتشارك في العملية التخطيطية والدفع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمحافظة.
وقال معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم:
إن استراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة مسندم التي دشنت مع خطة التنمية الخمسية التاسعة «2015 - 2020» واستكمال برامجها في الخمسية العاشرة «2021 - 2025»، ركزت على استكمال التطوير في بعض القطاعات كالقطاع اللوجستي وتعزيز القطاع الصحي وقطاع التعليم وقطاع البيئة وقطاع السياحة الذي يعد واحدًا من أعمدة الاقتصاد في المحافظة، موضحًا أن المشروعات المقرة في هذه الخطط جزء كبير منها اكتمل والجزء الآخر سيكتمل في خطة التنمية الخمسية الحادية عشرة «2026 - 2030».
وأضاف معاليه في حديث لوكالة الأنباء العُمانية أن المحافظة ستشهد مع انطلاق الخطة الخمسية الحادية عشرة اكتمال الجوانب الأساسية المطلوبة في التنمية خاصة في قطاعي اللوجستيات والسياحة، مشيرًا إلى أن قطاعي التعليم والصحة بمسندم قطاعات متنامية وشهدت تطورًا كبيرًا مع بداية الخطة الخمسية العاشرة وستكتمل في الثلاث الأعوام الأولى من الخطة الخمسية الحادية عشرة.
وأوضح معاليه أن البيئة الجغرافية لمحافظة مسندم وإطلالتها على البحار والجبال الشاهقة التي تحيط بها أوجدت لها ميزة تنافسية، وفي الوقت ذاته شكّلت تحديًّا تنمويًّا لصعوبة هذه التضاريس، وبالرغم من ذلك استطاعت المحافظة استيعاب الجيوب التخطيطية المتاحة مع الاستغلال الأمثل لبعض الهضاب الجبلية، مشيرًا إلى أن مكتب محافظ مسندم وبالتكامل مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بدأ التخطيط للمناطق الجبلية لتكون حواضر المدن المستقبلية للمحافظة على مدى الخمسة العقود القادمة لتشكّل فرصًا استثمارية كبيرة.
وحول المبالغ المرصودة لتنمية محافظة مسندم، أكد معاليه أنه تم استغلال المبالغ المرصودة للمحافظة خلال خطة التنمية الخمسية العاشرة وتمت إضافة مبالغ أخرى لتنمية مختلف القطاعات لاسيما القطاع البلدي، موضحًا أنه في خطة التنمية الخمسية الحادية عشرة ستعزز هذه الفكرة لتندمج البرامج التنموية مع تنمية المحافظة.
وأشار معاليه إلى أنه يتم التركيز على تقوية القطاع اللوجستي في محافظة مسندم، لإيصال البضائع وتصديرها وتسهيل حركة المجتمع سواء كان حركته الداخلية بسبب الطبيعة الجغرافية للمحافظة أو حركته داخل سلطنة عُمان وخارجها.
وأكد معاليه على أهمية تعزيز تنمية الموانئ في محافظة مسندم؛ حيث تطل معظم الولايات التابعة للمحافظة على البحر، وتم إضافة مرافئ في ولاية بخا للصيادين وصيانة الميناء في مركز الولاية، إضافة إلى طرح استثمار ميناء خصب ليكون ميناء تجاري، وصيانة كلاً من المرفأ البحري في نيابة ليما وقرية كمزار، مشيرًا إلى أنه يتم تطوير الواجهات البحرية في التجمعات السكانية الرئيسة بالمحافظة.
وقال معالي السيد محافظ مسندم إن الحكومة استثمرت ما يقارب الـ 40 مليون ريال عُماني في ميناء دبا الذي وصلت نسبة الإنجاز فيه حوالي 95 بالمائة ومن والمؤمل افتتاحه مع نهاية العام الجاري، وتتشارك فيه عدة قطاعات كالنقل والسياحة والزراعة والثروة السمكية والقطاع الأمني، ليشكّل منظومة مهيأة لتطوير ولاية دبا والولايات الأخرى بالمحافظة.
وحول تطوير القرى البحرية حضريا، أوضح معاليه أنه تم البدء في تنفيذ مشروع لتطوير هذه القرى وسيتم إضافة تطوير عدد من القرى البحرية في الخطة الخمسية الحادية عشرة لتكتمل التنمية الحضرية والخدمات في تلك القرى إلى جانب خدمات ترفيهية وتجميلية ستطور خلال الفترة القادمة رفاهية المجتمع في هذه القرى.
وأضاف معاليه أن العمل في الربط البري داخل محافظة مسندم يمضي بشكل متسارع؛ إذ تجاوزت نسبة الإنجاز في طريق السُّلطان فيصل بن تركي 56 بالمائة متقدمة بنسبة 6 بالمائة عن المخطط له وتبلغ تكلفته 152 مليون ريال عُماني ويعد طريقًا حيويًّا ورئيسًا يربط ولايتي دبا وخصب مرورًا بنيابة ليما، كما أنه من المخطط رفع كفاءة طريق خصب - بخا في المستقبل، مشيرًا إلى أنه سيتم دراسة أفضل الطرق لربط القرى البحرية في ولاية خصب مثل: «خور شم» و «غب علي» وقرية كمزار؛ بهدف تسهيل التنقل والوصول لهذه القرى سواء عن طريق البحر أو البر.
وأوضح معاليه أنه يتم رصف عدد من الطرق الداخلية بمحافظة مسندم يتجاوز طولها 120 كيلومترًا في الأحياء السكنية لتسهيل عملية تنقل المواطنين والمقيمين، إضافة إلى إقامة المتنزهات والواجهات البحرية وإعادة تأهيل بعض الحدائق واستثمارها وتوفير فرص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بها. وأكد معاليه على أهمية تعزيز المنافذ البرية عبر افتتاح المنفذ البري في ولاية دبا مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ما يعزز من حركة البضائع وسهولة تنقل المواطنين والمقيمين والقادمين إلى المحافظة بشكل عام.
وفيما يتعلق بمشروع مطار خصب الجديد، أشار معاليه إلى أن إنشاء المطار ما زال في مراحله الأولى من التخطيط، وأن حركة الطيران المدني ستعزز من حركة الملاحة الجوية وبالتالي القطاع اللوجستي بمحافظة مسندم.
وحول الموسم الشتوي لمحافظة مسندم، أوضح معاليه أن موسم «الشتاء مسندم» الذي تنطلق فعالياته من شهر نوفمبر وتستمر حتى شهر أبريل من كل عام، أسهم في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية في محافظة مسندم واستقطب مختلف السياح من داخل المحافظة وخارجها وتضمن إقامة العديد من الفعاليات المتنوعة في معظم المناطق الحضرية والولايات الساحلية بالمحافظة، بمشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وقال معاليه إن عدد الغرف الفندقية الحالية بمحافظة مسندم تلبي احتياجات الزوار خاصة وأن أحد المنشآت الفندقية حاليًّا في طور الجاهزية، مشيرًا إلى أنه سيتم البدء في إنشاءات لـ 3 فنادق أخرى في كلّ من ولايتي خصب ودبا وهناك طرح عدد من الأراضي السياحية للاستثمار في ولايتي مدحا وخصب؛ ما سيعزز ذلك من رفع إجمالي عدد الغرف الفندقية بالمحافظة.
وأوضح معاليه أن المحافظة تسعى إلى نمذجة السياحة الفاخرة وتعزيزها بغرف فندقية ذات القيمة المتوسطة لتناسب كافة الزوار والسياح؛ إذ تم طرح جملة من الأراضي والتعاقد مع عدد من المستثمرين، ومن المتوقع افتتاح أحد المشروعات السياحية في العام المقبل.
وذكر معاليه أن السياحة البحرية تعد الأبرز في محافظة مسندم حاليًّا؛ إذ قام عدد من المستثمرين المحليين بتطوير السفن لتقديم خدمات نوعية للسياح بهدف التعرف على البيئة البحرية في مسندم وتوجيه بعض الهواة لممارسة الغوص إلى جانب رياضة المشي والتسلق الجبلي مع توفير كافة الخدمات والتدريب لهذه الأنشطة التي شهدت تدفقًا سياحيًّا وإقبالًا كبيرًا خلال الفترة الماضية. وأضاف معاليه أن هناك بعض الجوانب المرتبطة بالسياحة الزراعية ذات الطابع الترفيهي من خلال التعاون مع المواطنين للبدء في منشآت من هذا الطابع تضيف لتجربة السياح جملة من التجارب المحلية وتم تهيئة بعض المناطق الحضرية بمماشي لارتياد الشواطئ بطريقة تعزز من جاذبية المحافظة، إضافة إلى تهيئة منطقة المزارع نسبيًّا في ولاية مدحاء لتستقبل السياح وتشجيع المواطنين لاستثمار هذه المزارع.
وأعرب معالي السيد محافظ مسندم عن أمله في أن يتم خلال خطة التنمية الخمسية الحادية عشرة تسهيل التحديات المتعلقة بإيصال الخدمات الرئيسة للمستثمرين الراغبين في إقامة مشروعاتهم الاستثمارية بالمحافظة لاسيما المشروعات الداعمة للقطاع السياحي. وفي قطاع التعليم بمسندم، لفت معاليه إلى أنه تم إنشاء بعض المدارس الحديثة وبعضها في طور التناقص إلى جانب إضافة الفصول في المناطق ذات الكثافة السكانية وصيانة لبعض المنشآت التعليمية، متوقعًا أن يكتمل تعزيز منظومة هذا القطاع وتوفير العديد من الفصول الدراسية مع نهاية العام الدراسي 2026 / 2027.
وفي قطاع التعليم العالي، أشار معاليه إلى تزايد أعداد الطلبة الدارسين في فرع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم، بالمبنى المؤقت للجامعة خاصة وأن مشروع إنشاء المبنى الرئيسي للجامعة حاليًّا في مرحلة التناقص النهائي واختيار الشركات لتنفيذ المشروع.
أما في القطاع الصحي، فقال معاليه إن ولاية خصب ستشهد مطلع العام القادم افتتاح المستشفى المرجعي، وستحظى قرية كمزار بمنشأة صحية، إضافة إلى إنشاء مستشفى جديد في ولاية مدحاء، إلى جانب الصيانة المستمرة في معظم المرافق الصحية بالمحافظة.
وفيما يتعلق بالتطوير العقاري، أوضح معاليه أن مشروع التطوير العقاري في محافظة مسندم تم اعتماده مع مطورين من المحافظة ممثلة في شركة مسندم للإنشاءات ليؤسس ثقافة جديدة في المنتجات الإسكانية.
وأكد معاليه على أهمية تعزيز القيمة المحلية المضافة؛ إذ تستفيد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية من المشروعات التي تنفذها الحكومة بمحافظة مسندم، إلى جانب استفادة رواد الأعمال بالمحافظة من منطقة محاس الصناعية التي توفر منتجات عقارية للمجتمع الصناعي، إضافة إلى منطقة صناعية في ولاية مدحاء ستقدم منتجاتها الصناعية بعد تطويرها. وبيّن معاليه أن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تركز على تهيئة المرافئ والموانئ بمسندم وتعزيز وحفظ وصيانة المناطق الزراعية الحالية وطرح بعض المواقع والأراضي للاستصلاح الزراعي، موضحًا أن الوزارة تقوم أيضًا بتهيئة معظم المرافق في القطاع السمكي لتعزيز إنتاج هذا القطاع عبر طرح جملة من المواقع للاستثمار في الاستزراع السمكي وبدأت أحد شركات القطاع الخاص بالإنتاج، كما تم التعاقد لاستغلال موقعين للاستزراع السمكي، إضافة إلى إسناد تطوير منظومة الحماية من الفيضانات عبر إنشاء سد في نيابة ليما.
وقال معالي السيد محافظ مسندم إن فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمسندم يسعى إلى إنشاء مركز للمعارض والمؤتمرات في ولاية خصب والذي من شأنه أن يسهم في استضافة الفعاليات الثقافية والتجارية خلال المرحلة القادمة.