الاثنين 03 نوفمبر 2025 م - 12 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

كيف يقوي النقد الروح الوطنية؟

كيف يقوي النقد الروح الوطنية؟
الأحد - 02 نوفمبر 2025 12:00 م

محمد بن سعيد الفطيسي

10


تطالعنا بَيْنَ الحين والآخر بعض المجلات والمواقع والصحف الأجنبيَّة بِنَشْرِ بعض المواضيع والقضايا والتحليلات الناقدة أو الَّتي تبرز مظهرًا من مظاهر الحياة الوطنيَّة في غير محله، أو الَّتي قد تصل بمعلوماتها إلى درجة التشويه ونشر المعلومات المغلوطة.

وممَّا لا شك أنَّ هذه المواقع والصحف ـ وإن أحسنَّا الظن بها ـ أقصى ما يَجِبُ أن يقال عنها بعد ذلك التصرف إنَّها خسرت مهنيَّتها؛ لأنَّها لم تتحرَّ الأخبار أو المعلومات قَبل نشرها تحت عناوين فضفاضة، ومعلومات غير دقيقة، وأرقام تخالف الواقع والحقيقة.

فهل يَجِبُ أن نلتفتَ لتلك المواضيع والقضايا والمنشورات من الناحية الرسميَّة؟ هل يَجِبُ أن نستفيدَ ممَّا نُشر وإن كان بتلك الصورة الضبابيَّة أو المشوّهة؟ هل يفترض بإعلامنا الوطني أن يتعاطى مع مثل تلك العناوين حتَّى وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة؟

شخصيًّا أقول نعم، حيثُ يكُونُ الردُّ بإظهار الحقائق ونشر المعلومات الصحيحة للمُجتمع والرأي العام دون الحاجة إلى التطرق إلى ذكر أو حتَّى الإشارة إلى تلك الصحف والمواقع حتَّى لا نعطيها أكثر من حجمها، ولكن يَجِبُ أن لا يستهانَ بتلك المنشورات والمعلومات الَّتي تمَّ ذرُّها في العيون لتشويه الواقع أو إظهاره بالمظهر غير اللائق.

من زاوية أخرى وهو ما أتمناه دائمًا على أبناء هذا الوطن العزيز، المواطن العادي المُحب لوطنه الَّذي يغار عليه ولا يقبل عليه أيَّ إساءة، أقول: إنَّ استقاء المعلومة الصحيحة من المواقع الموثوقة والحياديَّة، أو من خلال الجهات الرسميَّة الوطنيَّة هو المعالجة الصحيحة لتصحيح المعلومات والوصول إلى الحقائق، كذلك يَجِبُ أن نتعاملَ دائمًا مع مثل هذه السلوكيَّات الإعلاميَّة غير المهنيَّة بهدوء وحكمة، فلا نعطي هذه المواقع أكبر من حجمها من خلال التعاطي مع المعلومات المنشورة بإعادة النشر أو التعليق في ذات الموقع، خصوصًا لِمَن لا يملك المعلومات الصحيحة أو القدرة على الردِّ المهني.

نعم يَجِبُ علينا أن نتعاطى مع مثل هذه المواقع بكُلِّ مهنيَّة ووضعها في الحجم والمكان الصحيحين، كما يَجِبُ على إعلامنا الوطني الاستمرار في إظهار الحقائق والمعلومات الصحيحة للمُجتمع والرأي العام من خلال وسائل الإعلام الوطنيَّة المختلفة، بعيدًا عن الصراخ والتشنج والعصبيَّة المفرطة والتعاطي غير المهني مع الآراء الناقدة لمظهر من مظاهر الحياة الوطنيَّة أو لقرار أو توجُّه رسمي.

بالإضافة إلى ضرورة قيام المتخصصين من أبناء هذا الوطن بتصويب المعلومات ونشرها عَبْرَ وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا «الواتساب» لأنَّه من أكثرها انتشارًا وسرعة في توصيل المعلومة، ففي كثير من الأحيان تنتشر المعلومات غير الصحيحة والَّتي لا تجد لها مَن يُصوِّبها فتؤثِّر على الصحَّة النفسيَّة المُجتمعيَّة، خصوصًا تلك الَّتي تلامس معيشة المواطن أو استقرار مستقبله ومستقبل أفراد أُسرته وحياته الخاصَّة.

ختامًا: النَّقد ومهما بلغتْ قَسْوَتُه لا يُمكِن أن يهدم ثوابتنا الوطنيَّة، أو يضعف تلاحمنا الداخلي، أو يؤثِّر سلبًا على علاقتنا مع مؤسَّسات الدولة؛ فكُلَّما انتقَدَنا الحاسدون الحاقدون الكائدون قوِيَتْ هممُنا الوطنيَّة، وتجدَّدت دماء الحياة في عروق العاشقين لتراب هذا الوطن الحبيب.

حفظ الله وطننا الحبيب من شر الكائد الحاسد الحاقد الفاسد، ومكَّن لعاهل البلاد ـ أعزَّه الله ـ البطانة الصالحة الَّتي تُعِينه على أمْر دِينه ودنياه وخدمة وطنه.

محمد بن سعيد الفطيسي

باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية

[email protected]

MSHD999 @