الأربعاء 05 نوفمبر 2025 م - 14 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

حركتان فـي تاريخ النهضة العمانية

حركتان فـي تاريخ النهضة العمانية
الأحد - 02 نوفمبر 2025 11:54 ص

أ.د. محمد الدعمي

20


لا بُدَّ لِمَن يرنو للاضطلاع بتورخة سلطنة عُمان المعاصرة أو الحديثة أن يلاحظَ بأنَّ أهمَّ ظاهرة في هذا التاريخ هي «النهضة العُمانيَّة» ولا مناص من رصد حركتين في قصَّة هذه النهضة (1) حركة الانطلاق والتأسيس (بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد (رحمه الله وطيَّب ثراه)، و(2) حركة التواصل والتجديد بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ (تاريخ تولِّي مقاليد الحُكم 11 يناير 2020).

وتأسيسًا على ما تقدَّم، نرصد حركة النهضة بمقاييس التورخة الحقَّة الَّتي تباشر منذ بدايات سبعينيَّات القرن الماضي، حيثُ طوَى العُمانيون الأشاوس صفحات التخلف والرجوعيَّة بضمن جهد جهيد يتوثب إلى تدشين عصر جديد لا يردم فجوات الماضي بعلَّاته وأمراضه على نَحْوٍ متعامٍ فقط، بقدر ما يحاول الإفادة من عناصر قوَّة هذا الماضي على طريق المراجعة والترميم والتصحيح، وزيادة على ردم الفجوة بَيْنَ المرحلتين؛ كيْ لا يكونَ «التاريخ الجديد» منقطع الجذور، بل أرادوه تاريخًا ويصنع التاريخ على طريق بناء المستقبل بروح متفائلة متطلعة إلى كُلِّ ما هو أفضل.

وإذا كانت هذه مرحلة تأسيسيَّة قد حقَّقتْ نجاحًا يشهد له القاصي والدَّاني، فإنَّ المرحلة التالية الَّتي تبدأ بتوَلِّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحُكم، قد انطلقت بعنفوان العُمانيين الأشاوس نَحْوَ إكمال المَسيرة المظفَّرة؛ إذ يكُونُ كُلُّ يوم جديد بمثابة بداية جديدة بزخم نخبوي قيادي وشَعبي منقطع النظير، زخم يُعلي البناء ويُديمه عَبْرَ ساحات البناء والصناعة والزراعة والتربية والتعليم، ناهيك عمَّا تشهده سلطنة عُمان اليوم من تقدُّم في مجالات الدفاع والاستعداد العسكري المتواشج بقوَّة غير قابلة للانفصام بخصوصيَّة عسكريَّة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ودفعِ الشَّاب الواعد والمُخلص صاحب السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد (حفظه الله).

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي