يُمثِّل انطلاق النسخة الثالثة من البطولة الآسيويَّة لمناظرات الجامعات باللُّغة العربيَّة، والَّتي تستضيفها سلطنة عُمان، فرصة مهمَّة لتعزيز الحوار القائم على الاحترام والفكر المستنير مع تطوير مهارات الشَّباب في التعبير والجدل البنَّاء، ويغرس فيهم قِيَم الحوار القائم على الاحترام والفكر المستنير، كما أنَّه يُعزِّز من حضور اللُّغة العربيَّة كلُغة نقاش في قضايا معاصرة، ما يُسهم في ترسيخ مكانتها كلُغة للمعرفة والتفكير النقدي، وليس فقط لُغة تراث وثقافة.
كما أنَّ مشاركة (40) مؤسَّسة تعليميَّة من (18) دولة آسيويَّة و(145) متناظرًا تخلق بيئة فكريَّة غنيَّة بالتنوع الثقافي وتعدُّد الخلفيَّات. هذا التنوع يُعزِّز قدرة الطلبة على فهمِ الآخر وتقبُّل الاختلاف، كما يرسِّخ مبدأ أنَّ قوَّة الحجَّة والمنطق هما أساس الإقناع وليس الانحياز أو التعصب. فالاحتكاك بَيْنَ الطلبة من دول مختلفة يوسِّع الأُفق، ويشجِّع على تبادل الخبرات، ما يحوِّل البطولة إلى منصَّة للتواصل الحضاري بَيْنَ شعوب آسيا.
وهذه البطولة ليست مجرَّد منافسة أكاديميَّة، بل هي مشروع حضاري هدفه تمكين الشَّباب من أدوات النقاش الهادئ والمسؤول، وترسيخ قِيَم التسامح والاختلاف الإيجابي، وتعزيز مكانة اللُّغة العربيَّة في الفضاء الأكاديمي العالمي.
المحرر
