 
                    أعتقد إذا بقينا ننتظر تأمّين فرص عمل من خلال استثمارات او مشاريع جديدة نحتاج إلى فترة زمنية طويلة، فقائمة انتظار الباحثين عن عمل تتزايد سنويا 60 ألفا ثم 80 الفا، والآن قرابة 100 ألف، ولعل مع نهاية العام القادم نصل إلى 120 ألف باحث عن عمل، في ظل وضع اقتصادي يحتاج إلى فترة من الوقت حتى يقوى على استيعاب هذا العدد، وبالتالي لابد من البحث عن بدائل عملية بعيدة عن مسألة الوظيفة، أرى أن تنطلق من الجامعات والكليات من خلال تشجيع الطلبة على انشاء كيانات مؤسسية، أو مؤسسات صغيرة لمجموعات منهم وفق التخصصات المهنية او الإدارية التي يدرسونها، فعلى سبيل المثال ان تكون في كل جامعة او مؤسسة منطقة تجارية وصناعية مصغرة في محيطها، تخدم مجتمع الطلبة ومفتوحة على أفراد المجتمع لضمان الاستمرارية، تشتمل على ورش صيانة وإصلاح مركبات وأجهزة إلكترونية وكذلك بيع المواد الغذائية والكماليات، وبالتالي يصبح ذلك مشروعا استثماريا يخدم الجامعة او الكلية والطلبة والمحيط المجتمعي.
العملية تحتاج قرارات، سبق وان طبقت في بعض معاهد التدريب المهني الحكومية، وتمت ادارتها من قبل الطلبة نجحت، لكن ربما هناك من لم يرد لها النجاح، لعل في ذلك الوقت القرار لم يكن بالقوة التي تستطيع ان تتخطى ذلك التحدي، نعم هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحاول جاهدة لدعم مشروعاتها، لكن ليس باستطاعتها التعامل على الأقل مع %10 من هذا العدد، لذا لابد من قنوات اخرى مساندة تدعم هذا التوجه عبر بناء مؤسسات صغيرة بدءًا من مقاعد الدراسة، فلو اخذنا على سبيل المثال مجتمع الطلبة في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط، عدد الطلبة فيها ربما يتعدى 12 الف طالب، فضلا عن المجتمع المحيط بها، فلماذا لا يكون على طول جدار الجامعة ورش ومحلات تقوم بهذا الدور، وقس على ذلك باقي الجامعات والكليات في محافظات سلطنة عمان المختلفة؟.
نعم هناك خطط واستراتيجيات تضعها الحكومة في هذا الاتجاه إلا اننا نحتاج أيضا إلى المزيد من الإرادة والإصرار والعزيمة لاظهار جودة ومهارات شبابنا وقدرتهم على العمل والإنتاج، فالاقتصاد لا يبنى إلا من خلال مثل هذه المؤسسات الأكثر قدرة على توفير الفرص وخدمة المجتمع، إذاً فلنبدأ كمؤسسات تعليم عال في إطلاق هذا المبادرة، وأعتقد جازما ان الحكومة ستكون داعما في تسهيل تحقيق ذلك من خلال الاجراءات او حتى الدعم المالي.
طالب بن سيف الضباري
 
                    