الخميس 30 أكتوبر 2025 م - 8 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

النادي الثقافـي ينظم الملتقى الثقافـي الثالث بولاية مقشن

النادي الثقافـي ينظم الملتقى الثقافـي الثالث بولاية مقشن
الاثنين - 27 أكتوبر 2025 02:01 م
20


مقشن ـ العُمانية: بدأت أولى المراحل الأدبية للملتقى الثقافي الثالث بولاية مقشن بمحافظة ظفار، الذي ينظمه النادي الثقافي حتى 18 نوفمبر المقبل، بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان.

ويأتي الملتقى عبر ثلاث مراحل أدبية وثقافية متعددة، بمشاركة مختلف شرائح المجتمع؛ بهدف التوسع في العمل الثقافي خارج الإطار التقليدي لمحافظة مسقط، وإيجاد فضاء تفاعلي يحتفي بالفكر والإبداع في عمق الجغرافيا العُمانية. كما يأتي الملتقى ضمن جهود النادي الرامية إلى إيجاد مساحات حوارية تجمع المثقفين والباحثين والمبدعين في بيئة تحتفي بالتنوع الأدبي والثقافي. وفي هذا السياق قال الدكتور محمد بن علي البلوشي، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي، متحدثًا عن ماهية العلاقة بين المركز و«الأطراف» في الثقافة، وضرورة تحقيق التوازن بينهما، وحضور هذه الجدلية في السياق العُماني، وما تعنيه اللامركزية الثقافية من منظوره الفكري. وقال: إن الحديث عن المركز والأطراف في الثقافة ليس جديدًا، لكنه اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل التحولات التي تشهدها المجتمعات الحديثة نحو إعادة توزيع الفعل الثقافي والمعرفي خارج المركز التقليدي. لقد كان المركز، عبر التاريخ، حاضنة الإنتاج الثقافي، بينما ظلت الأطراف مساحة للتلقي والاستهلاك، وأحيانًا للتأمل الصامت. غير أن ما تسعى إليه سلطنة عُمان اليوم هو تحقيق الانتشار الثقافي المتكافئ، بحيث لا تكون كبريات المدن وحدها مرآة المشهد الثقافي، بل تكون كل الجغرافيات شريكة في صناعته وبنائه؛ فالثقافة شبكة من العلاقات والمعاني، لا يمكن أن تختزل في جغرافيا واحدة أو مؤسسة واحدة. واليوم، تنظر سلطنة عُمان إلى اللامركزية الثقافية بصفتها ضرورة لضمان التوازن الثقافي والاستدامة المعرفية، وهما ركيزتان أساسيتان لرؤية «عُمان 2040» التي تسعى إلى تمكين المحافظات وتعميق حضور المجتمعات المحلية في صناعة التنمية بمختلف أبعادها، وفي مقدمتها البعد الثقافي.

وفي السياق ذاته تطرق إلى كيفية ربط هذا المفهوم النظري بفكرة الملتقيات الثقافية التي ينظمها النادي في المحافظات، مثل ملتقى مقشن الثقافي الذي يقام في هذه الأيام. وقال: إن الملتقيات الثقافية التي يقيمها النادي الثقافي في المحافظات ليست مجرد أنشطة تُقام خارج محافظة مسقط، بل هي إعلان رمزي عن انتقال الفعل الثقافي إلى فضاءات جديدة. عندما يقيم النادي هذا الملتقى في ولاية مقشن - تلك الولاية الواقعة على تخوم الربع الخالي- فإنه في الحقيقة لا ينقل الفعل الثقافي فحسب، بل يعيد توزيع إشراقات الثقافة على تخوم ومساحات جديدة من الأرض العُمانية المشرعة على الصحراء والبحر والجبل. ملتقى مقشن الثقافي هو جزء من هذا التحول في التفكير الثقافي. إنه محاولة للقول إن الثقافة تتشكل من تفاعل الناس مع بيئاتهم، مع لغاتهم اليومية، ومع رموزهم المحلية. نحن نؤمن أن الصحراء ليست فراغًا، بل هي نصٌّ مفتوحٌ على الذاكرة والجمال والتاريخ، ولهذا اخترنا لمقشن أن تكون مسرحًا للتجربة الثقافية، حيث تمتزج الفنون بالحكايات، والتاريخ بالبيئة، والهوية بالإبداع.

كما أشار خلال حديثه إلى الكيفية التي تم من خلالها تصميم برنامج الملتقى ليتوافق مع خصوصية مقشن وسياقها الاجتماعي والبيئي، وقال: لقد صُمم البرنامج وفق رؤية أخذت بعين الاعتبار الخصوصية الثقافية والبيئية والاجتماعية للولاية. نحن نتعامل مع كل ولاية كفضاء ثقافي له طبيعته المتفردة وصوته الخاص. في ولاية مقشن، تحضر ثيمة الصحراء بكل رمزيتها؛ الصحراء هنا ليست مجرد مكان، بل فضاء للتأمل والاستلهام. ولذلك تضم فعاليات الملتقى ورشًا فنية مستلهمة من الرمل والطين، وجلسات عن التنمية المستدامة للتراث الطبيعي والثقافي، وأمسيات شعرية تعبّر عن الروح البدوية الأصيلة.

وتضم بعض الحلقات الأدبية، وهي: «كيف تحكي حكايتك»، يقدمها الحكواتي أحمد بن ناصر الراشدي، ويتعلم من خلالها الناشئة مهارات فن الحكي وإعادة سرد الحكاية الشعبية شفويًّا، مع التطرق إلى أنواع الحكايات الشعبية ومواصفاتها وفن الحكواتي، وذلك لتنمية ذكائهم اللغوي وتمكينهم من توظيف خبراتهم اللغوية في التعبير عن ذواتهم في الحياة. وسيقدّم الراشدي عرضًا متنوعًا لحكايات شعبية، موظفًا تقنيات السرد الشعبي في سلطنة عُمان. كما سيقدّم التقني محمد العبري حلقة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحراء، ومن خلالها سيتم التعرف على الذكاء الاصطناعي وأنواعه، وكيفية الاستفادة منه في الحياة اليومية وفي صناعة المحتوى البصري، إضافة إلى بحث سبل توظيفه في بيئة الصحراء.