القدس المحتلة ـ «الوطن» ـ وكالات:
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في تقييم صادم للوضع الإنساني في قطاع غزة، إن مليون طفل عانوا من «أهوال يومية» في «أخطر مكان في العالم». وكشف المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدوار بيجبيدير عن توسيع نطاق الاستجابة لمواجهة المجاعة، مطالبًا بفتح جميع المعابر فورًا، في ظل إحصائيات كارثية عن الضحايا الأطفال. إلى ذلك وعلى الرغم من أن الدمار لا يقتصر على الحجارة والمنازل في القطاع، بل يمتد ليطول أحلام الناس البسيطة التي كانت تملأ زوايا الحياة، والتي أصبحت تحت الركام، إلا أن الأرواح التي سكنت تلك الأماكن لم تمت، ففي عيون الغزيين يظهر جليًّا وجع الفقد، لكنه يمتزج بإصرارٍ كبير على العودة من جديد. وفي الأسواق التي فتحت أبوابها، وفي وجوه الأطفال العائدين إلى بقايا مدارسهم، تتجلى حكاية شَعب يصرّ على استعادة ملامح الحياة، مهما اشتدت قسوة الظروف، هي محاولات يومية بسيطة لكنها عظيمة، تختصر معنى البقاء والتمسك بالأمل. وتتناثر الحكايات التي تشبه المعجزات، أمٌّ تفترش الأرض لتبيع بعض الخضراوات كي تعيل أبناءها، وشابٌّ يعيد فتح محلِّه الصغير الذي تهدَّم أكثر من مرة، وطلابٌ يعودون إلى مدارسهم يحملون دفاتر جديدة، وآباء يحاولون ترميم ما يمكن لإيواء عائلاتهم وبناء خيام تؤويهم .. تفاصيل صغيرة قد تبدو عادية في أماكن أخرى، ولكن هي في غزة إرادة جديدة للحياة، ورفض للموت والاندثار، فكل ابتسامة تُرسم وسط الركام، وكل صوت أذان يعلو من مسجد أعيد ترميمه، هو إعلان واضح أن هذه المدينة رغم الجراح لا تموت، بل تنهض من جديد مثقلة بالأمل والجراحات.
