كتب ـ سليمان الهنائي:
أعلنت الأكاديمية السُّلطانية للإدارة خلال المؤتمر الصحفي والذي أقامته في النادي الدبلوماسي عن بدء أولى الحلقات التفاعلية في رحلة المُبادرة الوطنية للفريق الحكومي الواحد، والتي تأتي في إطار تطوير ذهنية إحداث الأثر في العمل الحكومي وتهدف إلى التركيز على الدور المحوري للوظيفة العامة، وصولًا إلى الغاية الأسمى من الانضمام للفريق الحكومي الواحد. وحول المبادرة أوضح سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي، رئيس الأكاديمية السُّلطانية للإدارة،: إنَّ انطلاق الحلقات التفاعلية يُعدُّ مرحلة مهمة في رحلة المُبادرة الوطنية للفريق الحكومي الواحد، التي جاءت استجابةً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة العمل كمنظومة واحدة متكاملة، وتعزيز الأثر الإيجابي والفاعل للفرد ضمن بيئة العمل الحكومي.
وأشار سعادته إلى أن الأهمية الاستراتيجية لهذه الانطلاقة، والتي ستُشكل انعكاسًا لعمل الفريق الواحد ومواصلة إشراك المؤسسات المُستهدفة في جميع مراحل المُبادرة من التصميم إلى ما بعد التنفيذ. ونوَّه سعادته بأنَّ هذه المبادرة ستكون على مدى خمسة أعوام، تشمل جميع موظفي الجهاز الإداري للدولة بمختلف مستوياتهم الوظيفية، وستُنفذ في كافة محافظات سلطنة عُمان، انسجامًا مع توجهات اللامركزية، ودعمًا لمسار تمكين الإدارات المحليّة وسعيًا من الحرص الذي توليه سلطنة عمان لبناء نموذج وطني فريد في إدارة التغيير الحكومي، يمكن الاستفادة منه في مبادرات مستقبلية أكثر شمولًا. فيما أوضح هلال بن مظفّر الريامي رئيس فريق المبادرة الوطنية للفريق الحكومي الواحد، أنَّ انطلاق الحلقات التفاعلية للمبادرة يمثّل نقطة تحول محورية، إذ تلتقي فيها الأكاديمية بالدفعة الأولى من كوادرنا الوطنية المشاركة للإسهام في تنفيذ مضامين المبادرة، لافتًا إلى أنَّ الحلقة الأولى هي من أصل 100 حلقة ستعقد في العام الأول للمبادرة، فالحلقات صُممت لتكون مساحات فكرية هدفها الأساسي تحقيق المواءمة بين الأهداف الشخصية والمؤسسية.
وقال: حلقة اليوم الواحد هي إحدى المكونات التي تتكامل مع العناصر الأخرى للمُبادرة مثل «برنامج تدريب المُيسرين» وحملة اتصالية وطنية ضمن عنصر «الإعلام والتواصل» و»قياس الأثر» بشكل مستمر للتقييم وتحديد مجالات التحسين، كما ستتضمن المُشاركين فيها ورؤساء الوحدات المشاركة والمُيسرين والمجتمعات الإعلامية الداعمة، بالإضافة إلى 57 سفيرًا من المؤسسات المستهدفة الذين سيسهمون في إدماج مضامين المُبادرة في العمل اليومي بجهات عملهم، والتأكد من استمرارية رحلة المُشارك مع المُبادرة بعد حضوره حلقة اليوم الواحد. وبيَّن أنَّه سيشارك في السنة الأولى من المبادرة 5000 موظف من 19 وحدة حكومية من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، وسيشمل نطاق تنفيذها محافظات مسقط وظفار ومسندم وشمال الباطنة، على أن تشمل في أعوامها القادمة والتي ستمتد لخمسة أعوام جميع موظفي الجهاز الإداري للدولة بكافة المستويات الإدارية المختلفة. ووضَّح أنَّ المبادرة ترافقها خطة دقيقة لقياس الأثر، تشمل استبانات ومقابلات ومؤشرات أداء للمشاركين والمؤسسات، إضافة إلى رصد إعلامي نوعي لقياس مستوى التفاعل المجتمعي، وتحليل المخرجات لصياغة تقارير استراتيجية تُرفع إلى الجهات ذات العلاقة وصنّاع القرار. وقد طُورت المبادرة الوطنية للفريق الحكومي الواحد بناءً على مخرجات جلسات بؤرية موسّعة شملت مختلف المستويات الوظيفية، وبينما اعتمدت على علم السلوك وأفضل الممارسات العالمية، إلا أنَّ الأكاديمية اتبعت منهجًا معتمدًا على القيم العُمانية والسمت العُماني، فيما صُممت ورشة اليوم الواحد لتكون تجربة متكاملة مبنية على علم السلوك، مع مراعاة تخصيص المحتوى للفئات المستهدفة المختلفة. ويُشارك في العام الأول من المبادرة موظفون من مختلف المستويات الإدارية، تمّ ترشيحهم من قِبل 19 وحدة حكومية.
