القدس المحتلة ـ عواصم ـ«الوطن» ـ وكالات:
أفادت مصادر ميدانية، صباح أمس بتجدد القصف المكثف من دبابات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة. وأوضح شهود أن دوي القصف المدفعي سمع بكثافة في المناطق الحدودية، ما أثار حالة رعب واسعة بين السكان خصوصاً في الأحياء القريبة من الشريط الحدودي. وذكر الشهود أن حركة المدنيين في المناطق الشرقية أصبحت محدودة للغاية، حيث لجأ كثيرون إلى ملاجئ آمنة أو إلى منازلهم المحصنة تجنباً للتعرض للقصف. يأتي ذلك فيما يبحث وفد من حركة حماس مع مسؤولين مصريين في القاهرة «الحوار الفلسطيني» الذي تعتزم مصر استضافته والهادف إلى البحث في مستقبل غزة بعد الحرب. وأوضح مصدر مطلع أن وفد حماس سيعقد خلال اليومين المقبلين لقاءات مع المسؤولين المصريين تتعلق بالحوار الفلسطيني الفلسطيني الذي سترعاه مصر قريبا.
وأشار إلى أن الحوار يهدف إلى توحيد الجسم الفلسطيني، ومناقشة القضايا الرئيسية المهمة بما في ذلك مستقبل غزة، وتشكيل لجنة الكفاءات المستقلة التي ستتولى إدارة القطاع، مشيرا إلى أن حماس تعهدت للوسطاء بتمكين لجنة الكفاءات المستقلة.
من جانبه أكد خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض لحركة حماس التزام الحركة والفصائل الفلسطينية بالمضي في اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة حتى النهاية، مشددًا على أن الإرادة الدولية والتظاهرة التي حدثت في مصر ترعى هذا الاتفاق وتضمن صموده.
وتوجه القيادي خليل الحية، في مقابلة مع القاهرة الإخبارية بالتحية إلى الشعب الفلسطيني، خاصة سكان غزة، الذين صبروا وثبتوا رغم قصف حمم براكين المتفجرات والصواريخ”.
وقال: نحن والفصائل الفلسطينية ملتزمون به، لأننا نرى فيه كل الخير بانتهاء هذه الحرب، وأن يعود الشعب بطمأنينة كباقي شعوب العالم، مضيفا: كلنا يقين وتصميم وعزم على المضي في هذا الاتفاق حتى نهايته.
وأشار إلى جدية الحركة في استخراج وتسليم كل الجثامين كما ورد في الاتفاق، وقال: ليس لنا أي مطمح أو رغبة في أن يبقى أحد، ليعود جثامينهم إلى ذويهم، ويعود شهداؤنا إلى ذويهم أيضًا.
ونبه إلى وجود صعوبة بالغة في تسليم جميع الجثامين “لتغيّر طبيعة الأرض ووجود بعضها تحت الركام”، وهو ما يتطلب “وقتًا ومعدات كبيرة”، لكنه أكد مواصلة الجهود حتى إنهاء هذا الملف كاملًا.
وعبر القيادي الفلسطيني عن أمله في زيادة كمية المساعدات إلى قطاع غزة وأن تفي بحاجة الناس، داعيا الوسطاء إلى بذل المزيد من الجهد لزيادة المساعدات، خاصة في شق الإيواء والمستلزمات الطبية قبيل فصل الشتاء.
وفي السياق أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أخطرته باستلام نعش من حركة حماس في جنوب قطاع غزة، يُرجح أنه يحتوي على جثة محتجز قُتل.
من جانب آخر نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هناك قلقا داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من احتمال انسحاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
وأضافت الصحيفة أن الاستراتيجية الحالية هي محاولة نائب ترامب وستيف ويتكوف وجاريد كوشنر منع نتنياهو من استئناف الحرب.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب يعتقد حاليا أن قادة حماس مستعدون لمواصلة المفاوضات بحسن نية، وأن الهجوم على الجنود نفذته عناصر غير ملتزمة بتعليمات حركة حماس. كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله إن ويتكوف وجاريد كوشنر يقران بأن الوضع حساس للغاية وإن اتفاق غزة معرض لخطر الانهيار.