الجمعة 24 أكتوبر 2025 م - 2 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

الحرب لم تغادر حياة الغزيين

الثلاثاء - 21 أكتوبر 2025 12:02 م
20

القدس المحتلة ـ «الوطن»:

رغم مرور 9 أيام على دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ، إلا أن الحرب لم تغادر حياة الغزيين بعد.

فما زالت رائحة الركام تعبق في الأزقة، وما زال الناس يواجهون معارك يومية من أجل البقاء، وسط فقرٍ مدقع، وانعدامٍ للأمن الغذائي، ونزوحٍ متواصل يثقل كاهل أكثر من مليوني إنسان يبحثون عن مأوى وحياة كريمة في أرض أنهكها الحصار والدمار. ولم تكتف الحرب بإزهاق عشرات الآلاف من الأرواح، بل سلبت من بقي حيًّا أدنى مقومات العيش، مئات الآلاف من الأسر لا تزال تعيش في خيام مؤقتة أو مدارس مهدمة جزئيًا، دون كهرباء كافية أو مياه نظيفة، في ظل ندرة فرص العمل وانهيار شبه كامل للبنية الاقتصادية. يقول سامي النجار، وهو نازح من حي الزيتون، إن الحياة بعد الحرب أصبحت أصعب من زمن القصف نفسه: “كنا نظن أن توقف الصواريخ سيجلب الراحة، لكننا اكتشفنا أن الحرب تركت فينا جوعًا وخوفًا لا ينتهي. اليوم لا نعرف كيف نطعم أطفالنا، ولا نملك ثمن الخبز إلا بشق الأنفس”. في شوارع غزة، تتكدس الطوابير أمام نقاط توزيع المساعدات القليلة، العائلات تنتظر وجبة ساخنة من تكايا الإغاثة، بينما الأسواق شبه خالية من المواد الغذائية الأساسية.

الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمنع إدخال كثير من الأصناف الحيوية، كاللحوم والدواجن والبيض والخضروات الطازجة، ويُبقي على مواد محدودة لا تسد رمق الناس ولا توفر لهم تنوعًا غذائيًا يحميهم من الأمراض.

تقول أم وسيم، وهي أم لخمسة أطفال أنها تطهو العدس والرز يومًا بعد يوم، “لأننا لا نملك غيرهما. لم نرَ الخضار منذ أسابيع، ولا نستطيع شراء الفواكه حتى لو وُجدت، فأسعارها تضاعفت ثلاث مرات”.

ورغم القسوة، يتمسك الغزيون بالأمل. في خيامهم وأزقتهم، تُسمع قصص صمودٍ لا تنتهي. أمهات يخبزن على النار رغم قلة الدقيق، وشبانٌ يحاولون إصلاح ما تبقى من بيوتهم بأيديهم، وأطفال يرسمون على الجدران أحلامهم الصغيرة عن وطنٍ بلا حرب ولا جوع.

يقول الشاب أيهم العمور، وهو من سكان دير البلح: “نحن لا نطلب المستحيل، فقط أن نعيش كبقية البشر. نريد بيتًا آمنًا ووجبة طعام كريمة، وسماء لا تمطر ناراً.