تُشكِّل العمالة السَّائبة في سلطنتنا الحبيبة أحَد أبرز التحدِّيات الَّتي تسعى حكومتنا الرشيدة بمختلف أجهزتها الأمنيَّة للتصدِّي لها بكُلِّ قوَّة وحزم، والتخفيف من وطأة آثارها السلبيَّة في الفرد والمُجتمع.. وهذا ما عرفناه ولامسناه.. ونحن نعلم أنَّ الأجهزة الأمنيَّة والجهات المعنيَّة تبذل قصارى جهدها للتصدِّي لتلك العمالة السَّائبة بكُلِّ قوَّة للتخفيف من وطأة آثارها السلبيَّة على المُجتمع العُماني.
ونحن كمواطنين من واجبنا أن نتكاتفَ جميعًا في مواجهة تلك الظاهرة، وأن لا نكُونَ عونًا لهم ومساندتهم؛ حفاظًا على سِمة الأمن والأمان المترسخة فينا.. حفظ الله عُماننا من كُلِّ مكروه.
شارع رقم (3050) في منطقة الصاروج، ومناطق أُخرى كالعذيبة والغبرة والسيب، مرتع هذه العمالة السَّائبة (عاملات إفريقيَّة) غير نظاميَّة تعيش وتتجمع وتأتي إلى هذا المكان بشكلٍ يومي وهي تسعى إلى إيجاد مصدر دخل من خلال أعمال متفرقة يوميَّة، وهو ما يُشكِّل خطورةً على الأمن العام.. فالوضع أصبح مخيفًا والضَّرر الأكبر يقع على أصحاب البيوت القريبة من شارع (3050) في منطقة الصاروج.. (موثَّق بالصوَر)
الإخوة في شُرطة عُمان السُّلطانيَّة ووزارة العمل، عَلَيْنا أن نكُونَ واضحين.. فالعامل الأجنبي لا يدخل إلى بلدنا بطريقة غير شرعيَّة من خلال حدود تصعب مراقبتها كما يحدُث في بعض البلدان أو يهبط من السماء، وإنَّما عَبْرَ المطار وفْقًا لتأشيرة استقدام نظاميَّة على كفالة مواطن أو شركة.
إذًا ما الَّذي يحدُث بعد ذلك؟ ومن أين جاءت كُلُّ هذه الأعداد من العمالة السَّائبة؟ ولماذا عِندَما ينتهي عَقْد هذا العامل لا نُعِيده إلى بلاده بذات الطَّريقة الَّتي أحضرناه بها معزَّزًا مُكرَّمًا؟ أعتقد أنَّ الإجابة عن هذا السؤال بداية الحل في هذا الملف.
الإخوة الأعزاء في الجهات المعنيَّة: هل نحن بحاجة إلى هذا العامل أساسًا؟ أم أنَّنا أحضرناه لبلدنا عُمان لِنبيعَه سجلًّا تجاريًّا أو تأشيرة عمل أو تأشيرة زيارة أو سياحة ثم نتبرأ منه؟ نحن نريد من العامل الأجنبي أن يلتزمَ بالتعليمات، وأن يكُونَ مُقِيمًا صالحًا.. وهذا حقُّنا عَلَيْه. لا نريده أن يسرحَ ويمرحَ بَيْنَ الحارات والبيوت، ويتمركز ويعيش ويزعج النَّاس وأصنع مِنْه قنبلةً موقوتة.
نطالب السُّلطات ولِمَن يهمُّه الأمر بزيارة هذا الموقع، وبتطبيق قوانين صارمة ورادعة حيال سلوكيَّات سلبيَّة ممارَسَة من قِبل العمالة السَّائبة الآخذة في الازدياد.. محذِّرين من مخاطرها الكارثيَّة على النَّسيج المُجتمعي المحلِّي على أصعدة السَّكن والصحَّة والاقتصاد والثَّقافة وغيرها.
اللَّهُمَّ احفَظْ بلادنا من كُلِّ سُوءٍ ومَكْرُوهٍ، وأدِمْ عَلَيْنا الأمن والأمان والاستقرار.
دعوة:
العمالة السَّائبة تُشكِّل خطرًا على المُجتمع.. يتطلب من الجميع التعاضد والوقوف صفًّا واحدًا لمحاربة هذه الظاهرة الخطرة.
محمد الكندي
كاتب عماني