الأحد 19 أكتوبر 2025 م - 26 ربيع الثاني 1447 هـ
أخبار عاجلة

فريق عماني يتمكن من توثيق البنية الوراثية والتنوع الجيني للغزال العربي

فريق عماني يتمكن من توثيق البنية الوراثية والتنوع الجيني للغزال العربي
الأحد - 19 أكتوبر 2025 03:28 م

مسقط ـ العُمانية: تمكّن فريقٌ بحثيٌّ بسلطنة عُمان من توثيق البنية الوراثية والتنوع الجيني للغزال العربي (Gazella arabica) في مراكز الإكثار بسلطنة عُمان من خلال دراسة علمية شاملة في مجلة Zoology in the Middle East. وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها نقلة نوعية في مجال صون الحياة الفطرية وإدارة الموارد الوراثية في سلطنة عُمان، حيث سيسهم في توفير قاعدة بيانات دقيقة تدعم خطط الحفاظ على أنواع الحيوانات البرية خاصة المهددة بالانقراض.

واعتمدت الدراسة التي قام بها فريق مشترك من هيئة البيئة ومركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة السُّلطان قابوس على تقنيات تحليل جيني متقدمة شملت تسلسل الحمض النووي للميتوكوندريا (mtDNA)، وخاصة جين السيتوكروم b والمنطقة المتحكمة (CR)، إلى جانب واسمات نووية دقيقة (Microsatellite DNA) لتحليل البنية الوراثية لـ65 عيّنة من الغزال العربي جمعت من ثلاثة مواقع رئيسة للإكثار والحماية في سلطنة عُمان هي: حديقة السليل الطبيعية بمحافظة جنوب الشرقية، ومركز إكثار وتأهيل الحياة الفطرية بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، ومحمية المها العربية بمحافظة الوسطى.

وأظهرت النتائج أن جميع العيّنات تنتمي بوضوح إلى نوع الغزال العربي، كما بيّنت وجود تنوع جيني مرتفع داخل المجموعات الثلاث مع تدفق وراثي جيد فيما بينها شملت عمليات إكثار الغزال العربي داخل الأسر وإعادة الإطلاق للحياة البرية، وهو ما يعد مؤشرًا حيويًّا يعزز قدرة هذه القطعان على التكيف ومقاومة الأمراض والمخاطر البيئية.

وكشفت الدراسة عن أن التحليلات النووية مستوى تمايز وراثي ضعيف إلى متوسط بين المجموعات، ما يؤكد إمكانية استخدامها مجتمعة لدعم برامج إعادة الإطلاق دون زيادة خطر التزاوج الداخلي أو فقدان التنوع الحيوي.

وتوفر هذه الدراسة أساسًا علميًّا متينًا لإدارة وحماية الغزال العربي في سلطنة عُمان، وتساعدنا في بناء برامج إعادة إطلاق فعّالة ومستدامة والحفاظ على التنوع الجيني الذي يشكّل خط الدفاع الأول ضد المخاطر البيئية والأمراض، وتتيح النتائج أدوات علمية دقيقة لدعم برامج الصون، وتُمكن من تتبع الأصول الوراثية للقطعان المحلية والمصادرة، ما يسهم في مكافحة الصيد غير المشروع وحماية الثروة الطبيعية الوطنية. وتمثل هذه الدراسة نموذجًا ناجحًا لتكامل العمل البحثي يعكس قدرة الكفاءات العُمانية على إنتاج معرفة علمية تُوظَّف مباشرة لخدمة استدامة الموارد الطبيعية والأحياء الفطرية.

وقال الباحث زاهر بن سالم العلوي من هيئة البيئة إن الدراسة توفر أساسًا علميًّا متينًا لإدارة وحماية الغزال العربي في سلطنة عُمان، وتساعدنا في بناء برامج إعادة إطلاق فعّالة ومستدامة والحفاظ على التنوع الجيني الذي يشكل خط الدفاع الأول ضد المخاطر البيئية والأمراض. وأضاف أن النتائج تمنح صانعي القرار أدوات علمية دقيقة لدعم برامج الصون، وتُمكن من تتبع الأصول الوراثية للقطعان المحلية والمصادرة، ما يسهم في مكافحة الصيد غير المشروع وحماية الثروة الطبيعية الوطنية، مشيرا إلى أن المشروع يمثل إنجازًا نموذجًا ناجحًا لتكامل العمل البحثي مع الخطط الوطنية، يعكس قدرة الكفاءات العُمانية على إنتاج معرفة علمية رصينة تُوظَّف مباشرة لخدمة استدامة الموارد الطبيعية والأحياء الفطرية.

فريق عماني يتمكن من توثيق البنية الوراثية والتنوع الجيني للغزال العربي
فريق عماني يتمكن من توثيق البنية الوراثية والتنوع الجيني للغزال العربي