الأحد 19 أكتوبر 2025 م - 26 ربيع الثاني 1447 هـ
أخبار عاجلة

المرأة العمانية فـي مخاض النهضة

المرأة العمانية فـي مخاض النهضة
الأحد - 19 أكتوبر 2025 11:50 ص

أ.د. محمد الدعمي


لا يراودني الشك للحظة واحدة في أنَّ أيَّ مراجعة وتقييم لتجربة النهضة العُمانيَّة يوجب على المهتم ملاحظة واعتماد الخطوات الواسعة والسريعة الَّتي حققتها المرأة العُمانيَّة مذ انطلاق مسيرة النهضة على یدي القائد المؤسِّس، المغفور له السُّلطان قابوس بن سعيد (رحمه الله وطيَّب ثراه)، ثم على يدي القائد المطوِّر والمُجدِّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (حفظ الله ورعاه). والحق، فمنذ أن كنتُ أشاهد طالبات الجامعة العُمانيَّات وهنَّ يعملن بمثابرة وجِد من أجل إكمال دراستهنَّ وتحصيلهنَّ العلمي في الجامعات الأردنيَّة بَيْنَ عامي 2006 و2007، تيقنتُ بأنَّ النهضة العُمانيَّة في تقدُّم وازدهار مطمئنين لأنَّها نهضة لم تتجاوز نصف المُجتمع العُماني المتنوع الجميل، ذلك المُجتمع المتوثب إلى الأعالي على نَحْوٍ متوازن خالٍ ممَّا شاب بعض مُجتمعات الدول الأخرى من إشكالات وتحاملات قادت إلى خفض الاهتمام بالمرأة وبحقوقها وشؤونها، وهي من الشروط المسبقة لأيّ نهضة حقة مهما كانت عَبْرَ عالمنا اليوم: فلا يُمكِن لأيِّ قيادة بعيدة النظر أن تتجاوز النصف الجميل من المُجتمع في عنفوان عمليتي التقدم والتطور: لذا تجد المرأة العُمانيَّة (إذا ما تحققت أُمنيتك بزيارة هذه السلطنة الزاهرة) وهي تكدح في زراعة الأرض، وفي إدارة المعامل والصناعة الناشئة عَبْرَ أجزاء هذه السلطنة الواعدة. إنَّ المرأة العُمانيَّة لم تتخلف في مواكبة ركب التقدُّم الوطني والقومي منذ انطلاق النهضة حتَّى يومنا هذا. لذا تجدها طبيبة ومهندسة، مزارعة وعاملة، موظفة ومعلمة في مدرسة أو أو مكتب أو كُليَّة، تجدها متوثبة للتشبُّث بأقباس السَّيدة الجليلة (حفظها الله)، حرم جلالة السُّلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه)، إذ استحالت إلى نموذج مشحون بالمعنى والضياء والثراء، أمثولة تدعم تقدُّم المرأة ولا يكبحه، يشيعه ولا يغمره تحت الرماد: فتحيَّة للمرأة العُمانيَّة الرائدة يوم عيدها المشحون بالمَحبَّة والكرم والرحمة والصبر والإيمان.

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي