تعكس اللقاءات الأخويَّة الَّتي تجمع حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم وأخاه صاحب السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ـ حفظهما الله ورعاهما ـ عُمق الروابط التاريخيَّة بَيْنَ البلدينِ، وتجسِّد روح الأخوَّة الخليجيَّة القائمة على الثِّقة والاحترام ووحدة المصير. واللقاء الَّذي جمع جلالته وسُموَّ أمير الكويت في قصر البركة العامر يُعبِّر عن امتداد طبيعي لمسارٍ من التواصل المستمر والتفاهم المشترك، حيثُ تتلاقى الإرادتان العُمانيَّة والكويتيَّة في دعم الاستقرار وتعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسيَّة والاقتصاديَّة، وتبرز في هذا الإطار خصوصيَّة العلاقة بَيْنَ البلدينِ اللَّذينِ اختارا طريق الحكمة والتوازن، مؤمنينِ بأنَّ الحوار هو السبيل الأنجع لصون الأمن الخليجي وترسيخ قِيَم التعاون العربي. كما يؤكِّد هذا اللقاء أنَّ العلاقات الثنائيَّة بَيْنَ البلدينِ تُمثِّل نموذجًا في الوعي الدبلوماسي الخليجي، وشراكةً في الرؤية والمبدأ والمصير.
وتأتي الزيارة الخاصَّة لسُموِّ الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة إلى سلطنة عُمان لِتجسِّدَ عُمق الروابط الأخويَّة الَّتي تجمع البلدينِ، وتُعبِّر عن استمرار التواصل الصَّادق بَيْنَ قيادتَيْهِما الحكيمتَيْنِ. فاللقاء الَّذي جمع سُموَّه بحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم يؤكِّد أنَّ العلاقات تترسخ على قاعدة من الثِّقة والتكامل، وتخطو بثبات نَحْوَ ترسيخ الشراكة الثنائيَّة في مختلف المجالات السياسيَّة والاقتصاديَّة والاستثماريَّة، وتُمثِّل هذه الزيارة دفعةً جديدة لمسار التعاون الخليجي القائم على المصالح المشتركة والتفاهم الهادئ، حيثُ تتقاطع أهداف رؤية «عُمان 2040» مع رؤية «الكويت 2035» في بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والاستدامة، ما يجعل التنسيق بَيْنَ البلدينِ ركيزةً لتكامل استراتيجي طويل المدى يُعزِّز مكانة البلدينِ كمحورٍ للنُّمو والابتكار في المنطقة.
وتُعبِّر العلاقات العُمانيَّة ـ الكويتيَّة عن حالة نادرة من الانسجام السياسي والدبلوماسيَّة الهادئة الَّتي صنعتْ لنفسَيهما مكانة خاصَّة في المشهد الخليجي والعربي، إذ يجتمع البلدانِ على رؤية واحدة تُعلي من شأن الحوار وتقدِّم الحكمة على الصدام، وتؤمن بأنَّ التوازن هو الضمانة الأهم لاستقرار المنطقة، كما يظهر هذا التناغم في مواقف البلدينِ من مختلف القضايا الإقليميَّة، حيثُ تتقاطع سياستهما الخارجيَّة في دعم الحلول السلميَّة واحترام سيادة الدول، والإسهام في تقريب وجهات النظر. فالمسار الَّذي اختطته عُمان والكويت يقوم على العمل بصمتٍ وإحداث أثَرٍ عميق بعيدًا عن ضوضاء الشعارات، وهو ما جعل اسمَي البلدينِ يقترنان دائمًا بالوساطة الإيجابيَّة والمواقف المتزنة، كجسرٍ للحوار وصوتٍ للعقلانيَّة في زمن الانقسام.
إنَّ مِثل هذه الزيارات الأخويَّة تعكس روح القرب الإنساني بَيْنَ الشَّعبَيْنِ العُماني والكويتي، إذ تقوم العلاقات بَيْنَ البلدينِ على وشائج عميقة تتجاوز المصالح إلى تآلفٍ اجتماعي وثقافي يُعبِّر عن وحدة الشعور والمصير. فالتاريخ المشترك والمواقف المتبادلة أسَّسا لنموذج من التلاحم القائم على الاحترام والتقدير المتبادل، ما جعل الشَّعبَيْنِ يلتقيان في الرؤية ذاتها تجاه المستقبل، وفي الوقت ذاته تُشكِّل هذه الزيارات عامل دفع مهمًّا لمسار التعاون الثنائي، لأنَّها تُعِيد تنشيط قنوات التواصل المباشر بَيْنَ القيادتينِ وتفتح آفاقًا جديدة لتكامل السياسات التنمويَّة والاقتصاديَّة. ومع كُلِّ لقاء أخوي على هذا المستوى، تتجدد الثِّقة في أنَّ العلاقات الثنائيَّة تمضي بثبات نَحْوَ أُفق أرحبَ من العمل المشترك، قائم على الوعي بالمصالح الحقيقيَّة لدول المنطقة، وعلى الإيمان بأنَّ استقرار الخليج يبدأ من وحدة مواقفه وتماسك شعوبه حَوْلَ قِيَم الوفاء والإخاء.