الجمعة 10 أكتوبر 2025 م - 17 ربيع الثاني 1447 هـ
أخبار عاجلة

قمة الحديد والصلب 2025 تناقش تأمين المواد الخام وسلاسل الإمداد فـي ظل التحديات الجيوسياسية

قمة الحديد والصلب 2025 تناقش تأمين المواد الخام وسلاسل الإمداد فـي ظل التحديات الجيوسياسية
الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 11:39 ص
40

بحثت مستقبل تقنيات الاختزال المباشر والهيدروجين الأخضر


كتب ـ عبدالله الشريقي:

ناقشت قمة الصلب العربي 2025 التي استضافتها سلطنة عمان على مدى يومين، بتنظيم من الاتحاد العربي للحديد والصلب وشركة فالي في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، مستقبل تقنيات الاختزال المباشر والهيدروجين الأخضر، وتأمين المواد الخام وسلاسل الإمداد في ظل التحديات الجيوسياسية، والسياسات الحمائية في الأسواق العالمية، إضافة إلى تطوير الاقتصاد الدائري وتعزيز الابتكار في صناعة الصلب.

رعى افتتاح القمة معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وبمشاركة أكثر من 600 من المسؤولين والمستثمرين والخبراء يمثلون نحو ٣٠٠ شركة عالمية من ٢٠ جنسية مختلفة، إلى جانب أكثر من ٢٠ عارضًا من كبريات الشركات الصناعية العربية، وقرابة ٤٠ متحدثًا من الخبراء وصنّاع القرار وقادة الصناعة على المستويين العربي والدولي.

وتعد هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها سلطنة عُمان هذا الحدث الصناعي الأبرز في المنطقة، بما يعكس الثقة الدولية المتنامية في بيئة سلطنة عمان الاستثمارية وتطور بنيتها الأساسية الصناعية، ودورها المتنامي كمركز إقليمي للصناعات التحويلية والثقيلة. وتأتي هذه الاستضافة في مرحلة تشهد فيها صناعة الحديد والصلب العالمية تحولات هيكلية متسارعة، مدفوعة بالتحول نحو الإنتاج منخفض الانبعاثات وتزايد الطلب على المواد الأولية المستدامة، إلى جانب التحديات المرتبطة بالأسواق والرسوم الجمركية والتغيرات الجيوسياسية.

وتشكل القمة منصة فكرية وصناعية تجمع بين الرؤى الحكومية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية في حوار شامل حول مستقبل صناعة الحديد والصلب في المنطقة العربية، خلال جلسات حوارية رئيسية تناولت محاور استراتيجية تشمل رؤى قادة الصناعة العربية لمستقبل القطاع، وأمن الإمدادات وسلاسل القيمة، والسياسات الحمائية الجديدة، ودور الابتكار والتقنيات الحديثة في تعزيز التنافسية والاستدامة، إلى جانب جلسات متخصصة حول التحول البيئي والتكنولوجي في قطاع الصلب وبناء اقتصاد دائري يعتمد على إعادة التدوير والخردة الصناعية، بالإضافة الى تنظيم معرض متخصص سلط الضوء على أحدث التقنيات والمشروعات الصناعية في مجال صناعة الحديد والصلب.

وقال معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: يعد قطاع صناعات الحديد والصلب في سلطنة عُمان من أبرز القطاعات الصناعية الواعدة، إذ يسهم بنحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي، واستقطب استثمارات تُقدَّر بمليارات الدولارات، ويعمل في هذا القطاع مئات الكوادر الوطنية المؤهلة، فيما تشكل صادرات منتجات الحديد والصلب ما يقارب 40% من إجمالي الصادرات الصناعية لسلطنة عمان.

وأضاف في كلمته: بدأت سلطنة عُمان استعداداتها لهذه التحولات من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتشجيع المصانع على تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتطوير منظومة الحوافز لجذب الاستثمارات النوعية، فضلا على تعزيز المحتوى المحلي وإطلاق منصات رقمية لتسهيل بيئة الأعمال. مشيرا إلى أن صناعة الحديد والصلب لم تعد صناعة تقليدية، بل أضحت صناعة استراتيجية تقاس قدرتها بمدى إسهامها في خفض الانبعاثات الكربونية، واستجابتها لمتطلبات الاقتصاد الدائري، ومساهمتها في بناء سلاسل توريد مرنة وآمنة. مؤكدا أن سلطنة عُمان تدرك أن المستقبل سيكون للأمم القادرة على الجمع بين التنافسية الاقتصادية والاستدامة البيئية، ولذلك فإننا نفتح أبوابنا للاستثمار والشراكات التي تخدم هذه الرؤية. كما أن هذه القمة تشكّل منصة رائدة لتبادل الخبرات ومناقشة أفضل الممارسات في مجال تقنيات إنتاج الحديد الأخضر، والتكيف مع الحساسيات الجديدة في التجارة الدولية مثل آليات الكربون الحدودي، بما يعزز التكامل العربي ويمكّننا من صياغة موقف مشترك يحفظ مصالحنا ويضمن استدامة صناعتنا.

من ناحيته أوضح أحمد عز، رئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب أن انعقاد القمة في سلطنة عُمان يأتي ترجمة للتعاون الوثيق بين الاتحاد والدول الأعضاء لتعزيز مكانة الصناعة العربية في الاقتصاد العالمي، مشيدًا بالمستوى التنظيمي المتميز وبحضور أبرز المؤسسات والشركات العاملة في القطاع.

وتوقع أن تسهم مخرجات القمة في صياغة رؤية عربية مشتركة لتطوير صناعة الحديد والصلب، وتحديد أولويات العمل الصناعي العربي خلال المرحلة القادمة، بما يدعم أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة ويعزز موقع سلطنة عُمان كمركز إقليمي للصناعات المتقدمة ومحرّك رئيسي للنمو الصناعي في المنطقة.

من جهته أكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة أن استضافة سلطنة عُمان لقمة الصلب العربي 2025 تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات عميقة في سلاسل الإمداد والطاقة والتكنولوجيا، ما يفرض على الدول العربية تعزيز التكامل الصناعي وتبني استراتيجيات جديدة لمواكبة المتغيرات العالمية، واكد سعادته إن صناعة الحديد والصلب تمثل ركيزة أساسية في التنمية الصناعية، ودعامة رئيسية لمشروعات البنية الأساسية والطاقة والإنشاءات، مشيرًا إلى أن القمة تمثل فرصة مهمة لالتقاء المستثمرين في هذا القطاع، ومنصة للتعريف بالمزايا التنافسية للقطاع الصناعي في سلطنة عُمان، بما يسهم في جذب استثمارات نوعية تعزز من تنافسيته الإقليمية والدولية.

وقال: إن استضافة سلطنة عمان لهذا الحدث يؤكد المكانة التي وصلت إليها كمركز إقليمي للصناعات المعدنية، وبوابة لتجارة المواد الخام في المنطقة، وأضاف سعادته نحرص من خلال هذه القمة على فتح آفاق جديدة للتعاون العربي ـ العربي، وتكامل الجهود نحو صناعة صلب عربية أكثر كفاءة واستدامة، مستندة إلى الابتكار والتكنولوجيا الحديثة بما ينسجم مع توجهات سلطنه عمان نحو الاقتصاد الأخضر والحياد الكربوني.

كما أوضح المهندس خالد بن سليم القصابي مدير عام الصناعة في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن القمة تمثل فرصة فريدة لتبادل الخبرات ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه المنتجين العرب في ظل تقلبات الأسواق العالمية واشتداد المنافسة التجارية، وأفاد أن جلسات القمة ناقشت قضايا جوهرية مثل فائض الإنتاج العالمي والسياسات الحمائية الجديدة، وأمن إمدادات المواد الخام، ومستقبل تكنولوجيا الاختزال المباشر في ظل تغيرات أسعار الطاقة، كما تم تسلط الضوء على الدور المتنامي للبحث العلمي في تطوير حلول إنتاجية أكثر استدامة وكفاءة.

وجمعت الجلسة الافتتاحية مجموعة من كبار الرؤساء التنفيذيين في قطاع الصلب العربي والعالمي في حوار مفتوح حمل عنوان «رؤى قادة الصناعة لمستقبل الصلب العربي»، بمشاركة أحمد عز، رئيس شركة حديد عز ورئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب، وعبدالقادر المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة حدِيد، سعيد غمران الريميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل، والدكتور محمد الفقيه، رئيس مجلس إدارة شركة الحديد والصلب الليبية. وتناول الحوار أبرز التحديات التي تواجه القطاع في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، ومتطلبات التحول نحو إنتاج منخفض الانبعاثات، وأهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة لرفع كفاءة الإنتاج وتحسين القدرة التنافسية. وأكد المتحدثون على ضرورة تنسيق الجهود العربية لضمان تكامل سلاسل الإمداد وتعزيز استقرار الأسواق، إلى جانب الدور المحوري للحكومات في صياغة سياسات صناعية وتشريعية تشجع الابتكار والاستثمار طويل الأمد. كما تطرّق النقاش إلى أهمية تطوير الكفاءات الوطنية واستقطاب المواهب الشابة بما يضمن استدامة نمو الصناعة وتطورها في المرحلة المقبلة.

وتضمنت القمة معرض دولي مصاحب الذي يُعد منصة مهنية متخصصة لعرض أحدث التقنيات والحلول الصناعية في مجال الحديد والصلب، بمشاركة شركات ومؤسسات من داخل وخارج سلطنة عمان، حيث يهدف المعرض إلى تعزيز التواصل بين المستثمرين والموردين والمصنعين، وتسهيل عقد الشراكات الصناعية، وإبراز التطورات التقنية التي تسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق التحول نحو الصناعة منخفضة الانبعاثات.

قمة الحديد والصلب 2025 تناقش تأمين المواد الخام وسلاسل الإمداد فـي ظل التحديات الجيوسياسية
قمة الحديد والصلب 2025 تناقش تأمين المواد الخام وسلاسل الإمداد فـي ظل التحديات الجيوسياسية