السبت 05 يوليو 2025 م - 9 محرم 1447 هـ
أخبار عاجلة

ولنا كلمة : إعلانات فرص العمل

ولنا كلمة : إعلانات فرص العمل
السبت - 02 مارس 2024 06:09 م

طالب بن سيف الضباري

30

نتيجة لقلة المعروض من فرص العمل مقابل العدد الكبير من الباحثين عنه من المواطنين في مختلف الولايات، لاتزال الجهة المعنية بذلك تنتهج أسلوب الإعلان عن تلك الفرص عبر وسائل الإعلام المختلفة، من اجل إتاحة الفرصة للجميع للتنافس والوصول الى اختيار الأفضل من بين المتقدمين، الا ان ما يتبع حتى من آلية يمثل عبئا كبيرا على الباحثين عن عمل، وذلك من خلال عدم قياس حجم التوافق بين الفرص المعروضة والأعداد التي يتوقع أن تتقدم للمنافسة عليها؟ نعم ربما الجهة المعنية وأعني بها وزارة العمل ترى ذلك من باب الشفافية، إلا ان تلك الشفافية تعتبر احيانا عبر ما ينتهج بالإعلان عن فرص عمل لا تتعدى نصف عدد أصابع اليد الواحدة، ينظر اليها بانها لا تعدو ان تكون دعاية هدفها اضافة انجاز مصطنع على حساب معاناة الالاف من الشباب الباحثين عن عمل، فهل يعقل ان تكون فرصة واحدة او اثنتين، ويدعى اليها حوالي الف لاجراء الاختبار التحريري كمرحلة اولى، وعلى دفعات وطوال ايام الاسبوع واحيانا تصل إلى أسبوعين، فلماذا كل هذا الهدر في وقت الطرفين؟ الجهة القائمة على التحضير لهذه الاختبارات والباحثين عن عمل.

نعم الشفافية مطلوبة في طرح او عرض الفرص للباحثين عن عمل، إلا ان ذلك يجب أن يراعي فيه عدد من الأمور التي قد تؤثر سلبا على تقديم مثل هذه الخدمة، ولعل من أهمها عدد الفرص الذي يتناسب مع عدد من يتم دعوتهم من الباحثين للتنافس عليها، فليس من المعقول ان تكون هناك فرصة او فرصتين او حتى ثلاث فرص ويطلب الآلاف للتنافس عليها، فذلك يدخل ضمن الاثر او الانطباع غير الايجابي عن المجتمع وليس الباحث عن عمل فقط، فما كان يحدث في السابق هو تحديد سقف معين لكل فرصة عمل، فعلى سبيل المثال الفرصة الواحدة كان يحدد لها 10 باحثين، وبالتالي فان ذلك يعد منطقيا بدلا من دعوة المئات للتنافس عليها، والامر الآخر حجم الاحباط الذي يصاحب ذلك، من خلال ما يشعرون به وربما ليس صحيحا بان الفرصة قد رشح لها، وان ما يحدث من اجراء اختبارات او مقابلات لا يعدو إلا أن يكون مسرحية لتعزيز مصداقية التنافس.

لذا لابد من مراجعة مثل هذه الإعلانات التي اصبح أثرها السلبي اكثر من الإيجابي، وانعكاس ذلك على نفوس الباحثين عن العمل الذي مضى على بعض منهم سنوات، وهم ينتقلون من اختبار وظيفة إلى آخر والذي يسبق ذلك حالة من الطواري في محيط أسرهم، فضلا عن تلك المسافات التي يقطعونها لضمان تواجدهم في الوقت المحدد، الإعلان جهد مقدر من الجهة المعنية إلا أن المطالبة أن يكون هناك بين الفرصة الواحدة والعدد المطلوب نسبة وتناسب، وان يخطر من لا يوفق في الاختبار برسالة تفيد بذلك بدلا من ان يترك معلقا احيانا لأسابيع على أمل ان تكون تلك الفرصة التي تنافس عليها مع مئات الباحثين من نصيبه.

طالب بن سيف الضباري