على بُعد بضعة كيلومترات عن ولاية قريات وعلى مساحات شاسعة تتواجد أحواض بأمتار متعددة تختزن مستودعا طبيعيا للملح المكشوف تعرف بــ (خور الملح) القريبة من بلدة دغمر، حيث يجتمع الماء والملح والشمس على أحواض مقسمة إلى مربعات كل مربع منها يحمل مكنونا طبيعيا تبخر من الماء العذب خرج من الطبيعة تحتجزه الأحواض وتحوله إلى حبات الملح البيضاء.
خور الملح يعد من مصادر التنمية المستدامة من الممكن أن تدعم أصحاب المشاريع ورواد الأعمال في المنطقة من خلال تزويد المصانع بالملح النقي، حيث ان استخداماته نابضة ولا تتوقف بداية من المطابخ وصولا إلى المنتجات العلاجية والجمالية وغيرها الكثير لذا فإن استغلال هذا المورد لا بد أن يكون سريعا بسبب انتاجيته السريعة فكل اسبوعين يجف الماء في الأحواض لذا يرتفع حصاد الإنتاج الملحي الطبيعي في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما يزيد من انتاجه واستثماره على المستوى المحلي كما يتم تصديره خارجيا ولكن بكميات قليلة حيث إن الفاقد من الملح الطبيعي أكثر من الانتاج بسبب سوء التخزين وانعدام البنية التحتية لذا فإن سوقه يقتصرعلى ولايات سلطنة عمان.
كما أن هناك وجهة سياحية من الممكن ان تثري السياحة العمانية لو تم استغلالها بالشكل الأمثل فهذه الاحواض الملحية ستكون محط انظار السياح والزائرين الى سلطنة عمان اذا ما تم استغلالها بالشكل الصحيح، والجدير بالذكر انها تحكي التراث والاقتصاد والثقافة فهي مثل ما أسسها الأجداد والآباء باقية بمسمياتها تنتظر أن تكون موردا تعليميا وعلاجيا واقتصاديا وسياحيا عالميا واقليميا وعلى الجهات المختصة الانتباه لهذا المورد الطبيعي واستثماره بالطريقة المناسبة.
وجهة نظر..
وهبنا الله تعالى هذا الخور الملحي الذي ينبغي أن يكون مصدرا اقتصاديا قويا خلال المرحلة القادمة إلا أن هذا الخور بما يملكه من مخزون ملحي يحتاج إلى اهتمام من قبل الجهات المختصة، من خلال توفير المصانع والمعدات الخاصة بالتعبئة والتصفية والتخزين بما أن أكثر الأراضي التي يتواجد بها الأحواض تملكها للحكومة لذا ينبغي الاسراع في ايجاد الفرص المناسبة والاهتمام بهذه الثروة بإنشاء بنى تحتية حقيقية لها فمنذ آلاف السنين الطبيعة تنتج، ولكن انتاجها يستفاد منه القليل، والباقي يفقد جودته لسوء التخزين.
ليلى بنت خلفان الرجيبية
من اسرة تحرير «الوطن »
lila512alrojipi@