الأربعاء 17 سبتمبر 2025 م - 24 ربيع الأول 1447 هـ
أخبار عاجلة

ولنا كلمة : نماء للمياه والاستثمار البشري الناجح

ولنا كلمة : نماء للمياه والاستثمار البشري الناجح
الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 01:07 م

طالب بن سيف الضباري


لاشك أن الرأس المال البشري هو أفضل استثمار يمكن أن تستثمره الدول لتحقيق نموها وتطورها، وبناء اقتصاد ومنظومة خدمات قائمة على المعرفة والتجارب لدى الآخر في مختلف المجالات، وبالتالي فإن ما اقدمت عليه نماء للمياه لابتعاث 100 موظف للتأهيل في 30 شركة من كبريات الشركات الصينية يعد خطوة ناجحة وانجاز يسجل لهذه الشركة وقيادتها في تطوير مهارات وقدرات الكادر العماني، وصناعة عنصر بشري لديه القدرة والمعرفة في قيادة مسارات خدمة من أهم الخدمات التي تقدم للمجتمع وهي خدمة المياه بشقيها الصالحة والمعالجة، واذا كانت نماء مضت بهذا التوجه الحضاري في تحقيق هذه المبادرات، فإنها لاشك تستمد ذلك من التوجهات السامية منذ بداية عصر النهضة المباركة في عام 1970 وحتى الآن، بأن الإنسان العماني هو صانع التنمية وبالتالي لابد أن يكون هدفها إسعاده وإعداده، لذا فإن ما اقدمت عليه نماء للمياه عبر خططها الطموحة من تدريب وتأهيل يترجم ذلك النهج السامي.

إن خطة التدريب والتأهيل والتشغيل التي تقوم عليها نماء للمياه منذ فترة، سبقت فيها عديد المؤسسات التي أوكل إليها المسؤولية الوطنية ليس فقط في تطوير الجوانب التقنية والفنية لطبيعة الخدمة التي تقدمها، وانما كذلك في تطوير مهارات وقدرات من يقوم على تقديم تلك الجوانب وهم العناصر البشرية الأهم في المعادلة، لذا اعتقد ان نماء سبقت حتى الآن تلك المؤسسات، من خلال اعطاء أهمية خاصة وموازية للشق الثاني من المعادلة، ايماناً منها بأن النجاح لا يتحقق إلا إذا وجدت الخدمة من يتعامل معها بمهارة عالية، وهذا ما يفسر حتى الآن احتواء نماء للمياه لقضايا المجتمع المرتبطة بالخدمة، واستمرارها حتى الآن لدى الاخرين بوتيرة مرتفعة، فضلا عن التواصل اللحظي مع المجتمع عبر منظومة اتصال تحرص على اتباع سياسة الاحتواء والشفافية وبناء جسور تواصل مع مختلف شرائح المجتمع وإشراكها لمعرفة ما يقدم لها من خدمة.

ان القيادة الناجحة لأي مؤسسة هي تلك التي تضع العنصر البشري في مقدمة أولوياتها، ادراكا منها بأن منظومة الخدمة ليس بأحدث جهاز أو تقنية وانما بالقوى الوطنية المؤهلة والعقول البشرية التي تعمل على تسخير تلك الأدوات بمهارة عالية، وأن تلك المهارة لا يمكن توفرها إلا من خلال كسب المعرفة ممن سبقها اليها في دول العالم، وبالتالي من يعمل من أجل سلطنة عمان كل في مجال عمله يحرص على تسخير كافة الامكانيات للنهوض بها لتكون دائما في المقدمة، لذا نتطلع بأن نرى خطوات ومبادرات مشابهة ومن مؤسسات حكومية أخرى، مثل هذه المبادرة التي اقدمت عليها نماء للمياه بابتعاث هذا العدد من أبناء الوطن للتأهيل في مجالات الخدمات التي تقدمها.

طالب بن سيف الضباري 

[email protected]