الأربعاء 17 سبتمبر 2025 م - 24 ربيع الأول 1447 هـ
أخبار عاجلة

فـي يومها الثاني.. ندوة ظفار فـي ذاكرة التاريخ العماني توثق الإرث الحضاري والاقتصادي والبحري للمنطقة بـ 15 ورقة بحثية

فـي يومها الثاني.. ندوة ظفار فـي ذاكرة التاريخ العماني توثق الإرث الحضاري والاقتصادي والبحري للمنطقة بـ 15 ورقة بحثية
الاثنين - 15 سبتمبر 2025 02:20 م
10

تختتم اليوم بجلستين وإعلان التوصيات

صلالة ـ «الوطن »:

 تختتم اليوم في مدينة صلالة، جلسات ندوة (ظفار في ذاكرة التاريخ العُماني) والتي نظمتها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بالتعاون مع محافظة ظفار، والتي سعت على مدار ثلاثة أيام، إلى التعريف بالدور التاريخي والحضاري لمحافظة ظفار، وانعكاس هذا الدور على التاريخ العُماني في مختلف مراحله، وإبراز إسهامات أبناء ظفار في مسيرة الحضارة العُمانية والإنسانية.

وستقام اليوم جلستان، قبل إعلان التوصيات وختام الندوة، والتي شملت سبع جلسات علمية قدمت خلالها 33 ورقة بحثية غطت خمسة محاور رئيسة هي: التاريخي والسياسي، والاقتصادي والاجتماعي، والثقافي والعلمي، والوثائق والمخطوطات والرواية الشفوية. وكانت الندوة قد شهدت يوم أمس ثلاث جلسات، قدمت خلالها خمس عشرة ورقة بحثية ألقت الضوء على الجوانب المتنوعة من تاريخ محافظة ظفار، بما في ذلك المسارات الدينية والاجتماعية، والتحديات البيئية، والتطورات الاقتصادية، والنشاط البحري والملاحي، ودور الموانئ الظفارية في التجارة الإقليمية والدولية. 

الجلسة الأولى

افتتحت الجلسة الأولى ليوم أمس التي أدارها الدكتور سليمان المحذوري، بالورقة الأولى بعنوان (طريق الحج الظفاري والعادات المرتبطة به) قدمها الدكتور صالح بن سعيد الحوسني، خبير شؤون الحج في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تناول خلالها الطرق البرية والبحرية التي سلكها الحجاج من ظفار عبر العصور، مبرزًا المحطات التي توقفوا عندها، والعادات والتقاليد المصاحبة للرحلة من الاستعداد وحتى العودة، موضحًا الأثر الحضاري والاجتماعي لهذه الرحلات، التي مثلت جسورًا للتواصل الثقافي والديني بين أهل ظفار والعالم الإسلامي.

فيما ناقش الدكتور علي بن سعيد البلوشي، من جامعة السلطان قابوس في ورقته (التكيف والاستدامة للظواهر الطبيعية في ظفار) أبرز الظواهر الطبيعية التي فرضها الموقع الجغرافي للمحافظة، مثل الأعاصير والزلازل والتنوع البيولوجي، مركزةً على سبل التكيف مع هذه التحديات من خلال الاستدامة والممارسات البيئية الحديثة، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية لرصد وتحليل المخاطر.

من جانبها اعتمدت نجلاء بنت خلفان المانعية، معلمة دراسات اجتماعية، في الورقة الثالثة بعنوان «التطور الاقتصادي في ظفار (1906–1950م)» على الوثائق البريطانية لتتبع تطور الأنشطة الزراعية والصناعية والتعدينية، مشيرةً إلى الاهتمام المبكر باستغلال الموارد الطبيعية مثل المياه والمعادن، ومبرزةً دور هذه القطاعات في تعزيز التنمية الاقتصادية بالمحافظة خلال النصف الأول من القرن العشرين.

وركز الشيخ حمود بن حمد الغيلاني الباحث في التاريخ البحري، في ورقته على (الملاحة البحرية وصناعة السفن في ظفار) مستعرضًا تاريخ الملاحة البحرية وصناعة السفن في ظفار خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، موثقًا أسماء السفن وأنواعها، وأدوار الموانئ الظفارية في التجارة الدولية، إلى جانب التعريف بالنواخذة وصنّاع السفن الذين كان لهم دور بارز في ربط ظفار بموانئ الخليج والهند واليمن وشرق إفريقيا.

واختتمت الجلسة الأولى بورقة «دور موانئ ظفار في النشاط التجاري للمحيط الهندي (القرن 19 – منتصف القرن 20)» قدمها أحمد بن خلفان الشبلي، من وزارة التربية والتعليم، وتناول الدور الحيوي لموانئ مرباط وطاقة وريسوت وغيرها في التجارة البحرية، مستندًا إلى وثائق تاريخية أبرزت حجم الحركة التجارية، وأنواع السلع المصدرة والمستوردة، والعلاقات الاقتصادية التي ربطت ظفار بمصر وبلاد الشام والهند وشرق إفريقيا.

الجلسة الثانية

شهدت الجلسة الثانية من فعاليات الندوة في يومها الثاتي أمس، والتي ترأسها الدكتور حسين بن علي المشهور، تقديم مجموعة من الأوراق العلمية، ناقشت محاور متعددة تتعلق بالسياحة البيئية، والحياة الاجتماعية، والوثائق التاريخية، إضافة إلى مواقع التراث العالمي في سلطنة عُمان. وقد تميّزت الجلسة بتنوع موضوعاتها التي جمعت بين التاريخ والثقافة والتنمية المستدامة.

استهلت الجلسة بورقة للباحثة إلهام بنت عوض أوسنجلي من المديرية العامة للتربية والتعليم، بعنوان (السياحة البيئية في محافظة ظفار نحو التنمية المستدامة) تناولت فيها إمكانات محافظة ظفار في مجال السياحة البيئية، مؤكدة أن المحافظة بما تزخر به من طبيعة خلابة وتنوع بيئي، تعد وجهة واعدة لتطوير هذا النوع من السياحة التي توازن بين الاستمتاع بالطبيعة والحفاظ عليها، مع تحقيق منافع اقتصادية للمجتمع المحلي. وقدمت الباحثة توصيات لدعم السياحة المستدامة في المحافظة بما يخدم التوجهات الوطنية.

في الورقة الثانية، ناقشت الدكتورة هيفاء بنت أحمد المعمرية من وزارة التربية والتعليم، الحياة الاجتماعية في ظفار من خلال كتابي الرحالة لثيودر بنت (جنوبي جزيرة العرب) ولبرترام توماس (البلاد السعيدة). وسلطت الضوء على تنوع العادات والتقاليد وأساليب المعيشة في ظفار مطلع القرن الماضي، مشيرة إلى اختلاف مناهج الرحالة في تناولهم لتاريخ المنطقة، الأمر الذي يعكس صورة غنية ومتعددة الزوايا عن الحياة الاجتماعية.

أما الباحث نبيل بن ماجد العبري من وزارة التربية والتعليم، فتناول الوثائق الوقفية باعتبارها مصدرًا أصيلًا لدراسة التاريخ الاجتماعي والثقافي في ظفار بين القرنين السابع والرابع عشر الهجري. وأوضح أن هذه الوثائق لم تقتصر على الجانب الديني، بل شكلت مرآة لحياة المجتمع، من خلال رصد قيم التكافل الاجتماعي، والأنشطة الاقتصادية، وإسهامات المرأة في المجال الوقفي.

واتخذ الدكتور يونس بن جميل النعماني من اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، من (إدارة مواقع التراث العالمي في سلطنة عُمان)، وأرض اللبان بمحافظة ظفار نموذجًا. وأكد أن هذه المواقع تمثل إرثًا حضاريًّا عالميًّا يتطلب إدارة شاملة تضمن استدامته، كما أشار إلى التحديات التي تواجه صونه واستثماره في دعم السياحة المستدامة.

واختتمت الجلسة بورقة للباحث علي بن سالم الكثيري من المديرية العامة للتراث والسياحة، بعنوان (مواقع أرض اللبان) استعرض فيها القيمة العالمية الاستثنائية لمواقع أرض اللبان المُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وأبرزت الورقة المواقع الأربعة: البليد، خور روري (سمهرم)، وبار (شصر)، ومحمية وادي دوكة، باعتبارها شواهد حية على تجارة اللبان القديمة التي ربطت عُمان بالعالم، كما تطرقت إلى الجهود المبذولة في حماية هذا الإرث العريق، وتعزيز الوعي العالمي بمكانة سلطنة عُمان في التاريخ الإنساني.

الجلسة الثالثة

اختُتم اليوم الثاني من أعمال الندوة بالجلسة الثالثة التي ترأّسها الدكتور عامر بن أزاد الكثيري، وشهدت تقديم مجموعة من الأوراق البحثية التي ألقت الضوء على تاريخ محافظة ظفار وأبعادها الحضارية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، من خلال عدسة الرحّالة الأجانب أو عبر دراسات توثيقية متخصصة.

وقد استُهلّت الجلسة بورقة للدكتور ياسر مصطفى عبد الوهاب أستاذ التاريخ الإسلامي المشارك بجامعة السلطان قابوس بعنوان (حضارة ظفار في عيون الرحالة الأجانب أواخر العصور الوسطى)، ركّزت على ما سجّله كبار الرحالة مثل ماركو بولو وابن بطوطة وتشينغ خه وغيرهم حول موقع ظفار الاستراتيجي، وعادات أهلها وتقاليدهم، وما شكّلته تلك التدوينات من مصادر تاريخية أصيلة تعكس ملامح الحياة في أواخر العصور الوسطى.

وقدّمت أميرة بنت سليمان الحارثية من قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس ورقتها بعنوان (المجتمع الظفاري والجوانب الاقتصادية من خلال نماذج من كتابات وتقارير الرحالة الأجانب في القرنين التاسع عشر والعشرين). ركزت على مذكرات عدد من الرحالة مثل كروتندن وبرترام توماس وثيسجر وغيرهم، موضحة ما وثّقوه من تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بدءًا من وصف المدن والقرى والعادات واللباس، وصولًا إلى النشاط التجاري والزراعي وموانئ ظفار. واستعرض الدكتور سالم بن حمد النبهاني، من وزارة التربية والتعليم، في ورقته ظفار (الأرض والإنسان) في الكتابات الأجنبية في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، خصوصية البيئة الطبيعية لظفار ومكانتها الاستراتيجية، متناولًا الكتابات القديمة التي سبقت العصور الحديثة، وما ورد في سرديات الرحّالة المعاصرين، ثم ما تضمنته التقارير الأجنبية من توثيق لأوضاع المحافظة وسكانها.

وفي ورقته بعنوان (المكانة العلمية والحضارية لمدينة صلالة منذ القرن الأول وحتى الرابع عشر الهجري)، سلط الدكتور حسين بن علي المشهور باعمر، الضوء على مكانة صلالة كحاضرة علمية بارزة في ظفار، ودورها التاريخي كميناء تجاري مزدهر وبيئة خصبة للإسهامات الفكرية والعلمية، ضمن سياق النهضة الإسلامية التي جعلت من العلم محورًا للحياة. واختُتمت جلسة الأمس بورقة الدكتور أحمد بن علي المعشني بعنوان (المعلمون الرُحَّل في جبال ظفار قبل 1970م: حملة النور في زمن الترحال)، تناول الدور الريادي الذي اضطلع به المعلمون والمعلمات الرحّل في نشر العلم والدين في ظل غياب المدارس النظامية، مؤكدة أثرهم في ترسيخ الوعي الديني والثقافي والتمهيد للنهضة التعليمية في المحافظة.

فـي يومها الثاني.. ندوة ظفار فـي ذاكرة التاريخ العماني توثق الإرث الحضاري والاقتصادي والبحري للمنطقة بـ 15 ورقة بحثية
فـي يومها الثاني.. ندوة ظفار فـي ذاكرة التاريخ العماني توثق الإرث الحضاري والاقتصادي والبحري للمنطقة بـ 15 ورقة بحثية
فـي يومها الثاني.. ندوة ظفار فـي ذاكرة التاريخ العماني توثق الإرث الحضاري والاقتصادي والبحري للمنطقة بـ 15 ورقة بحثية