القدس المحتلة ـ « الوطن» ـ وكالات:
واصلت طائرات الاحتلال «الإسرائيلي» قصفها لمختلف مناطق قطاع غزَّة ليتوالى ارتقاء الشهداء .. وعلى مدى 23 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية «الإسرائيلية»، لم يكن صمود أهالي غزَّة وقوى المقاومة مجرد استثناء عسكري، بل أصبح نموذجًا يعكس أزمة جوهرية في الأيديولوجية الصهيونية. هذا الصمود لا يثير فقط دهشة المتابعين السياسيين والعسكريين، بل يكشف ضعف المبررات التي بنت عليها فكرة الشرعية التي طالما تباهت بها «إسرائيل».
ويرى مدير مركز الزيتونة للدراسات الدكتور محسن صالح أن صمود المقاومة واستمرار أدائها القوي، أصبح نموذجًا يضرب جوهر المخططات الصهيونية الاستعمارية، ويضيف أن هذا النموذج خلق عقدة في كيان الاحتلال، عقدة من الفشل في إخضاع الآخر، ومن الرعب من سقوط بنية تستند إلى نزع الإنسانية والاحتكار في تعريف الضحية.
ووفق الخبراء، فإن هذا الصمود يعيد تشكيل المشهد الدولي والعقلي: من كان يُعرّف الفلسطيني كضحية مستمرة، صار اليوم محل إعجاب عالمي لشجاعة البقاء والتحدي.
ويوضح هؤلاء أن القوة المفرطة، التي وُصفت بأنها وسيلة لتحقيق الاستسلام، أصبحت مرادفًا للمجازر التي تُدينها الضمائر الحرة في العالم.
الإبادة في غزَّة ثمنها باهظ لكن الاحتلال ـ حسب الخبراء - فشل في إرضاخ المقاومة ودفعها للاستسلام وهو خيار غير وارد كما يقر بذلك العديد من المسؤولين «الإسرائيليين» رغم وجود حالة إنكار «إسرائيلية»، وحالة مكابرة، وعناد، وحالة هروب للأمام قد تطيل أمد الحرب باعتبارها معركة صفرية، وهو ما يدلل أن ما يجري اليوم ليس فقط مواجهة عسكرية، بل حرب للقيم والهوية.
في غضون ذلك دمرت طائرات الاحتلال خلال الـ24 ساعة الأخيرة 16 منزلًا وثلاثة أبراج سكنية ومبنى الطالبات في الجامعة الإسلامية في مدينة غزَّة. واستشهد ستة ومصابون جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين داخل مبنى كان يتبع للصليب الأحمر خلف كابيتال مول في حي الرمال بمدينة غزَّة. وارتقى عشرة شهداء وإصابات جراء قصف طائرات الاحتلال منزلين لعائلة أبو ليلة وأبو قينص محيط مفترق أبو خوصة في شارع الجلاء بمدينة غزَّة.
وفجر جيش الاحتلال روبوتًا مفخخًا بمحيط بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزَّة.
واستشهد ثمانية وسط القطاع خلال 24 ساعة.
وارتقى شهيدان في قصف «إسرائيلي» على منطقة بطن السمين جنوب مدينة خان يونس، واستشهد فلسطيني جراء قصف مدفعي على بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزَّة.