الأربعاء 17 سبتمبر 2025 م - 24 ربيع الأول 1447 هـ
أخبار عاجلة

المتحف الوطني ومتحف الإرميتاج الروسي يوقعان اتفاقية لإنشاء مركز 'الإرميتاج- سلطنة عُمان' في محافظة ظفار

المتحف الوطني ومتحف الإرميتاج الروسي يوقعان اتفاقية لإنشاء مركز 'الإرميتاج- سلطنة عُمان' في محافظة ظفار
الأحد - 14 سبتمبر 2025 02:24 م
10


ظفارـ «الوطن »:

ضمن أعمال منتدى سانت بطرسبورج الدولي الحادي عشر للثقافات المتحدة، وقّع المتحف الوطني ومتحف الإرميتاج الحكومي في روسيا الاتحادية، اتفاقية تعاون لإنشاء مركز (الإرميتاج ـ سلطنة عُمان) في محافظة ظفار، يتبع الهيكل التنظيمي للمتحف الوطني، ليكون منصة دائمة للمعارض والمشاريع الثقافية والتعليمية المشتركة بين البلدين الصديقين.

وقّع الاتفاقية من جانب المتحف الوطني سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، فيما وقّع من جانب متحف الإرميتاج الحكومي البروفيسور الدكتور ميخائيل بيوتروفسكي، المدير العام لمتحف الإرميتاج الحكومي، وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني. حضر توقيع الاتفاقية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، ورئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، ومعالي أولغا ليوبيموفا، وزيرة الثقافة الروسية.

وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي، إن المشروع يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، وتبادل الخبرات بين الكوادر المتحفية، وتنظيم برامج تعليمية ومعارض دورية لمقتنيات من مجموعة الإرميتاج، إضافة إلى تنفيذ بحوث علمية في مجالات الدراسات العُمانية والعربية، خاصة تلك المتعلقة بجنوب شرق الجزيرة العربية، بمشاركة أكاديميين ومُستعربين وطلبة روس، كما يسهم في التعريف بالتراث الروسي ولغته وثقافته في المؤسسات التعليمية العُمانية، بما يشكّل بعدًا ثقافيًا جديدًا في العلاقات العُمانية الروسية، ويعزز فرص التعاون في مجالات البحث العلمي وبناء القدرات التخصصية وتبادل المعارف، فضلًا عن المردود المتوقع في إثراء السياحة وتوفير فرص تعليمية وثقافية متنوعة.

وأضاف سعادته:إن هذه الاتفاقية تأتي تعزيزًا للتعاون الثقافي والمتحفي عقب الزيارة التاريخية للمقام السامي، لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى روسيا الاتحادية في شهر أبريل من العام الجاري، وكذلك بالتزامن مع مرور 40 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لتجسد دور المتحف الوطني في تعزيز الدبلوماسية الثقافية والانفتاح على الحضارات العالمية، خاصة تلك التي تشترك مع الحضارة العُمانية في أبعادها التاريخية والحضارية والثقافية، وتوسيع آفاق التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

من جهته، أوضح البروفيسور الدكتور ميخائيل بيوتروفسكي أن مركز (الإرميتاج ـ سلطنة عُمان) يأتي امتدادًا للمفهوم الاستراتيجي لـ (الإرميتاج العظيم)، الرامي إلى إتاحة مجموعات المتحف وخبراته أمام الجمهور، ويأتي هذا المركز استمرارًا لشراكة فريدة ومتميّزة تجمع بين متحف الإرميتاج الحكومي والمتحف الوطني في سلطنة عُمان.

وأشار: (يتميّز المركز في محافظة ظفار بموقعه القريب من ثلاثة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي، كما يعزّز محورًا استراتيجيًا آخر يتمثّل في التعاون لدراسة التاريخين القديم والوسيط لجنوب شبه الجزيرة العربية، ذلك الجزء الأصيل من التراث الثقافي العالمي. ومن خلال هذه المبادرة، يقدّم المركز نموذجًا إيجابيًا يُحتذى به على مستوى العالم).

مسار التعاون بين المتحف الوطني ومتحف الإرميتاج الحكومي

يرتبط المتحف الوطني بعلاقات متميزة مع متحف الإرميتاج الحكومي، بدأت منذ عام (2014م) حين انضم البروفيسور الدكتور ميخائيل بيتروفسكي، مدير عام متحف الإرميتاج الحكومي، إلى مجلس أمناء المتحف الوطني. وفي عام (2015م) وُقّعت مذكرة تفاهم بين الجانبين، مما مهّد الطريق لإطلاق العديد من المبادرات المتحفية الرائدة وصولًا إلى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع المتحفين اليوم.

ومن أبرز المبادرات النوعية التي نُفذت بالتعاون مع متحف الإرميتاج الحكومي: استضافة مبادرة (يوم عُمان) في روسيا الاتحادية عام (2018م)، تبعها في عام (2019م) استضافة المتحف الوطني لمبادرة يوم الإرميتاج لأول مرة في مسقط. كما استقبل متحف الإرميتاج الحكومي عددًا من موظفي المتحف الوطني للتدريب والتأهيل في مختلف المجالات المتحفية التخصصية، وما زال هذا التعاون قائمًا حتى اليوم.

وفي عام (2020م)، شهد متحف الإرميتاج إنشاء أول قاعة تحمل اسم عُمان، حيث استضيف فيها معرض بعنوان (عُمان: أرض اللبان)، والذي عرض كنوزًا أثرية تعود للألفيتين الثالثة والأولى قبل الميلاد، اكتشفت في سلطنة عُمان على مدى الخمسين عامًا الماضية.

وتُعد مبادرة (قاعة عُمان) في متحف الإرميتاج الحكومي جزءًا من رؤية المتحف الوطني لتعريف العالم بالموروث الحضاري والتاريخي والثقافي والعلمي لعُمان على المستويات الإقليمية والدولية، وهي من الأهداف التي نص عليها المرسوم السُّلطاني رقم (62/2013م) بإنشاء المتحف الوطني وإصدار نظامه. وتشمل المبادرة توقيع عقود إعارة طويلة الأمد مع متاحف عالمية لعرض المقتنيات العُمانية.

أما في عام (2021م)، شهد متحف الإرميتاج الحكومي افتتاح (ركن عُمان)، وهو ابتكار فريد يتيح تنظيم معارض منتظمة من مقتنيات المتحف الوطني في متحف الإرميتاج الحكومي. فيما شهد المتحف الوطني في سلطنة عُمان افتتاح معرض (الحضارة الإسلامية في روسيا) و(ركن الإرميتاج)، اللذين يعملان وفق المبدأ نفسه. وفي العام ذاته، تجلّى التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في صيغة عمل ثلاثية لحفظ وصون التراث الثقافي السوري، عبر استضافة خبراء الحفظ والصون من متحف الإرميتاج الحكومي في مسقط لترميم القطع التدمرية، التي تُعد جزءًا من منظومة موقع تدمر الأثري، وهو موقع مقيد من قبل منظمة اليونسكو كتراث إنساني عالمي.

وفي يونيو(2024م)، نظّم المتحف الوطني الأمسية الثقافية العُمانية في سياق (قاعة عُمان) بمتحف الإرميتاج الحكومي، وذلك ضمن مشاركة سلطنة عُمان بصفة ضيف شرف منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في نسخته الـ 27. كما شهد العام نفسه زيارة فريق من قسم الترميم العلمي والحفظ ومختبر التحكم المناخي في متحف الإرميتاج الحكومي مسقط، حيث قدّم استشارات فنية حول حفظ المقتنيات، وتنظيم وتجهيز المختبرات الجديدة للترميم، إلى جانب مشروع تأهيل بيت الجريزة التاريخي ليصبح متحفًا.

وفي ديسمبر(2024م)، استضاف المتحف الوطني العرض الأول للفيلم الوثائقي (الخنجر)، من إنتاج قناة روسيا اليوم العربية (آر تي) بالتعاون مع المتحف الوطني ووزارة الإعلام وبمشاركة متحف الإرميتاج الحكومي، والذي يسرد قصة وتاريخ الخنجر العُماني كرمز للهوية والثقافة العُمانية، وحظي الفيلم بتفاعل إيجابي من الجمهور المحلي والروسي.

وفي إطار المواسم الثقافية الروسية، افتتح المتحف الوطني في الأول من فبراير من العام الجاري المعرض الثاني ضمن مبادرة (ركن الإرميتاج) بعنوان (هدايا أمراء بُخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي)، والذي تزامن مع إقامة معرض (الإمبراطورية العُمانية بين آسيا وأفريقيا) في (قاعة عُمان) بمتحف الإرميتاج الحكومي والذي بلغ عدد زواره (414,481) زائرًا خلال الفترة من ديسمبر 2023م إلى يناير 2025م.

وفي ذات السياق، افتتح المتحف الوطني في يونيو من العام الجاري معرضًا بعنوان (الأسلوب الروسي الفني الجديد) بالتعاون مع متحف الإرميتاج الحكومي، ضم مجموعة من الفنون التطبيقية ومظاهر الزينة والأزياء التنكرية التاريخية المستوحاة من الأسلوب الروسي، والتي تعود إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى العقد الثاني من القرن العشرين الميلاديين.

الجدير بالذكر أن متحف الإرميتاج الحكومي، الواقع في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا الاتحادية، يُعد أحد أكبر المتاحف على مستوى العالم؛ إذ يضم أكثر من ثلاثة ملايين تحفة فنية. وقد تأسس عام (1764م)، مما يجعله واحدًا من أقدم المتاحف في العالم، كما يُعد واحدًا من أبرز المعالم السياحية في روسيا الاتحادية.