السبت 13 سبتمبر 2025 م - 20 ربيع الأول 1447 هـ

الرئيس توكاييف يحدد رؤيته لمستقبل كازاخستان الرقمي

الرئيس توكاييف يحدد رؤيته لمستقبل كازاخستان الرقمي
الخميس - 11 سبتمبر 2025 10:47 ص
20

أستانا _ (الوطن):

ألقى الرئيس قاسم جومارت توكاييف خطابه السنوي الذي حمل عنوان” كازاخستان في عصر الذكاء الاصطناعي: المهام والحلول الرئيسية من خلال التحول الرقمي“. 

وقدم رئيس الدولة برنامج إصلاح طموح يركز على التحول الرقمي وتحديث الاستثمار والاتصال العالمي وتجديد المؤسسات.

وركز الخطاب على عزم كازاخستان على قيادة الطريق في عصر الذكاء الاصطناعي. وأعلن الرئيس توكاييف عن إنشاء وزارة جديدة للذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية، برئاسة خبير برتبة نائب رئيس الوزراء. وستقود الهيئة الجديدة انتقال كازاخستان إلى ما وصفه بـ” دولة رقمية بالكامل في غضون ثلاث سنوات“. ودعا الرئيس إلى الإسراع في اعتماد قانون رقمي شامل يغطي الذكاء الاصطناعي والبيانات المفصلة واقتصاد المنصات، ووجه الحكومة لضمان التكامل الكامل للذكاء الاصطناعي في جميع قطاعات الاقتصاد.

 وقال لم يعد الذكاء الاصطناعي مفهومًا مجردًا. إنه يؤثر بالفعل على نظرة الناس للعالم وسلوكهم، خاصة بين الشباب. يجب أن نكون مستعدين لهذا الواقع. ليس أمام كازاخستان بديل سوى تبني هذا التحول“. كما سلط الضوء على الابتكارات المالية، وأعلن عن إنشاء صندوق حكومي للأصول الرقمية لبناء احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة، وحث على اعتماد قانون مصرفي جديد بحلول نهاية العام لتحفيز التكنولوجيا المالية وجذب شركات جديدة إلى السوق.

إلى جانب التحول الرقمي، ركز الرئيس على الاستثمار والتحديث الاقتصادي. ودعا إلى تجديد نظام جذب الاستثمارات في كازاخستان، مشيرًا إلى أن البيروقراطية المفرطة قد قوضت الكفاءة. وقال:” جذب الاستثمار هو أولوية تتطلب نُهجًا جديدة“، مشددًا على أن رئيس الوزراء هو المسؤول مباشرةً عن الإشراف على هذه العملية. كما اقترح توكاييف إدخال مؤشر جاذبية الاستثمار الإقليمي لمساءلة قيادات المحافظات عن أدائها الاقتصادي، وحث على إعادة النظر في دور الصندوق الوطني. 

وقال:” يجب استخدام موارد الصندوق بحكمة لتمويل المشاريع الواعدة ذات الإمكانات السوقية العالية".

واحتل قطاع النقل واللوجستيات مكانة بارزة مع استمرار كازاخستان في تعزيز دورها كجسر حيوي بين أوروبا وآسيا. وأعلن توكاييف عن الانتهاء الوشيك من إنشاء خط سكة حديد مزدوج المسار بين دوستيق وموينتي (منطقة في وسط كازاخستان)، وهو مشروع وصفه بأنه ” ذو أهمية خاصة للممر الشرقي-الغربي“، وتعهد بإحراز تقدم في الوقت المناسب في خطوط السكك الحديدية الرئيسية الأخرى.

وصرح بأنه بحلول شهر أكتوبر المقبل، سيتم إطلاق منصة جمركية ولوجستية رقمية موحدة باسم (الشحن الذكي) | (Smart Cargo)، تتيح للمشغلين من القطاع الخاص وصولاً آلياً متساوياً إلى البنية التحتية الجمركية واللوجستية. وفي مجال الطيران، كرر طموح كازاخستان الاستراتيجي في أن تصبح المركز الرائد في الفضاء الأوراسي، مدعومًا باقتراح إنشاء شركة شحن وطنية مع شركاء أجانب ودمج مطارات جديدة في سلاسل اللوجستيات العالمية.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أعاد الرئيس توكاييف تأكيد أسلوب كازاخستان متعدد الاطراف، مشددًا على أهمية التوازن والمشاركة البناءة. ورحب بنتائج القمم رفيعة المستوى الأخيرة، بما في ذلك الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا في ألاسكا وجهود السلام بين أذربيجان وأرمينيا، وسلط الضوء على شراكات كازاخستان المتنامية مع الصين وتركيا ودول آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وبالنظر إلى المستقبل، شدد على الحاجة إلى إصلاح الأمم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن التابع لها. وقال: ”لا يزال لا يوجد بديل للأمم المتحدة، لكن الإصلاح قد تأخر، لا سيما في هيئتها الرئيسية، مجلس الأمن“.

 وأضاف أنه سيقدم آراء كازاخستان بشأن الإصلاح العالمي خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

كما اقترح الرئيس إصلاحاً مؤسسياً كبيراً سيكون له آثار سياسية طويلة الأمد. واقترح الانتقال إلى برلمان متألف من مجلس واحد، على أن تُحسم هذه المسألة في استفتاء وطني عام 2027. وأصر توكاييف على أن تكون العملية شفافة وتشاورية: ”أنا مقتنع بضرورة إجراء حوار مفتوح مع الشعب حول مثل هذه القضايا المصيرية. عندها فقط سنمضي قدماً على طريق بناء كازاخستان عادلة وقوية".

كما حدد الرئيس أولويات وطنية أوسع نطاقًا. وشملت هذه الأولويات منح مدينة ألاتاو وضعًا خاصًا باعتبارها مركزًا جديدًا للابتكار، واعتماد قانون بناء جديد بحلول نهاية العام، وإنشاء خريطة رقمية موحدة للموارد الأرضية، ومتابعة استراتيجيات طويلة الأمد للأمن الغذائي وإدارة المياه. ودعا إلى مواصلة استعادة بحر آرال، وبذل جهود مشتركة للحفاظ على بحر قزوين، وتسريع استخدام التقنيات المتقدمة لتوفير المياه. في مجال السياسة الاجتماعية، حث توكاييف على إصلاح نظام المزايا الواسع النطاق في كازاخستان لضمان الاستدامة والإنصاف، إلى جانب اتخاذ تدابير لتعزيز المعاشات التقاعدية وتوسيع نطاق الرعاية الصحية وتحسين المعرفة المالية. كما شدد على دور التعليم في إعداد الجيل القادم لعصر الذكاء الاصطناعي، مسلطاً الضوء على البرامج الرامية إلى دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية وتوسيع نطاق التعلم الرقمي للطلاب في المناطق الريفية.

وفي ختام كلمته، شدد الرئيس توكاييف على المبادئ الموحدة للقانون والنظام والوطنية في الوقت الذي تمر فيه كازاخستان بتغيرات عالمية. وقال: ”إذا كان شعبنا متحدًا والوضع الداخلي مستقرًا، فسوف نتغلب على جميع الصعوبات ونواجه أي محنة".