الاثنين 01 سبتمبر 2025 م - 8 ربيع الأول 1447 هـ
أخبار عاجلة

الجوع يحاصر غزة.. أطفال يقتاتون على الخبز الجاف وأمهات يخنقهن العجز

الثلاثاء - 26 أغسطس 2025 02:50 م


القدس المحتلة ـ « الوطن»:

داخل خيمة ضيقة في أحد المخيمات غربي مدينة غزة، تجلس أمينة خليل (39 عامًا) تحاول إقناع أطفالها الثلاثة بأن الجوع سينتهي قريبًا.

لكن الحقيقة أكثر قسوة من الكلمات، فمنذ أن فقدت زوجها في غارة إسرائيلية العام الماضي، تحولت حياتها إلى سلسلة من المعاناة اليومية، فباتت مسؤولية إعالة الأسرة أكبر من قدرتها على الاحتمال.

تقول بصوت مرتجف وهي تحاول كبت دموعها: “أطفالي ينامون جائعين، وأحيانًا تمر أيام دون أن نذوق طعامًا حقيقيًا، لم يعد لدينا سوى الماء وبعض الخبز الجاف، وحتى هذا أصبح نادرًا”. تضيف أمينة: “كانت هناك تكيات متنقلة توزع وجبات بسيطة، لكنها انقطعت منذ أيام، اليوم لا نملك إلا الانتظار.. والجوع لا ينتظر”. أما المشهد داخل خيمتها فيشي بما لم تبح به أمينة وهو حال آلاف النساء ممن فقدن أزواجهن في هذه الحرب. حصير بالٍ مفروش على أرض رطبة، أطفال بملابس ممزقة، ووعاء صغير فارغ ينتظر ما قد تحمله شاحنة مساعدات مجهولة المصير. تقول أمينة في ختام حديثها: “لا أريد شيئًا مستحيلًا.. فقط أن أرى أطفالي يبتسمون يومًا بلا جوع”.

ودفعت المرأة إلى جانب فئة الأطفال الثمن الباهظ لهذه الحرب حيث شكلا مجتمعين ما نسبته 70 بالمئة من إجمالي الشهداء البالغ عددهم زهاء 62,300 حتى 24 أغسطس 2025. ووفق معطيات نشرها المكتب الإعلامي الحكومي، فإن زهاء 15 ألف امرأة فلسطينية في قطاع غزة فقدت زوجها خلال حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023. مخيمات النزوح التي يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا، تحوّلت إلى مسرح للمعاناة، خيام متلاصقة، هواء مشبع بالدخان، وروائح كريهة تنبعث من قنوات الصرف بين الخيام، وأطفال ينامون على الأرض في ظروف لا تصلح للعيش.