تعلمنا منذ الصغر في هذا الوطن الغالي بأن نلامس حاجة جارنا، وكيف لابن آدم بأن ينام وجاره جوعان ، وفي هذا الوطن تربينا على التكاتف والتعاضد النابع من السمت العماني الأصيل ومن عاداتنا وتقاليدنا المترسخة منذ القدم ولن يغيرها شيء، وكم من المشاهد التي مرت علينا سواء في الأنواء المناخية والظواهر الطبيعية أو في دعمنا ومناصرتنا لإخواننا في فلسطين عامة وفي غزة خاصة من خلال الحملات التي تقوم بها الجمعيات والفرق الخيرية وفق أطر منظمة ومشرعة سواء في جمع المال لسد جوع تلك الأفواه التي تدعو ربها بأن ينصرها وتصبر بطونها الجائعة هناك في غزة وفي المخيمات، أو جمع تبرعات لبناء مسكن هنا في تلك القرية وعلى سفح ذلك الجبل وانتشال من ذهبت بيوتهم بسبب الأودية والسيول الجارفة لبعض الحالات ، ولم يعد تقديم ذلك الدعم والمساندة يقتصر على الجهات الحكومية لوحدها فقط بل هناك شركاء ولهم دور إنساني واجتماعي كبير في دعم ومساندة هذا الوطن ليبقى دائما النور الذي يضيء سهولة وجباله وقلاعه وحصونه ويلامس رمال بحاره وتلال صحاريه ، وكم كان ذلك المشهد الجميل عندما افتتحت جمعية دار العطاء مؤخرا مشروعها السكني المتكامل لعدد 36 وحدة سكنية مجهزة بأجمل التقنيات الحديثة والبيئة النظيفة لتزدان أسطح تلك المنازل بألواح الطاقة الشمسية والمسارات المهيئة بكل اريحية والمسطحات الخضراء التي سيزدان بها حي العطاء كما هو الاسم الذي اطلق عليه ، فذلك الحي لم يعد هو الأول من نوعه بل هناك العديد من المشاريع التي تعمل عليها الجمعية على مدار عطائها وبسط دورها في المجتمع لتصل عدد الوحدات السكنية يلامس ال 200 وحدة سكنية ومشاريع الصيانة والترميم ، وفي المجالات الأخرى من تمكين الأسر والشباب والمتطوعين والناشئة بالبرامج التي تتناسب مع مراحل عمرهم ، وهكذا هو عطاؤها الذي لا ينضب وكما هي عادة هذا المجتمع العماني الذي نشأ على الألفة والترابط والتكاتف فيما بينهم ليبقى العطاء مستمراً دون توقف وما يأتي من الناس يذهب للناس.
يونس المعشري
كاتب عماني