من اتخذ قرار قطع المنفعة عن المسرح هل فكر لحظة في حجم المشاكل وليس مشكلة واحدة التي ستحل عليه وعلى أسرته؟ ولماذا لم يسبق ذلك دراسة لحالة المسرح قبل أن يتخذ مثل هذا القرار المصيري بحق المسرح؟ أليس له الحق كفرد أن يحظى ولو بجزء من نصيبه من الدخل العام للبلد؟ فلكل مواطن نصيب من الدخل، هذه الأسئلة وغيرها الكثير تحتل الصدارة في شبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام، بل لا يخلو مجلس أو تجمع من طرحها والوقوف معها تضامنا مع المسرحين الذي وصل الحال ببعض منهم للبكاء علنا، والآخر يبث مقاطع يظهر فيها الوضع الاجتماعي الذي وصل إليه وذلك الذي يتوقع ان يصل إليه إذا ما حلت مشكلته، فلا يلام من فقد عمله ومصدر رزقه ان يمر بحالة صعبة جدا من ضعف لقدرته على تلبية احتياجات أسرته، وان يكون لديه شعور بانه أقل شأنا من أقاربه في ظل النظرة إلى العمل كعامل استقرار واحترام.
الأمر الآخر هل فكر قاطع المنفعة بانعكاسات التسريح التي يشعر بها المسرح عن العمل، مثل زيادة الضغوط داخل الاسرة فهو يعيش دائما في قلق من تأمين المصاريف، كما يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى خلافات أسرية، ولربما يتطور إلى زيادة الظواهر الاجتماعية مثل حالات التسول والسرقة والانحرافات الأخلاقية، وذلك يزيد من حجم المتابعة والجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية سواء كانت أمنية أو اجتماعية، كل ذلك وغيره متعلق بالجانب الاجتماعي، إلا ان الجانب النفسي لا يقل ضررا عن الاجتماعي فالمسرح يبقى في حالة صدمة ويرفض ان يتقبل الواقع ويدخل في حالة من القلق والاكتئاب نتيجة مستقبلة المجهول، إلا ان الأصعب في ذلك عندما يتحول إلى كومه من الغضب على من تسبب في ما وصل إليه من وضع، ويتحين الفرص ليكون في صدارة من يقود عملا يسبب خللا في الاستقرار الاجتماعي للمجتمع، خاصة إذا ما واجهت مطالبه بالسلبية وعدم الاهتمام من قبل مسؤول او حكومة.
لذا لابد من الإسراع في معالجة هذه القضية، من خلال عمل الحكومة كمنظومة وليس الجهة المعنية بالتشغيل وحدها، والتركيز على الجهات المعنية بالإنفاق المالي، فاذا لم ينفع المال في علاج مشكلة كلفتها حاليا ربما عشرات الملايين ، فإن الكلفة ستكون باهظة إذا خرجت عن السيطرة ، فالبرود الذي يتم التعامل به مع قضايا المجتمع، وفكر بعض المسؤولين المبني على مقولة ان لم اكن طرفا في المشكلة فليس معني بها يساهم في اتساع الفجوة، فيا أيها المسؤولين عن خدمة ورعاية مصالح المجتمع احموا أفراده من انفسهم والوطن من ردة فعلهم، ولا تجعلوا من آلاف المسرحين قنبلة قابلة للانفجار في أي لحظة لا سمح الله.
طالب بن سيف الضباري