يواصل مُجرِم الحرب المدعو «نتن ياهو» رئيس حكومة الاحتلال النَّازي في أرض فلسطين المُحتلَّة حرب الإبادة بحق الشَّعب الفلسطيني والتطهير العِرقي، آمِلًا في تحقيق نصر تاريخي مؤزَّر يخلِّد التَّاريخ ذِكْره واسمه وإنجازاته، وأنَّه أتى بما لم تستطعْه الأوائل من قيادات النَّازيَّة الصهيونيَّة الَّتي توالتْ على إدارة المحارق ضدَّ الشَّعب الفلسطيني؛ ولِيكُونَ مع حليفه وصديقه دونالد ترامب رئيس الولايات المُتَّحدة الباحث هو الآخر عن جائزة السَّلام الدولي.
وأمام هذا الحلم المعمَّد بدماء الأبرياء من الأطفال والنِّساء وكبار السِّن، يستمرُّ مُجرِم الحرب «نتن ياهو» في مماطلاته ومراوغاته بشأن المفاوضات بَيْنَه وبَيْنَ حركة حماس، (وحين أقول بَيْنَه فإنِّي أعني ذلك؛ بالنَّظر إلى ردود الفعل الحاصلة لدَى قطعان المستعمرين لأرض فلسطين، وما ينظِّمونه من مظاهرات متواليَّة، حيثُ لا قِيمة لمطالبهم لدَى مَن انتخبوه رئيسًا لحكومتهم النَّازيَّة، وفي الحقيقة مَن يفاوض حماس عَبْرَ الوسطاء المصريِّين والقطريِّين هو النتن ياهو).
لذلك وسعيًا إلى رؤية حلمه أمرًا واقعًا يخطِّط لتنفيذ عمليَّة عسكريَّة واسعة أطلق عَلَيْها اسم «القبضة الحديديَّة» ضدَّ قِطاع غزَّة يهدف من ورائها إلى فرض احتلال نازي كامل على القِطاع، وبالتَّالي إجبار حركة حماس على نزع سلاحها وتركها السُّلطة، واغتيال أو إبعاد قياداتها قسرًا من أرض فلسطين المُحتلَّة.
وبالنَّظر إلى الأمر الواقع، والعودة إلى أحداث التَّاريخ المليئة بالدروس والمواعظ، فإنَّ المدعوَّ مُجرِم الحرب «نتن ياهو» لن يكُونَ استثناء عمَّن سبَقَه من زعماء الحروب وقادة الاستعمار، وإذا كان يحاول تنصيب نَفْسِه قائدًا من طراز القائد البريطاني تشيرشل كما يروِّج ذاته أمام قطعان المستعمرين، لِيُكتَبَ النَّصر على يدَيْه في قِطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة، فإنَّ نرجسيَّته وساديَّته وتعطشه لسفك الدِّماء والحروب والدَّمار والفِتن لن تجعلَه يصل إلى ما يريد. وعَلَيْه، لن يكُونَ استثناءً، بل على خُطى نابليون بونابرت، وأدولف هتلر وجورج بوش وغيرهم ممَّن وصلتْ بهم رحلة الأطماع والاستعمار والسَّاديَّة ونزعة التفوق العِرقي إلى مزبلة التَّاريخ.
لذلك كُلُّ عمليَّات التَّجميل والتَّرقيع الَّتي تَقُودُها الولايات المُتَّحدة بقيادة رئيسها الباحث عن نوبل للسَّلام دونالد ترامب ستبوء بالفشل، والَّذي لا يزال عاريًا تمامًا من كُلِّ ما يرتديه من دبلوماسيَّة؛ لِيعطيَ الكيان النَّازي الصهيوني وحليفه مُجرِم الحرب «نتن ياهو» مزيدًا من الوقت لِيحققَ أحلامه المزعومة تحت رداء البحث عن حلول وتهدئة ما عدا حلّ وقف إطلاق النَّار. كما أنَّ ربطة العُنق الدبلوماسيَّة الَّتي يحاول ترامب والَّذين معه تعليقها على نازيَّة المُجرِم «نتن ياهو» في المنظَّمات الدوليَّة لن تجملَ الوجْه القبيح، بل ستكُونُ بمثابة مشنقة تخنقه مع تصاعد الوعي العالمي تجاه وحشيَّة النَّازيَّة الصهيونيَّة في عواصم دول العالم ومُدنها، وفي المنظَّمات والمؤسَّسات الدوليَّة والحقوقيَّة.
خميس بن حبيب التوبي