السبت 02 أغسطس 2025 م - 8 صفر 1447 هـ

التجارب السريرية .. صمام أمان لتلبية احتياجات المرضى

التجارب السريرية .. صمام أمان لتلبية احتياجات المرضى
الأربعاء - 30 يوليو 2025 04:24 م
20

أكثر من 10 دراسات تجرى بالتعاون مع مؤسسات دولية وفقا للمعايير العالمية

منجد الحارثي: دعم اختبار المنتجات الدوائية التجريبية وإدخال تقنيات حديثة فـي العلاج

حوار ـ سليمان الهنائي:

تمثل التجارب السريرية في مركز قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان صمام أمان ومحورًا مهمًّا في الرعاية الصحية السليمة للمرضى، لضمان سلامتهم وحماية حقوقهم وفق تطبيق مبادئ الممارسات السرية. وتعزز التجارب السريرية دور البحوث في مجال الأورام بشكل آمن بالأدلة العلمية، حيث تخضع لمعايير صارمة ضمن قيام مجموعة من الخبراء بتقييم كل طلب تجربة سريرية إسهامًا في المعرفة العلمية.

التقت «الوطن» بالدكتور منجد بن محمد الحارثي، رئيس قسم الأبحاث السريرية والتجريبية بمركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان ليحدثنا عن ما يقدِّمه القسم من تجارب تعود فائدتها على المجتمع:

ـ ما أهم الركائز الاستراتيجية التي يقف عليها قسم الأبحاث السريرية والتجريبية في مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان؟

يستند قسم التجارب السريرية في مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان (SQCCCRC) على ست ركائز استراتيجية أساسية، تضمن إجراء البحوث في مجال الأورام بشكل آمن، وفعَّال، ومُصمم خصيصًا لتلبية احتياجات المرضى العُمانيين وتمكين المرضى بوصفهم محور الرعاية في التجارب السريرية من خلال تعزيز استقلاليتهم، وضمان سلامتهم، وتحقيق العدالة، واحترام كرامتهم وتعزيز التعاون مع المؤسسات العلمية الوطنية والإقليمية والدولية، التي تدعم وتنفذ التجارب السريرية متعددة المواقع والامتثال للمعايير الأخلاقية وحماية سلامة الإنسان من خلال تطبيق مبادئ الممارسات السريرية الجيدة للمجلس الدولي للتنظيم (ICH-GCP). وتعزيز التنوع والشمولية. حيث يهدف قسم التجارب السريرية في مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث السرطان بالمدينة الطبية الجامعية إلى تعزيز مشاركة المركز البحثية، لتوفير بيانات قائمة على الأدلة للعلمية ممثلة للثقافة والتركيبة الجينية للعُمانيين، وتمثل المجتمع المحلي وبناء القدرات التي تركز على زيادة وعي مقدمي الرعاية الصحية والجمهور بأهمية التجارب السريرية.

ـ كيف يعول على قسم الأبحاث السريرية والتجريبية لتعزيز دوره في منظومة الابتكار بسلطنة عُمان؟

يدعم قسم التجارب السريرية في مركز السُلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث السرطان الابتكار الطبي في سلطنة عُمان من خلال المشاركة في اختبار المنتجات الدوائية التجريبية، وإدخال تقنيات حديثة في العلاج مثل استخدام الواقع الافتراضي في البرامج العلاجية للمرضى. كما يرحب القسم بالباحثين، ويُوفر لهم الإرشاد اللازم لإجراء التجارب السريرية بفعالية.

ـ كيف تنظرون إلى واقع البحث العلمي بالنسبة لمرضى السرطان؟

نلاحظ تزايدًا تدريجيًّا في تقبل المرضى للتجارب السريرية. نعم، واجهنا في البداية تحديات في شرح المفهوم وأهمية المجال للمرضى وعائلاتهم، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات، بدأ المرضى يطرحون أسئلة ويبدون اهتمامًا تجاه الأبحاث التي نعمل عليها. وقد شهدنا ذلك خلال الفعالية التي نظمناها في اليوم العالمي للتوعية التجارب السريرية، حيث كان من ضمن الحضور بعض المرضى وعائلاتهم والذين طرحوا بدورهم العديد من الأسئلة عن دور القسم والأبحاث التي يقوم بها. نحن نؤمن بأنه من خلال مثل هذه المشاركات سنتمكن من زيادة الوعي الوطني بالتجارب السريرية.

ـ هناك العديد من البرامج البحثية التي يقوم بها قسم الأبحاث السريرية والتجريبية، في نظركم ما أهم البرامج التي تهتمون بها؟

أهم التجارب السريرية هي تلك التي تستهدف العُمانيين. إن البيانات الإقليمية المتعلقة بالتجارب السريرية لا تزال محدودة إلى حد ما، مما يؤثر على قابلية تعميم نتائج الأبحاث. نحن نسعى إلى تمثيل العُمانيين بشكل كافٍ في الأبحاث والتجارب السريرية، وفهم احتياجاتهم، ورحلتهم عبر مراحل الصحة والمرض، والعوامل التي تؤثر على صحتهم العامة ورفاههم. وهذه الدراسات تأتي في المقام الأول، بالإضافة إلى ذلك، نركز على الدراسات التي تعزز التعاون الدولي، لضمان تمثيل المجتمع المحلي في البيانات العالمية أيضًا.

ـ ما المعيار التي تعتمدون عليه لتحقيق الأهداف المرجوة؟

أي تجربة سريرية تصل إلى القسم تخضع لمعايير صارمة لتحديد جدوى الدراسة، ونعني بذلك قيام مجموعة من خبراء التجارب السريرية بتقييم كل طلب تجربة سريرية للتأكد من مدى تلبيته لاحتياجات المجتمع المحلي، وإسهامه في المعرفة العلمية. كما أننا نوفِّر التدريب للباحثين والموظفين الذين يتعاملون مع المرضى في التجارب السريرية لضمان التزام الجميع بـتحقيق أهداف التجارب السريرية.

ـ كيف تنظرون إلى واقع الأبحاث السريرية والتجريبية من نواحٍ عدَّة وأبرزها الاستكشافات المبكرة لأمراض السرطانات؟

تؤدي التجارب السريرية إلى اكتشافات علمية وتشخيص مبكر، واتباع أساليب مبتكرة في تشخيص وعلاج السرطان.

ـ وما الآلية التي يتم اتباعها من قبل الفريق في تشخيص وتحليل التفاصيل المرتبطة بالمريض؟

مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان مُجهز بأحدث وسائل التشخيص ومختبرات الأبحاث لإجراء مختلف المشاريع البحثية. وعند تسجيل المريض في التجارب السريرية، فإنه يخضع لمجموعة متنوعة من الفحوص الموحدة حسب بروتوكول الدراسة لضمان سلامة المريض والمنتجات التي نعمل على اختبارها، والتحقق من دقة النتائج.

ـ هل الأبحاث السريرية والتجريبية تعتمد على مراحل عدة؟ وما أبرز ما يتم التركيز عليه لكل مرحلة؟

في المرحلة الأولى تُختبر الجزيئات التجريبية في المختبر على الأنسجة أو الحيوانات. بعد الموافقة، ينتقل الدواء إلى المرحلة الأولى على البشر، حيث يُقدم العلاج لعدد قليل من الأشخاص المتطوعين لتحديد مدى سلامته والجرعة الآمنة والفعالة. بمجرد تأكيد ذلك، ينتقل الدواء إلى المرحلة الثانية واختباره على عدد أكبر من المرضى ذوي خصائص متشابهة، مع استمرار تقييم الفعالية والسلامة. عند الموافقة على المنتج، يدخل المرحلة الثالثة، حيث يُقارن بالعلاج القياسي الموجود في السوق، ويُوزع المرضى عشوائيًّا بين العلاج التجريبي والعلاج القياسي. إذا أثبت المنتج تفوقه، يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء، وينتقل إلى مرحلة التسويق. هنا تبدأ المرحلة الرابعة، حيث تُقاس تأثيراته على جودة الحياة وبيانات السلامة لدى المرضى الذين يتناولون المنتج المحدد.

ـ وهل هناك تجارب سريرية وتجريبية تمت البحوث عليها بهدف تعزيز عملية الأبحاث يمكن الاستفادة منها والرجوع لها؟

نأمل أن تسهم نتائج البحوث والتجارب السريرية في خدمة مرضى السرطان، وأن تكون بمثابة مرجع للباحثين. بناءً على العديد من التجارب السريرية، يتم تحديث الإرشادات المتعلقة بإدارة الأمراض بانتظام في المجتمع العلمي، كما تُحدَّث السياسات والمعايير الدولية. يُعرف هذا بـ«الممارسة القائمة على الأدلة»، حيث نُغيِّر الممارسات بناءً على الأدلة التي جُمعت من التجارب السريرية.

ـ ما مدى التعاون القائم بين قسم الأبحاث السريرية والتجريبية سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي؟

يدعم قسم التجارب السريرية في مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان التعاون المحلي والإقليمي والدولي. لدينا حاليًّا أكثر من 10 دراسات تُجرى بالتعاون مع مؤسسات دولية. ونواصل التنسيق لتفعيل المزيد من التجارب السريرية وفق المعايير العالمية.

ـ هل هناك من تحديات تواجه الأبحاث السريرية والتجريبية في مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان؟ وكيف يتم التعامل معها؟

التحديات جزء لا يتجزأ من أي مسار ناجح. في البداية، كان التحدي يتمثل في جاهزية القسم في مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، لإجراء تجارب سريرية وفق المعاييرالدولية. وقد تم التعامل مع هذا التحدي من خلال تأسيس البنية الأساسية للتجارب السريرية بوضع السياسات وإجراءات التشغيل القياسية التي تُعَد بمثابة دليل مرجعي. ويساعد الوعي بهذه الإجراءات في توحيد ممارسات التجارب السريرية. تم أيضًا العمل على إتمام شهادة الممارسات السريرية الجيدة (Good Clinical Practice) للممارسين الصحيين، وهي شهادة دولية تُعِد الفرد لإجراء تجارب سريرية وفق المعايير الدولية. كما نظم القسم العديد من الدورات التدريبية والجلسات العلمية، أسهمت في زيادة الوعي بالتجارب السريرية، بما في ذلك أساسيات التجارب السريرية، والإحصاء، والمنهجيات، والتصاميم، بالإضافة إلى تدريب متقدم في تنفيذ التجارب السريرية. تحدٍّ آخر كان يتمثل في وعي الجمهور بالتجارب السريرية، وقد تم التعامل مع هذا التحدي من خلال تنظيم يوم للتوعية بالتجارب السريرية، وكذلك من خلال شرح التجارب السريرية للمرضى وعائلاتهم أثناء عملية الموافقة المستنيرة.

التجارب السريرية .. صمام أمان لتلبية احتياجات المرضى