القدس المحتلة ـ «الوطن» ـ وكالات:
تمضي «إسرائيل» في مخطط منهجي لخنق قطاع غزَّة عبر الإبادة الجماعية وصناعة الفوضى والإمعان في المجاعة الكارثية غير مكتفية بما ترتكبه من مجازر يومية بحق الشَّعب الفلسطيني، حيث تُجمع التقارير الحقوقية الفلسطينية والدولية على أن القطاع يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يُفاقمها الحصار والإغلاق المتواصل للمعابر منذ أكثر من خمسة عشر شهرًا. وأكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشَّعب الفلسطيني «حشد»، أن «قطاع غزَّة يشهد حالة مجاعة كارثية إلى جانب جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال، ضمن سياسة ممنهجة لإحداث فوضى داخل القطاع». وأشار عبد العاطي إلى أن الاحتلال «يدعم تشكيلات عصابية داخل غزَّة، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، وزيادة حالة الفوضى، بما يهدد ما تبقى من بنية الحياة في القطاع».
وأوضح عبد العاطي أن دخول المساعدات لا يزال محدودًا، رغم «الزيادة الطفيفة والمقدرة بـ83 شاحنة في أفضل الأحوال يوميًّا»، بينما يحتاج القطاع ما بين 600 إلى 1000 شاحنة يوميًّا لتدارك الخلل الكبير في تلبية الاحتياجات الغذائية والصحية.
وحذر عبد العاطي من أن «الاحتلال يتعمد استهداف مؤمني المساعدات والمدنيين المجوعين»، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى «إهلاك السكان، ودفع من تبقى منهم إلى الرحيل القسري، وجعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة». ميدانيًّا أكدت مصادر في مستشفيات غزَّة، استشهاد العديد من الفلسطينيين منذ فجر أمس جراء غارات الاحتلال ونيرانه على أرجاء متفرقة من قطاع غزَّة. واستشهد فلسطيني جراء قصف الاحتلال منزلًا لعائلة في منطقة الحارة الملونة شرق غزَّة. كما أصيب 7 بقصف «إسرائيلي» استهدف مجموعة من المواطنين الفلسطينيين بمواصي رفح أثناء تزودهم بالمياه من إحدى الشاحنات. كما أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد فلسطيني متأثرًا بإصابته جراء قصف الاحتلال لمنزله في حي الزيتون شرق مدينة غزَّة، ليلتحق بأبنائه الخمسة الذين ارتقوا في المجزرة ذاتها. فيما استشهد 6 وأصيب أكثر من 40 بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح جنوبي قطاع غزَّة. وأفاد مستشفى القدس أنه استقبل 8 إصابات من منتظري المساعدات على مفترق النابلسي، أغلبها خطيرة، وقد أدخل عدد منها فورًا إلى غرف العمليات.