السبت 02 أغسطس 2025 م - 8 صفر 1447 هـ

الصحافة واستهداف الرئيس

الصحافة واستهداف الرئيس
الأحد - 27 يوليو 2025 12:59 م

أ.د. محمد الدعمي

30


بعد فشل محاولة اغتياله قَبل أكثر من سنَة بقليل من الأسابيع يتعرض الرَّئيس الأميركي، دونالد ترامب، لحملة تشويه وتسقيط عدائيَّة عَبْرَ الإعلام والصحافة الأميركيَّة!

ويبدو للمراقب الحذق بأنَّ هذه الحملة المضادَّة للرَّئيس ترامب متنوِّعة الأدوات ومتعدِّدة الاتجاهات والجبهات، لبالغ الأسف ! وإذا ما كان الرَّئيس ترامب لا يختلف عن الكثير من أُولي الأمْر في بُلدانهم بقدر تعلُّق الأمْر في تنوُّع الآراء به (مع /‏وضدَّ)، إلَّا أنَّ الحملة ضدَّه تبدو بدرجة من القوَّة ورباطة الجأش، أنَّه يحاول أن لا يأبَه بما يُحاك له في الزَّوايا المُظلمة من مؤامرات إساءة وتشويه تحاول النَّيْل من زعامته عالميًّا (على المستوى الغربي عامَّة)، ومن قيادته البيت الأبيض على المستوى المحلِّي الأميركي. ويبدو للمراقب الفَطِن بأنَّ الأمْر يتجاوز مجرَّد أنَّه صدفة محضة، إذ جاء التَّشكيك في قدراته الصحيَّة البدنيَّة، متوازيًا مع حملة عشواء تحاول النَّيْل من سمعته وسُلوكه الفردي على نَحْوٍ يتَّهمه بالتصرفات غي الأخلاقيَّة. وقد تجسَّد هذا الأمْر فيما أشاعته Wall Street Journal عن ورود اسم الرَّئيس ترامب في قائمة خاصَّة بعملاء السّمسار المدعو جفري إبستين Epstein». وهو رجُل سيء الصِّيت، كان يدير شبكة دعارة، مركزها «العمليَّاتي» جزيرة فردوسيَّة لاستقبال «الضيوف» المبرزين مع «مرافقاتهم» من بائعات الهوى escorts مع خدماتهنَّ الخاصَّة، وهنَّ من أجمل نساء العالَم مقابل بدلات قد تكُونُ نقديَّة ماليَّة أو خدمات اعتباريَّة لا يقدر على تقديمها سوى الأثرياء والمتنفذين، من أمثال أحَد أبناء ملكة بريطانيا السَّابقة، وهو الأمير الَّذي لاحقته الفضيحة منذُ نشر صورة له مع السمسار إبستين ومع شابَّة من بنات اللَّيل، التقطت منذُ زمن طويل، الأمْر الَّذي يُلقي الضَّوء على طريقة السمسار الدولي «الخاص» إبستين في جني الأرباح الأسطوريَّة. هذا السمسار جفري إبستين، قد أودع السجن من قِبل السُّلطات الأميركيَّة قَبل عدَّة سنوات، إلَّا أنَّه سرعان ما وجد منتحرًا في زنزانته، فمات موتة غامضة، لم تزل مثارًا للشكوك والأقاويل.

وهكذا لا ينجو أيُّ رجُل، مهما بلغ من قوَّة وجبروت في الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة من كلمات الإعلام وهجمات الصحافة الَّتي تعتمد الفضائح، ليس للانتشار، فحسب، بل لاستدرار المال من «الضحايا» الأكثر غنى! لقد نشرتْ وسائل الإعلام الأميركيَّة يوم 19 يوليو صورة شخصيَّة كانتْ قد التقطتْ للرَّئيس ترامب واضعًا ذراعه على كتف إبستين!

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي