دمشق ـ «الوطن»:
نظم فرع سورية للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مؤخرا حفل تأبين للكاتب والباحث علي بدوان، وذلك إحياءً لذكراه الأربعين. شهد الحفل، الذي أقيم في دمشق، حضورا لافتًا من عائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه، إلى جانب نخبة من المثقفين والمهتمين بإرث هذا القلم الذي لم يهدأ حتى آخر يوم في حياته.
استهل التأبين بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين والعالم العربي، ومن ثم تولى الأستاذ عماد موعد إدارة الحفل بتقديم المشاركين. تتابعت الكلمات التي عكست عمق الأثر الذي تركه بدوان في نفوس الحضور والمشهد الثقافي الفلسطيني. ألقى الباحث الأرقم الزعبي كلمة اتحاد الكتاب العرب تحت عنوان من حيفا إلى دمشق مستعرضًا العلاقة التاريخية التي جمعته بالراحل. من جهته، شدد الباحث نزار حميد، ممثلاً لفرع سورية للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، على الدور المحوري للراحل في إعادة هيكلة الاتحاد وحرصه على تفعيله بروح من المهنية والوطنية.
وأضاء الناقد أحمد هلال على جوانب إنسانية مؤثرة من حياة بدوان أما كلمة العائلة التي ألقاها شقيق الفقيد الأستاذ خالد بدوان، فقد كانت مفعمة بالمشاعر الدافئة وتركت أثرًا عميقًا في نفوس الحضور تبعتها خاطرة وجدانية قرأها فادي شاهين (ابن أخت الراحل) كتبتها أخت الفقيد، ورسالة مؤثرة لابنته جوان إلى والدها.
تخلل الحفل شهادات إنسانية من عدد من الكتاب والمحبين للراحل، ركزت على البُعدين الثقافي الوطني والإنساني في مسيرته. وقد أجمعت الشهادات على دور علي بدوان المحوري في المشهد الثقافي الفلسطيني، وحرصه الدؤوب على تفكيك السردية الصهيونية وتعزيز الوعي الأصيل تجاه الحق الفلسطيني الثابت.
يُذكر أن الراحل علي بدوان الذي وافته المنية في العاصمة السورية 2025، كان كاتبا ومؤرخًا فلسطينيًا كرس حياته للعمل السياسي والإنتاج الفكري المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضية الفلسطينية خلف بدوان إرثًا فكريًا غنيًا يتجاوز 20 كتابًا تنوعت بين التوثيق السياسي والتحليل التاريخي، من أبرزها القدس واللاجئون والمفاوضات غير المتوازنة» (1997)، واليسار الفلسطيني (1998)، واللاجئون الفلسطينيون في سوريا والعراق من الاقتلاع إلى العودة (2000). وكتب لسنوات طويلة في صفحة الآراء في (الوطن).